العيد في اليمن: طقوس صامدة رغم العدوان والحصار.
ذمار نيوز | خاص |تقرير : فؤاد الجنيد 1 شوال 1440هـ الموافق 5 يونيو، 2019م
يتميز العيد في اليمن السعيد بطقوسه وعاداته المستلهمة من تاريخها الحضاري المترع بالجمال والاصالة، ولا تختلف التقاليد والعادات في الريف أو المدينة فهناك مظاهر عامة صارت من علامات العيد، وتصل إلى ذروتها عشية العيد، بل وإلى الساعات الأولى من فجر اليوم الأول منه. فالأسواق تشهد ازدحامًا معتادًا وتمتلئ المحلات وأرصفة الشوارع باحتياجات العيد، وبالمشترين، والمتفرجين على حد سواء.. وتمنح الأسواق الشعبية وبائعو الأرصفة فرصًا عديدة لذوي الدخل المحدود في شراء حاجيات العيد..كما يتخذ بائعو “مكسرات العيد” أماكنهم في الشوارع بعضهم في سياراتهم، وبعضهم في الزوايا يعرضون بضاعتهم من: الزبيب، والفستق، واللوز اليمني، والفول السوداني، واللبان ومعها تشكيلات من الشكولاته والحلويات؛وتزدهر محلات بيع ألعاب الأطفال.
من مظاهر العيد البارزة في كثير من مدن اليمن؛ قضاء إجازة العيد فيها مع أهاليهم القادمين من قراهم الأصلية، وتبدو المدن الكبري خالية من الازدحام المعهود، وخاصة في الشوارع التي تقل فيها أعداد السيارات بصورة ملحوظة، الا ان ذلك يقابله ازدحام شديد في المدن الساحلية الشهيرة، التي تحولت خلال السنوات الأخيرة إلى مناطق مفضلة لقضاء الإجازات؛ إذ تجتذب مئات الآلاف من سكان محافظات الجمهورية كما تستقبل زوارها من ابناء الدول العربية المجاورة.
ومن مظاهر العيد البارزة في اليمن أداء صلاة العيد في الساحات العامة وصارت تشكل مظهرًا عامًا، يميز صباح اليوم الأول للعيد.. كما وينشغل اليمنيون صباح أيام العيد في التزاور، وزيارة الأهل والأقارب والأصدقاء، وتبادل التهاني.والذهاب إلى الحدائق العامة حيث يجد الأطفال والكبار- على السواء- متعة في الألعاب الحديثة الموجودة هناك، والتي تتميز المدن بها عن غيرها. ومن العادات اليمنية- التي ربما تكون مقصورة على اليمن- خروج بعض سكان المدن إلى ضواحيها حيث يصحب رباب الاسر عوائلهم لمشاهدة المناظر الطبيعية التي تشتهر بها بلادنا وخاصة من على قمم الجبال التي تشرف على الوديان الخضراء و لممارسة هواية “الرمي”، وتنتشر هذه الهواية في المناطق الجبلية القريبة من المدن وفي عامة الريف اليمني. ويتخذ اليمنيون أهدافًا كبيرة أو صغيرة؛ مرتقبين أيهم يصيب الهدف، وفي المناطق نفسها- الريفية وضواحي بعض المدن- تشاهد حلقات الرقص الشعبي اليمني، وتنتهز فرق الرقص الشعبي الجوالة- عادة- مثل هذه المناسبات، وتعزف ألحانًا شعبية يرقص على أنغامها جموع المعيدين.
ومع اقتراب ظهيرة يوم العيد؛ ترتفع درجة حرارة الاستعداد في كل منطقة يمنية تقريبًا.. فبعد تناول الغذاء تبدأ طقوس تقليد مهم جدًا، وهو الجلوس لمضغ “القات” وهو تقليد يومي في اليمن، لكنه يكتسب أهمية خاصة، ومتعة إضافية في المناسبات؛ في مقدمتها الأعياد الدينية، وتشهد أسعار “القات” ارتفاعًا كبيرًا في مثل هذه الأيام، وتقل كمية المعروض منه في أسواق المدن، لكنه يبقي ركنًا أساسيًا من طقوس العيد ومتعته، لا يستغني عنه مهما كان الثمن! وتشهد شوارع المدن الكبرى والصغري والقري حالة من الهدوء أثناء ساعات تناول “القات” التي لا تفرق في تقاليدها بين الرجال والنساء.
طقوس العيد في اليمن ومعها البلدان العربية والاسلامية تبقى متشابهة في كثير من السلوكيات وتبقى بسمة الاطفال التي تملأ الشوارع والحدائق والبيوت هي المعنى الحقيقي لفرحة العيد، ويمثل لهم الحصول على العيدية من كل من دخل منازلهم من الزائرين، الأمر الذي يتيح لهم شراء أكبر كمية من اللعب، حيث ترى الشوارع مزدحمة بهم، ويحرصون على شراء الألعاب العسكرية بجميع أشكالها، وبعض العيدية للأطفال يتم صرفها في مراكز الألعاب الإلكترونية.
تقل العزومات في العيد، لأنَّ كلَّ الناس ينفردون بجلسة أسرية في منازلهم، والمرأة اليمنية هي من نساء العالم الإسلامي المعدودات التي تتميز بطبخ اللحم، وبالأخص المرق الذي يحظى بمكانة خاصه وسط المائدة، فيقوم صاحب البيت نفسه، حتى ولو كان شيخ القبيلة، أو مسؤولاً كبيراً، بتقديمه بنفسه للضيوف في آنية صغيرة الحجم، مصنوعة من الخشب بطريقة يدوية يتوارثها الأبناء عن الآباء والأجداد. وتقدم آنية المرق هذه قبل تناول الطعام، وأثناء اجتماع الضيوف في الديوان في غرف الاستقبال.
#أعيادنا_جبهاتنا