ما هي رسائل استهداف مطار ابها السعودي بصاروخ الكروز؟ وماذا يعني استخدام اليمن لهذا التكنولوجيا النوعية في هذا التوقيت ؟
ذمار نيوز | تقرير : زين العابدين عثمان _ محلل عسكري 9 شوال 1440هـ الموافق 13 يونيو، 2019م
ماتزال العمليات الهجومية التي تنفذها وزارة الدفاع اليمنية على مطارات السعودية تٲخذ مسارا متصاعدا ومناخا عسكريا عاصف يضع خيارات مفتوحة المصراعين ،فضمن اطار استراتيجية كسر الحصار على اليمن و مطار صنعاء تحديدا التي فرضتها القيادة الوطنية ،نفذت وحدة سلاح الجو المسير عدة هجمات نوعية استهدفت خلالها مطار نجران بعدد من الطائرات دون طيار يليها مطار جيزان الاقليمي الذي استهدف يوم الاحد الماضي بمجموعة من طائرات قاصف k2 الملغمة يلها قاعدة الملك خالد بن عبدالعزيز في خميس مشيط الواقعة في منطقة عسير بنفس الطائرات والتي استهدف خلالها مراكز القيادة والسيطرة والتحكم الملاحي والعسكري وانظمة الرادات ومرابض الطائرات القتالية التابعة لقيادة القوات الجوية الجنوبية .
اليوم وفي ساعات الفجر الاولى عملية هجومية اخرى نفذتها القوة الصاروخية اليمنية بصاروخ مجنح من طراز كروز مستهدفة مطار ابها الدولي الذي يقع في منطقة عسير بين أبها وخميس مشيط كعملية استباقية هي الاولى من نوعها من حيث الناتج العملياتي والصدمة الاستراتيجية التي تلقاها النظام السعودية حيث حققت الضربة خسائر جسيمة في المطار مستهدفة برج المراقبة الجوية بشكل مباشر وتدمير انظمة الملاحة ونظم التحكم الالكترونية الخاصة بتنظيم رحلات الطيران واخرجتها عن الخدمة وهو ما اكدته وحدة الاستخبارات تباعا .
هذه العملية النوعية واختلافها عن العمليات السابقة من حيث طبيعة الهدف ونوع السلاح المستخدم فهي تعتبر عملية قاصمة ترسخ مفاهيم الرد والردع والعوامل الضغطة للجم النظام السعودي واناخته عسكريا ، .
فالهدف كان احد اهم المؤسسات السعودية وهو مطار ابها الدولي الذي يعتبر من بين افضل المطارات الحيوية على مستوى السعودية والمنطقة فهو محطة مهمة لنقل نحو 5 ملايين مسافر كل عام ومئات الرحلات الاسبوعية المتوجهة داخليا ومن اراضي السعودية الى البلدان الاجنبية .
اما نوع السلاح المستخدم فكان صاروخ مجنح من نوع كروز روسي الصنع الذي يعتبر من بين اهم الصواريخ الباليستية المحورية التي تتسلح بها اقوى دول العالم نظرا لعمق تقنياتها و مميزات العملانية الفعالة على المسرح الاستراتيجي فهي تختلف عن الصواريخ الباليستية (القوسية) ذات المسار الواحد اذ ان صاروخ الكروز من الاسلحة ذاتية الدفع التي تمتلك قدرات حرة للمناورة التكتيكية والتحليق في الجو تماما كالطائرات العادية فيكمنه الانخفاض والارتفاع والمناورة في اوساط التضاريس الجبلية والصحاروية دون ان تكتشفة الرادارات واجهزة الانذار والمراقبة حتى اصابة الهدف ، كذلك يمتلك قدرات عملياتية كبيرة وتقنية متطورة منها المدى العملياتي الذي يصل الى اكثر من 2500كيلومتر واجهزة استشعار تصويرية تعمل بالأشعة تحت الحمراء تمكنه من معرفة الهدف من طبيعة التضاريس و نظام توجيه تكتيكي بتقنية DSMAC الذي يعمل على توجيهه نحو الهدف بدقة معلوماتية وبواقع صفر فشل كما يمتلك ايضا رٲسا حربي تقليدي بوزن 1000 رطل من المواد شديدة الانفجار اي ان له قوة تدميرة عالية .
بالتالي وفيما هو ملفت في هذا السياق هو استخدام القوة الصاروخية اليمنية لهذه الصواريخ الدقيقة والمتطورة في هذا التوقيت حيث سبق وان استخدمتها في ضرب مفاعل براكة النووي بالامارات خلال عمليتين الاولى تجريبية والاخرى استهدافية ثم توقفت بعدها ولم تقم باي عملية اخرى ،لكن اليوم تم استخدامه مجددا لضرب مطار ابها بالعمق السعودي لهذا فلابد من ان هناك ابعاد تقف وراء هذه العملية النوعية ورسائل استراتيجية ارادت من خلالها قيادة الجيش واللجان الشعبيةايصالها للنظام السعودي وحلفاءه ولايستبعد ان من ضمنها دخول هذه المنظومة المحورية في خط الردع والعمليات للقوة الصاروخية في قادم الايام ومن جانب اخر ان العمليات الهجومية القادمة ستستهدف مطارات ابعد ربما مطار الملك خالد بالرياض او مطار الطائف في حال لم يرفع الحصار عن مطار صنعاء.
في اخر المطاف
لقد مثلت ضربة صاروخ الكروز رعبا غير مسبوقا للنظام السعودي وحلفاٱه الذي سرعان ما ظهر على لسان الناطق باسم التحالف العقيد طيار تركي المالكي الذي صرح بالقول ان استهداف المطار يثبت حصول الحوثيين على أسلحة نوعية من إيران وهذا اعتراف بالفشل العسكري واضاف ايضا ان الاستهداف كان لمنشٲة مدنية “” وهذا دليل على ان النظام السعودي يحاول من واقع الارتباك والتخبط والفشل التشبث بالاسطوانة المشروخة ذاتها التي تحاول حرف الانظار وفبركة وشيطنة العمليات اليمنية الردعية .
ومما لايستبعد حصوله ان سيتخذ من ضربة الكروز مبررا لارتكابه المجارز الوحشية بحق المدنيين في اليمن في عمليات انتقامية ربما سينفذها خلال الايام القادم .