طابور النفاق وصهاينة العرب
ذمار نيوز | مقالات 11 شوال 1440هـ الموافق 15 يونيو 2019م
بقلم / عبدالفتاح علي البنوس
لم يكن بمستغرب أن يكون المرتزق العميل محمود عباس “أبو مازن” السباق في إدانة استهداف القوة الصاروخية اليمنية مطار أبها الإقليمي بصاروخ بالستي يمني من طراز مجنح “كروز” حيث وصفه بالعمل الإرهابي ، هذا الكائن المسخ- الذي ظل وما يزال مرتهنا للكيان الصهيوني ، وعميلا له ، ومتآمرا على المقاومة والقضية الفلسطينية ، حيث يعد أحد مهندسي صفقة القرن- لطالما وشى بحركات المقاومة الفلسطينية وتحالف مع الموساد الإسرائيلي ضدها ، وأعطت أجهزته الأمنية والاستخباراتية معلومات دقيقة حول تحركات عناصر المقاومة وقياداتها ، وها هو ذا يؤكد من جديد على أنه عبارة عن ممسحة قذرة بيد السعودي والإماراتي وأنه عبارة عن مرتزق حقير باع نفسه وشعبه وفلسطين والقدس من أجل الكسب الرخيص ، ولا يمكن أن يحمل هذا الأفاك وشلته العميلة الهم العربي الفلسطيني ، ولا أن يكون ممثلا للقضية الفلسطينية أو مدافعا عنها على الإطلاق .
محمود عباس وأحمد أبو الغيط والسديس والسيسي وبقية الحشرات العرب التي تقتات من موائد السعودية والإمارات وترتهن للمشروع الأمريكو صهيوني ينافقون ويدجلون مع السعودية ، مع دولاراتها وريالاتها ونفطها ، مع دعمها وإسنادها لهم ونزولا عند رغبة أمريكا وإسرائيل يذرفون دموع التماسيح على قصفنا مطار أبها الإقليمي ، وكأن الله سلب منهم العقول ونزع منهم الحياء والخجل ؟!! لماذا لا تولولون إلا عندما تستهدف المطارات والمنشآت السعودية ؟!! مطار صنعاء مغلق منذ أكثر من أربعة أعوام ، مطار تعز تم تدميره ، مطار الحديدة أشبعوه قصفا وتدميرا ، حتى المطارات الترابية لم تسلم من قصف وإجرام ووحشية آل سعود وآل نهيان ، ولم نسمع نحيبا ولم نشاهد بواكي عليها ؛ لماذا ؟! ما السبب الذي جعل مطاراتنا ومنازلنا وأسواقنا وطرقاتنا ومستشفياتنا ومساجدنا وطرقاتنا وجسورنا ومدارسنا وجامعاتنا ومعاهدنا ومصانعنا مستباحة من قبل العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني البريطاني الغاشم ؟!! هل من منصف عاقل لبيب يفتينا في ذلك ؟!! ما الذي أتى بالسعودية والإمارات إلى اليمن ؟! ومن شرعن لهم استباحة الأرض والعرض والسيادة والكرامة ؟!! لماذا يحق للسعودي والإماراتي أن يقصف كل مقدراتنا ويدمرها ، في حين لا يحق لنا أن نرد على كل ذلك ؟!!
يريدوننا أن نشاهد صواريخ طائراتهم تتساقط على منازلنا وتقتل نساءنا وأطفالنا ونحن نهتف (حيوا السعودي حيوه) أو نرفع شعار (شكرا سلمان) وكأن صواريخهم رحمة وخدمة لنا ، ومن أجل مصلحتنا ، يقتلك من أجل مصلحتك ، بالله عليكم أي منطق سخيف هذا ؟!!! لقد كانت مواقفنا وما تزال وستظل تجاه الأزمات التي عصفت وتعصف بالدول العربية والإسلامية ثابتة ومتزنة ومسؤولة ، وكان الصوت اليمني عاليا في الوقوف إلى جانب القضية المركزية المصيرية لكل العرب والمسلمين (القضية الفلسطينية) وكافة الملفات والقضايا الشائكة التي واجهتها وما تزال بعض الدول والشعوب العربية والإسلامية ، لدرجة أننا دفعنا من أجل كثير من هذه القضايا ثمنا باهظا ، لكننا نرى أن نصرة الحق والوقوف ضد الباطل من الثوابت التي لا يمكن أن تخضع للمزايدات والأخذ والرد والمقايضة عليها والمتاجرة بها ، ما تزال مظاهراتنا ومسيراتنا الجماهيرية الحاشدة- نصرة لفلسطين و مناهضة للحرب على العراق وأفغانستان ولبنان وقطاع غزة وسوريا- حاضرة موثقة في الذاكرة ، في الوقت الذي نقابل فيه بعد أربع سنوات من العدوان والحصار بتجاهل عربي إسلامي رسمي وشعبي للمظلومية اليمنية باستثناء بعض المواقف المشرفة لبعض الدول والأحزاب والمكونات والنخب العربية والإسلامية، وفي مقدمتها حزب الله اللبناني وأمينه العام السيد حسن نصر الله والجمهورية الإسلامية الإيرانية والعراق وسوريا وسلطنة عمان، وبعض حركات المقاومة الفلسطينية، وعدد من النخب السياسية والإعلامية والحقوقية العربية والأجنبية .
منتهى الجحود والنكران العربي والإسلامي للمواقف اليمنية المشرِّفة ، وفوق ذلك يستنكرون الرد على الإجرام السعودي والإماراتي بكل وقاحة وقلة حياء ، لقد صمتنا قرابة الأربعين يوما منذ شن العدوان غاراته الأولى على العاصمة صنعاء في 26 مارس2015 م، وكانت القيادة الثورية تتطلع إلى عودة سريعة للمعتدين إلى جادة الحق والصواب ويسارعوا إلى وقف العدوان ، لكنهم أصروا على غيهم وغطرستهم ما دفع القيادة إلى اتخاذ قرار الرد على الجرائم والمذابح التي يرتكبها تحالف صهاينة العرب ، ورغم وحشية وبشاعة الجرائم والمذابح السعودية إلا أن الرد اليمني كان ولا يزال منضبطا ومحددا بإسقاط المواقع العسكرية واستهداف المنشآت العسكرية والحيوية والاستراتيجية السعودية الإماراتية والتي لم تسجل أي سقوط لضحايا من المدنيين ، ورغم ذلك يساند طابور النفاق العربي الجلاد ، ويهاجمون الضحية من أجل المصلحة ، والشعوب خانعة خاضعة ذليلة تتفرج على شعب يتعرض لإبادة جماعية لأنه قال للسعودية: “لا الوصاية والتبعية ” وقطع دابر أذرعها في الداخل اليمني غداة ثورة 21سبتمبر .
بالمختصر المفيد: لم يعد لدينا ما نخسره أكثر مما خسرناه ، نحن نخوض معركة مصيرية ، معركة الدفاع عن السيادة والعزة والكرامة ، معركة الدفاع عن الأرض والعرض والشرف ، معركة الدفاع عن حقنا في الحياة ، حياة كريمة ، بإرادة مستقلة ، وسيادة مُصانة ، بلا وصاية أو تبعية لأحد ، معركة النفس الطويل ضد تحالف سلولي حاقد رضعت عناصره الحقد ضد اليمن واليمنيين منذ الصغر ، ولن ندَّخر وسيلة في الرد عليهم ، ولن نتردد في استهداف كل منشآتهم وتدمير اقتصادهم ، مثلما قصفوا وأغلقوا مطاراتنا سنقصف ونغلق مطاراتهم ، (ما فيش حد أحسن من حد) وعلى الباغي تدور الدوائر ، سنواصل ، ونواصل حتى يكفوا عن بلادنا وشعبنا أذاهم وشرهم المستطير ، وإجرامهم البشع ، ويغادروا البلاد وينهوا مغامرتهم الصبيانية الرعناء التي أدخلتهم فيها أمريكا وإسرائيل ، هذا حقنا المشروع والمكفول ، ولا يعنينا نباح ونعيق ونهيق وعواء العملاء الأجراء في طابور النفاق العربي والدولي ، فنحن أصحاب مظلومية ولن ندَّخر وسيلة للانتصار لها ، والقصاص من القتلة المجرمين والعملاء المنافقين ، شاء من شاء وأبى من أبى ، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين .