الشعب اليمني يتحدى “قمم الصفقة” ويتحشد للقدس
إبراهيم الوادعي
يخرج الشعب اليمني اليوم إلى الشارع في آخر جمعة من رمضان وفاءا للقدس ومن أجل القدس وفلسطين القضية التي تخلى عنها العرب تماما بالأمس في قمتهم التي عقدت بمكة.
العام المنصرم ومنذ كسر الشعب اليمني لقيد الوصاية في 2014م سجل الشعب حضوره في يوم القدس العالمي الحضور الأبرز عربيا وإسلاميا، وهذا العام يكتسب يوم القدس العالمي أهمية استثنائية عقب أقدام الولايات المتحدة الامريكية على الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، ودخول صفقة القرن حيز التطبيق بتواطىء خليجي وعربي واضح.
في العاصمة صنعاء وصعدة والحديدة وكل المحافظات الحرة يحتشد اليمنيون في يوم القدس العالمي، لإسقاط صفقة القرن تحت شعار لا لصفقة ترامب، وللرد على قمم مكة التي دعا إليها النظام السعودي وفي هدفها الأساسي تشريع جديد لاستمرار العدوان على الشعب اليمني وكل من يعترض على صك بيع فلسطين والقدس لليهود.
دعا النظام السعودي إلى قمم مكة ومن خلفه الإدارة الأمريكية الدول العربية والإسلامية إلى قمم بمكة للحصول على ما يمكن تسميته بالون اختبار حول القبول بصفقة القرن.
من حضر من الزعماء ظهروا خانعين بما فيهم مصر “أم الدنيا”، وباستثناء اعتراض عراقي مشرف، صمت الجميع على بيان لم يشاركوا فيه وجرى إعداد مسبقا وقراءته عليهم باسمهم للمفارقة، ويتحدث على تسعير الحرب بوجه كل من يعارض صفقة بيع فلسطين ضمنا، بتوجيه بوصلة العداء نحو إيران بدل إسرائيل، وفي سياق ذلك شن الحروب على الشعوب التي تعارض الصفقة وفي مقدمها الشعب اليمني الذي يتعرض لحرب ظالمة منذ 5 سنوات لمواقفه الثابتة من فلسطين والعداء لإسرائيل.
لم تحقق قمم مكة بحسب المحللين سوى تأكيد حالة الفرز بين المنافقين المتبوئين كراسي الحكم في الدول الإسلامية والعربية، وشعوب حية خرجت إلى الشارع وصدحت بكلمات واضحة لا لصفقة القرن لا لصفقة ترامب، ولتفتح أبواب المواجهة على مصراعيها في كل المنطقة فالأمريكي والإسرائيلي قلقون من تطورات المنطقة وصحو الشعوب الإسلامية ويريدون صكا مستعجلا بفلسطين.
إن مشهد مكة المؤلم بالأمس وبيانات قممها الإجمالية بما في ذلك لقاء علماء السوء لتشريع حالة ” البغاء” للأنظمة، تعيد التاريخ إلى ما قبل ألف وأربعمائة عام واجتماعات قريش وأحلافها في دار الندوة لقتل الرسول وحصاره في شعب أبي طالب وشن حرب الأحزاب عليه في المدينة.
اليوم تخرج الشعوب الإسلامية وفي مقدمها الشعب اليمني العظيم الذي يخوض غمار المواجهة عسكريا مع قوى النفاق التي اجتمعت في مكة ليسقط قممهم ويأكل بياناتهم التي صيغت بجور الكعبة زورا وبغيا، ولا يبقى منها غير بسمك اللهم.