الخبر وما وراء الخبر

معادلةُ الردع

33

ذمار نيوز | مقالات 13 شوال 1440هـ الموافق 17 يونيو 2019م

بقلم / علي الزهري

نَعِــــــدُ النظامَ السعوديَّ بأيام أشدَّ إيلاماً -إن شاء الله- طالما استمر العدوانُ والحصارُ على بلدنا.. هكذا اختتم المتحدثُ باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، بيانَه العسكريّ الذي زف فيه خبرَ تنفيذ عمليات نوعية جديدة استهدفت مطارَي أبها وجيزان بعددٍ من الطائرات اليمنية المسيّرة.

نعم، فبعدَ صبر طويل على الأذى السعوديّ الإماراتي، وصبرٍ أكبرَ على الوضع الإنْسَــاني الصعبِ الذي خلّفه العدوانُ بقصفِه وحصاره وبغيه، وبعزيمة أحرار اليمن ورغبتهم وهمتهم ومثابرتهم، ها نحن اليوم وفي العام الخامس من الصمود نسيرُ بخطواتٍ حثيثة لتحقيقِ معادلة الردع، وصولاً إلى قاعدة السن بالسن والعين بالعين مطار بمطار وقاعدة بقاعدة وعاصمة بعاصمة، ومن أجل تحقيقِ هذا الهدف شرعت القوةُ الصاروخية وسلاح الجو المسيّر بالتنفيذ العملي لهذا التوجّــه الضاغط، الذي من شأنه إجبارُ القَتَلَة والمعتدين على الرضوخ للسلام العادل المشرّف الذي لا

ينتقصُ من سيادة وكرامة اليمنيين، فمن قاعدة خالد الجوية إلى مطاراتِ جيزان ونجران، ومضخات النفط إلى مطار أبها الدولي، كُلُّ هذه العمليات النوعية والمركَّزة رافقتها تحذيراتٌ متعددةٌ وجادة للشركات العاملة في السعوديّة والإمارات والمدنيين تدعوهم للابتعاد من هذه المواقع التي أصبحت أهدافاً عسكريّة مشروعةً لأبطال الجيش واللجان الشعبية، ولعل التركيز على مطار أبها وقصفه بصورة متكرّرة يكشفُ التوجّــهَ لدى القيادة اليمنية وسعيها إلى الضغط لإجبار المعتدين لوقفِ عدوانهم ورفع حصارهم وفتح مطار صنعاء الدولي، ولكن بالطريقة التي يفهمُها المعتدي؛

لأَنَّ كُلَّ المساعي السلمية المطالبة لفتحِ المطار أمام المرضى والجرحى والعالقين لم تُجْـــــــدِ نفعاً، فلا حملات على مواقع التواصل وتغريدات وهشتاقات نفعت، ولا وقفات احتجاجية أمام مكاتب الأمم المتحدة أثّرت، ولا بيانات واعتصامات لاقت أذاناً صاغية، وعليه فإنَّه من غير المعقول وَالمقبول أن تظلَّ مطاراتنا مغلقةً ومحتلة ومطارات المعتدين عامرةً بالطائرات، نعم ستشهدُ الأيامُ القادمةُ كثافةً في العمليات المركَّزة والمتنوعة في الوسائل بين صواريخَ مجنحة شامخة، وطائرات محلقة مسيّرة، وهجمات برية كاسحة، ولن ينقذَ المملكةَ ومن يدور في فلكها إلا الرضوخُ للسلام ووقف العدوان علينا.

كُلُّ هذا البأس المتصاعِد الرادع المهيب، توَّجَهُ ظهورُ وزير دفاعنا العزيز وهو على مشارف مدينة نجران يزورُ مرابطي الجيش واللجان بكل شجاعة وإقدام، في رسالة قوية لكل من يعرف أبجديات الحرب وقواعده، مفادها أن اليمنَ العزيز تحمل من الأذى ما لم يقوَ على تحمُّله أحدٌ، صبَرَ كثيراً وتحمَّل أكثرَ، وها هو اليوم يدوسُ بكل فخرٍ على أنوف الظلمة، ويجبرُهم على العويل والصراخ واستجداء العالم؛ لنجدتِهم والتوسُّط في الكواليس لوقفِ عملياتنا، كما أشار إلى ذلك معالي وزير الإعلام الأُستاذ ضيف الله الشامي.

هذه نتائجُ الغُرور والكبر وجنون العظمة، وَإذَا غضب اللهُ على نملة أريشت، وهذا حالُ ممالك بعران الخليج، تجمعوا وتفرّقوا، وسيُهزمون، ولدينا مزيد.