“كذبة إيران” وسذاجة العرب..!
بقلم | عفاف محمد
هكذا عملت أمريكا وإسرائيل بأساليبهما المعروفة من دسائس ومكر وخديعة على إلهاء العرب وإيجاد عدو وهمي لهم لينسوا عدوهم الحقيقي. وهكذا أجادت أمريكا والكيان الصهيوني الماكر حرف مؤشر البوصلة وعمدا إلى ان ينسى العرب قضية فلسطين. وهذا ما نلحظه خلال العقود الأخيرة من الزمن حيث، كانت القضية الفلسطينية هي من اهم القضايا العربية والتي لايمر محفل أو مناسبة دون ذكرها في الصدارة والتحمس لقضيتها ونبذ الكيان الصهيوني بل والإشمئزاز منه…
ونجد اليوم مع مرور الوقت ان الوضع تبدل والقضية الفلسطينية تبخرت من ضمائر ونفوس الحكام العرب كما يتبخر مياه البحر تدريجياً حتى يختفي خلال عملية إستخراج الملح البحري التقليدية .
فاليوم كثيراً ما نسمع كلمة إيران تتردد بكثرة من أفواه السياسيين في كل العالم. وكثيرا ما يقال عنها أمور تجعل منها خطراً كبيراً يتفشى في الجسد العربي .ولكن اولم تكن الخطر الإستراتيجي هي ~إسرائيل~؟؟؟؟ فكيف انتقل إلى ايران!!!!!؟؟؟؟
“إيران المجوسية الفارسية الرافضية الصفوية وكثيرا من الألفاظ الغريبة سمعناها، وقرأناها عن ايران حتى بتنا نصورها كتلة من الإرهاب الفسوق والفجور والوحشية والخبث..
وأما اليوم…… نحن في اليمن وبعد أن شن جار السوء علينا عدواناً جائر علينا صرنا نصنف بالمجوس وبعملاء الإيرانيين ونحن بعيدين جداً عن معتقدات وافكار ايران نحن أناس بسطاء نصلي ونصوم وتعبد الله كما تعلمنا من ديننا الإسلامي الحنيف.. لكن ما هو الذنب الذي اقترفناه المتعلق بنا والمرتبط مع دولة جمهورية إيران الإسلامية حتى تستبيح دول تحالف العدوان أرضنا ودماءنا ويدمر أرزاقنا ويحاصر منافذنا البرية والبحرية والجوية .
فالمشروع الإيراني الذي يخافون تمدده في حقيقة الأمر لم يكن سوى أفكار عقائدية متعلقة بآل البيت عليهم سلام ربي . وهذا ما يغضب بعض الملوك والحكام وفقهاء الدين الذين تشربوا كره آل البيت والعمل على تزييف تاريخهم وإخفاء جوانب هامة من سيرتهم ..
فقد احكمت أمريكا والصهيونية خطتهما وجعل ايران العدو الأكبر والأوحد للعرب .حيث طوعت العرب لكره ايران ورمت عليها كيلاً من التهم الباطلة..
لو تعنا في هيكلية إيران السياسية والدينية والإنسانية لوجدناها خيراً بالآف النرات ممن يدعون اليوم أنهم ارباب الدين وحماة الديار وحماة المقدسات الإسلامية..
فكل الفجور والفسق والتخلي عن المبادئ والقيم الإسلامية عهدناه في الدول العربية التي تتكلم اليوم عن خطر ايران ..فأيران اليوم متمسكة بأصول الدين ومتمسكة بقضية فلسطين..
فأمريكا وإسرائيل طبختا طبختهما على نار هادئة منذ عدة عقود وهي تعمل على ان تستوي ببطء .
وفعلا دخل العرب في الكذبة الكبرى “إيران هي الخطر الداهم”.
وكثرت الصراعات بين العرب وكثرت الفتن والحروب الداخلية ورمى الحكام العملاء أقنعتهم بكل تبجح وبان عشقهم الممنوع للكيان الصهيوني الذي حرصوا على إخفائه فيما مضى.
فاليوم إنطلت على العرب كذبة “الخطر الإيراني” وبدأوا بشحذ أسلحتهم لمحاربة إيران..والعالم اليوم وجه نظره لإيران؛ وخلت الساحة للكيان الصهيوني الساحة فبات يلعب بالرقعة العربية على راحة تامة وبمساندة الحكام الأنذال الذين يمررون اليوم صفقة العصر ويمهدون لمؤامرة طمس قضية فلسطين كلياً في النؤتمر المزمع عقده في البحرين أواخر الشهر الحالي . والتي إن سكت عنها الأحرار ستتكرر وتتكرر إلى ان تكسر شوكة الإسلام ويذبح دين محمد اكثر مماهو هو عليه الآن ويسيل الدم العربي دون توقف دفاعاً عن الصهاينة لنصبح أمة خانعة ذليلة منكسرة وهذا ما يسعى له الكيان الصهيوني الغاصب ويستخدم السذج كأدوات لكسر شوكة العرب وإذلالهم.
علينا ان نتنبه لمخططات الصهيوأمريكية والى تحديد الوجهة والمصير إن نحن صمتنا وصدقنا “الكذبة الكبرى”.