الخبر وما وراء الخبر

>> الزكاة ركن عظيم من أركان الإسلام, وفريضة مهمة جدا من فرائض الله سبحانه وتعالى.

124

ذمار نيوز | خاص | تقرير : أمين النهمي 25 رمضان 1440هـ الموافق 30 مايو، 2019م

الزكاة في الإسلام فريضة عظيمة وركن من أركانه الثابتة, واحد أعمدته التي تعزز من النمو الاقتصادي والتكافل الاجتماعي, وتتميَّز الزكاة عن بقيَّة الضرائب والجبايات الماليَّة أنَّها التزام بأوامر الله تعالى مقترنةً بذلك بأسمى آيات الإيمان والاحتساب عند الله تعالى، إضافةً إلى أنَّها تؤخذُ من الأغنياء أصحاب المال وتعطى للفقراء من المسلمين، ويجبُ على المسلمين الالتزام بالزكاة اتباعًا لأوامر الله تعالى وبسبب ما تعود فيه على المجتمع الإسلامي من فضائل ومنافع.

ولا شك أن للزكاة دور كبير في معالجة الكثير من الاختلالات الاقتصادية من خلال القيم الإيمانية وما تتصل به من سلوك اقتصادي، تتجلى حكمة الله تعالى في فرضها لتعزيز التراحم بين الأغنياء والفقراء, وزكاة المال تعتبر عصب النظام الاقتصادي الإسلامي، لما لها من أهمية في معالجة الفقر ومحاربة الاكتناز وتنشيط الاقتصاد، وفى الوقت نفسه تحفز على استثمار الأموال في المشروعات الاقتصادية التي تعود بالنفع على المجتمع والفرد.

ويؤكد علماء الاقتصاد أهمية الزكاة ودورها في تحسين أحوال الفقراء والمساكين من خلال استخدامها في مصارفها الشرعية، وإسهامها في الوقت ذاته في زيادة القوة الإنتاجية للمجتمع، خاصة في أوساط الفقراء الذين يتحولون إلى منتجين يشاركون في الحياة الاقتصادية.

وتعمل الزكاة على القضاء على مشكلة تكدس الثروات واتساع الهوة بين الأغنياء والفقراء، فهي تنمى موارد الفقير والمثقل بالديون من ناحية وتحفز الغني على مساعدة المحتاجين بالإضافة إلى أنها تعمل على تحقيق التوازن والاستقرار الاقتصادي, كما تسهم الزكاة في إيجاد فرص عمل من خلال توفير المستلزمات من آلات ومعدات ومواد خام وتحويل الأيادي العاملة إلى طاقة إنتاجية تسهم في بناء المجتمع وتنميته فضلاً عن أهمية دور الزكاة في الإنفاق على البرامج التدريبية للشباب وتأهيلهم وفقاً لاحتياجات سوق العمل.

ولأهمية هذا الركن يؤكد الشهيد القائد السيد/ حسين بدر الدين الحوثي؛ بالقول: “فريضة من أعظم الفرائض، فريضة هي ركن من أركان الإسلام اتجهت نحو المال هي الزكاة، واجب من أهم الواجبات هو نصر دين الله مرتبط بالمال أيضاً، واجب من أهم الواجبات هو العمل على نشر دين الله والدعوة إلى إصلاح عباده مرتبط بالمال أيضاً لدرجة أن الله سبحانه وتعالى قال عن صفات المؤمنين فيما يتعلق بالجانب المالي وفيما يتعلق بالجانب النفسي: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ}”.

وفي هذا الجانب دعا السيد القائد عبدالملك الحوثي إلى تفعيل الزكاة وصرفها في مصارفها الشرعية التي شرعها الله, وبناء على ذلك, تم إنشاء الهيئة العامة للزكاة بعد تراكمات من العبث في إدارة الزكاة, لتعتني بأداء هذه الفريضة العظيمة على الوجه المطلوب, حيث قامت الهيئة بإدارة العمل الزكوي وحققت كثير من الانجازات على مستوى كافة فروعها والمشاريع والأنشطة التي نفذتها في خدمة الفقراء والمساكين وكذا المشاريع الطارئة في المناطق المتضررة من العدوان.

وبحلول شهر رمضان المبارك, حث فخامة الرئيس المشاط, في كلمته على أهمية الالتزام بأداء فريضة الزكاة التي تعد أحد أركان الإسلام التي ستخصص للفقراء والمحتاجين بحسب المصارف الشرعية بما يعزز التكافل الاجتماعي ويساعد على التخفيف من وطأة الفقر الذي يشهد حالات من المجاعة والفاقة التي تسبب بها العدوان والحصار، كما نحث المكلفين والشركات والمؤسسات على ضرورة التعاون مع الهيئة العامة للزكاة بما يحقق الغاية المنشودة منها.

كما يشدد السيد القائد عبدالملك الحوثي- حفظه الله-, في محاضراته الرمضانية بالقول: “الزكاة ركن عظيم من أركان الإسلام, وفريضة مهمة جدا من فرائض الله سبحانه وتعالى، الإخلال بها يدمر دينك بكله، ولا يقبل الله منك أي عمل من الأعمال أبدا إذا كنت مخلا بهذا الركن وقد لزمك، لديك من الأموال ما لزمت فيها الزكاة ثم لم تزك، أو أخرجتها في غير مصارفها، فعليك مسؤولية أمام الله وأعمالك بكلها غير مقبولة نهائيا، حتى الصلاة لا تقبل صلاة إلا بزكاة، هذا حديث روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يتوافق مع قول الله تعالى: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}، فالمسألة خطيرة والمسألة مهمة جدا والمسألة حساسة للغاية، أيضا هناك تقصير كبير في مسألة الزكاة، كثير من الناس يأكلونها أو يأكلون قدرا منها، لا يخرجون الزكاة بكلها، والبعض أيضا يخرجها في غير مصارفها الشرعية، وكما لم يخرجها، عندما يخرجها إلى غير مصارفها الشرعية، بل البعض يخرجها إلى حيث يأثم، إلى مثلا البعض يسلمها لجمعيات من التابعة للتكفيريين التي تعمل لصالح الاستقطاب لهم ودعم أنشطتهم الإجرامية، يصبح بسبب ما أخرجه باسم الزكاة شريكا في كل الدماء المسفوكة ظلما والجرائم الفظيعة التي يرتكبها التكفيريون، مسألة خطيرة للغاية جدا يعني، وكل أنشطتهم التضليلية، يشارك في الدماء ويشارك في التضليل ويشارك في كوارث وجرائم كبيرة جدا يصبح شريكا بذلك فيها، فمسألة الزكاة مسألة مهمة جدا هي من فرائض الله الرئيسية والمهمة، والأركان الأساسية لهذا الإسلام، والله سبحانه وتعالى أكد على إخراجها كثيرا، {وَآتُوا الزَّكَاةَ}، وآتوا الزكاة، وقرنها بالصلاة في أكثر الآيات المباركة لتكون قرينة لها وفي مستواها من الأهمية، وأكد أيضا على أن يكون إخراجها إيتاء، أن تبادر أنت، لا يليق بالإنسان وليس من علامة الإيمان أبدا أن لا يخرج الزكاة إلا إجبارا أو بملاحقة، أو بمتابعة حثيثة جدا، وعندما يخرجها يخرجها كرها وكأنها روحه ستزهق، كأنك ستنتزع منه روحه وحياته، بالكاد يخرجها، وهو مستاء جدا ومعقد جدا، هذه ليست حالة إيمانية وقد لا تكون مقبولة عند الله سبحانه وتعالى، قد تجزي لكن قد لا تكون مقبولة تجزي في الحكم الشرعي، لكن مسألة القبول عندما تخرجها كرها بغير رضا وبغير إرادة وإنما انتزعت منك وكأن روحك انتزعت من بين جنبيك هذه حالة سلبية أين ستكون آثارها في تطهرة النفس وفي تزكية النفس، من أهم ما يستفاد من الزكاة في الجانب التربوي هذا الأثر المهم الذي نحتاج إليه كمسلمين لتطهرة النفوس ولتزكية النفوس، {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا}، نحتاج إلى ما يطهر نفوسنا نحتاج إلى ما يزكي نفوسنا ويطهر قلوبنا ومشاعرنا، والزكاة تؤدي هذا الدور، تعالجك من الشح، تعالجك من الحرص والجشع والطمع والهلع، تروضك على العطاء والبذل والإحسان، تنمي فيك الشعور الإنساني تجاه الآخرين، والرحمة بالآخرين، تخلصك من الأنانية المفرطة التي لا تفكر فيها إلا بنفسك، لتفكر بالآخرين من حولك، درس مهم وأثر تربوي عظيم ومهم للزكاة في النفوس في الوجدان في المشاعر، وكذلك على مستوى العلاقة الاجتماعية تحافظ على العلاقة الاجتماعية بين أبناء المجتمع المسلم، تحد من حالة الكراهية والبغضاء، الفقير عندما يعيش في وسط يرى فيه أنه لا أحد يبالي به ولا يكترث لحاله ولا يلتفت لبؤسه، يرى الأغنياء هنا وهناك ويرى الميسورين هنا وهناك يأكلون ويرتاحون ويتنعمون ويتقلبون في النعم ولا يلحظون وضعيته وظروفه ومعاناته وهو يحمل هم توفير لقمة العيش لأسرته، كيف ستكون نظرتهم إليهم؟ وهو يراهم على ما هم عليه من القسوة والفضاضة والغلظة وكأنهم وحوش لا يمتلكون الرحمة تجاه معاناته، حينها سينظر إليهم بكراهية، باستياء، بل في ظروفنا كمجتمع مسلم نعاني من حروب، حروب عسكرية وحروب اقتصادية وتنتشر حالة البؤس والفقر والحرمان، نحتاج إلى هذه الرحمة فيما بيننا، إلى هذه الالتفاتة، وإلى أصبح أمامك سلبيات كبيرة جدا، إذا لم نبادر بالعطاء بالزكاة وبغير الزكاة ندخل في سلبيات خطيرة جدا، تتفكك مجتمعاتنا، تتنافر فيما بينها، وفي نفس الوقت يستغل هذا الوضع أعداؤنا، تأتي المنظمات الأجنبية لتقدم صورة مختلفة باسم المعونات الإنسانية والسّلات الغذائية، يأتي النصراني ويأتي البوذي ويأتي الوثني ويأتي اليهودي من أطراف الدنيا باسم أنه يريد أن يقدم إحسانا، أن يقدم سلات غذائية أو معونات أو اهتمامات وأنشطة إنسانية في مجتمعك أنت المسلم، ويرى هذا المسلم أن أبناء مجتمعه من الأغنياء والتجار والميسورين لم يلتفتوا إليه، إنما أتى إليه يهودي من طرف الأرض أو وثني أو نصراني، يقول في الأخير هؤلاء هم اليهود هؤلاء هم الذين لا يصلحون، أما ذاك انظر كيف فكر بي وكيف أتى إلي وكيف اهتم بي، تنعكس نظرة إيجابية إلى العدو وهو العدو الذي أتى بهدف أن يكسب هذه النظرة وأتى لأهداف كثيرة، لتعطيل مجتمعنا من الإنتاج وتحويله إلى مجتمع متسول وأهداف أخرى.

فنحن في واقعنا الاجتماعي للحفاظ على العلاقة الاجتماعية يجب أن نركز على الزكاة وعلى سائر الحقوق والإحسان إلى الفقراء البائسين والمساكين والمعانين والنازحين والمنقطعين عن مناطقهم ممن يحتاجون إلى هذه الرعاية وهذه الالتفاتة وهذا الإحسان وإلا انتشرت آفات أخرى، تنتشر السرقة، تنتشر عمليات النهب والسطو، تنتشر سلبيات أخرى شراء الذمم، الجريمة المنظمة المخدرات، آفات كثيرة، كاد الفقر أن يكون كفرا، إذا لم يكن هناك انتباه واهتمام بالفقراء، فالبعض قد لا يتحمل، بؤسه وفقره وحرمانه يدفعه إلى ارتكاب الجرائم أو يدفعه إلى السرقة أو النهب أو السطو أو أي أسلوب آخر، أو أن يعمل كعميل للأعداء فيرتكب أبشع الجرائم مقابل مبالغ مالية يحصل عليها منهم، فالاهتمام بالفقراء الاهتمام بالمساكين والبائسين والنازحين والمنقطعين عن مناطقهم له أهمية كبيرة حتى في الحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة العامة والعلاقات الاجتماعية والمحبة والرحمة التي ينبغي أن تسود مجتمعنا المسلم، {وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا}.

ختاما فإن إحياء أداء الفرائض رد قوي على العدو الذي يحرص على تغييب دور الأمه في أداء الفرائض ومنها الزكاة, ولذلك فالجميع معنيون بإحياء فريضة الزكاة سواء من جهة المزكي الذي لا يجوز ان يكنزها او يمتنع عن أدائها, ومن جهة  المحصل الذي يجب أن يتحلى بالأمانة والصدق والورع,  ومن جهة الأخذ للزكاة الذي لا يجوز له اخذ مالا يستحقه.