الخبر وما وراء الخبر

الإنتصارات الخاطفة في الضالع: مفتاح تحرير الجنوب.

59

ذمار نيوز | خاص | تقارير 22 رمضان 1440هـ الموافق 27 مايو، 2019م

حملت العمليات العسكرية الواسعة التي نفذتها قوات الجيش واللجان الشعبية في الفترة الأخيرة في محافظة الضالع الكثير من الدلالات والأبعاد المحورية في قلب ميزان القوة وتغيير قواعد الاشتباك ضد العدوان ومرتزقته، فالعمليات بطبيعتها البنيوية تعتبر غير مسبوقة إلى درجة تجعلها احد اكبر واعقد العمليات الهجومية الاستراتيجية التي قامت بها قوات الجيش واللجان وأكثرها تميزا وفداحة بقوات العدوان ومرتزقته منذ بداية الحرب، فمن حيث الكم والتوقيت والاسترتيجيات المتبعة والنتائج الميدانية التي حققتها عسكريا واستراتيجيا إلى حد اللحظة تجعلها عمليات ذات تحولات مفصلية هامة ومستقبلية تعطي لقوات الجيش واللجان مكاسب القوة المطلوبة لكسر قواعد الاشتباك القائمة في الجبهات الوسطى بالكامل وأيضا الأفضلية الهجومية والقدرة على تحرير الضالع بالكامل من دنس وعصابات قوات العدوان ومرتزقته الإجرامية.

زخم الإنتصارات

إلى اليوم الانتصارات الميدانية التي أحرزتها وحدات الجيش واللجان الشعبية في محاور القتال بالضالع ما تزال تمثل تحول صادم بالنسبة للعدوان السعودي والإماراتي فهي بطابعها العملياتي والتكتيكي (خاطفة) خرجت عن المهام التقليدية أو المتوقعة كونها أعطت انجازات وأرقاماً ميدانية قياسية في مستوى نطاق السيطرة الجغرافية والإستراتيجية التي تم تحقيقها. فبفضل من الله سبحانه وتعالى قوات الجيش واللجان الشعبية تسيطر حاليا على 70% من جغرافيا الضالع خصوصا بعد السيطرة على مديرية الحشاء وأجزاء كبيرة وواسعة من مديريات قعطبة والازارق ولم يتبق سوى مركز المحافظة وبعض من المناطق المجاورة لها والمحاذية لمحافظة لحج.

أبعاد عميقة

بالنظر لعمق الأبعاد والتداعيات التي تحملها هذه الانتصارات فقوات الجيش واللجان استطاعت ضرب السيطرة المركزية للعدوان بالمناطق الوسطى وان تؤمن محافظة إب التي كان يحاول العدوان مهاجمتها من اراضي الضالع كذلك تأمين محافظة تعز وعزلها عن الضالع بالإضافة إلى توفير العوامل الأساسية لتعزيز استراتيجية التقدم والتوغل لوحدات الجيش واللجان في جانبين الأول: في مديريات البيضاء من الجهة الجنوبية الغربية لها كمديرية ذي ناعم والزاهر والثاني: باتجاه مثلث العند ومديرية يافع في لحج وهذا انجاز مهم ومحوري كبير جدا على المستوى الاستراتيجي سيكون فاتحة مفصلية لتحولات جديدة في التقدم صوب عمق المحافظات الجنوبية وتضيق الخناق على قوى العدوان ومرتزقته جنوبا.
اما على المستوى العملياتي والعسكري فما حققته وحدات الجيش واللجان من انجازات ميدانية بالضالع فهي بدورها تعكس واقع الأداء والتنفيذ العملياتي الدقيق والفعال جدا للجيش واللجان وامتلاكهم الأفضلية الميدانية في محاور الاشتباك وامتلاكهم أيضاً عوامل الحسم الميداني والعملياتي بكل شبر بالضالع نتيجة الهبة القبائلية المهيبة لأبناء الضالع الأحرار واستنفارهم الواسع للإنخراط في معارك الجيش واللجان لتحرير أراضيهم هذا من جهة أما من الجهة الأخرى فهي تعكس تفاصيل الواقع الحقيقي الذي بات يعيشه العدوان ومرتزقته سواء فيما تبقى من مناطق الضالع أو المناطق الجنوبية والشرقية في لحج والبيضاء وغيرها حيث أبرزها: الركاكة الكبيرة والضعف المستطير على قواته وخطوطه الدفاعية على الأرض وفقدانهم التوازن والتماسك الاستراتيجي والعسكري الذي وصل إلى حد يدفعهم نحو الانهيار والهزيمة وفقدان الوضع بالكامل في جبهات الضالع وحتى الجبهات الوسطى بالبيضاء والجبهات الجنوبية الغربية بمناطق تعز ولحج .

خلافات من الداخل

تصاعد حجم الخلافات والنزاعات البينية المتصاعدة في صفوف المرتزقة والعدوان فقد أكد الوضع بأن هناك خلافات حادة بينهم وصلت إلى مستوى الصدام والاقتتال وحالات التخوين وتبادل الاتهامات، وبذلك بات العدوان ومرتزقته اليوم يعيش أسوأ مستوى من الانهيار العسكري والاستراتيجي والمعنوي والذي أصبح في الحضيض فجميع قواته من المرتزقة باتت مسحوقة نفسياً وتعيش حالات الرعب والقلق والتفكك ولم يعد لها هدفا سوى كيفية الفرار من مواجهه قوات الجيش واللجان الشعبية بالأيام القادمة. بالتالي فكل المؤكدات والأبعاد على مختلف المستويات عسكريا واستراتيجيا تشير الى ان تحالف العدوان السعودي والإماراتي مع مرتزقتهما ذاهبون نحو هزائم ساحقة ونحو انهيار دراماتيكي في مناطق الجنوب اليمني خصوصا بعد افتضاح نقاط ضعفه وتفكك استراتيجية على الأرض وخروجه من وضعية المهاجم إلى وضعيات دفاعية غير نظامية لا تمتلك واقعا عملياتيا مهيئا كما لا تمتلك عوامل الثبات والتمركز ميدانيا.

مسك الختام

أظهرت عمليات الجيش واللجان في الضالع بشكل عام جانبا لا يكاد المراقبون يلحظونه وهي أن وحدات الجيش واللجان التي عادة ما تعتمد في عملياتها على إضفاء طابع التكتيكات والخطط العملياتية غير النظامية [حرب العصابات أي الهجوم ثم الانسحاب التكتيكي] في كل مسارات المعارك التي تخوضها سواء في جبهات الحدود والجبهات الداخلية كالساحل الغربي ونهم والجوف، لكن عملياتها بالضالع وأيضا البيضاء كانت خلاف ذلك فقد اتسمت بتكتيكات جديدة لم يسبق ان حصلت في مناهج وقواعد العلوم العسكرية العالمية الحديثة حيث مزجت بين تكتيكات الحرب النظامية وغير النظامية رغم التفوق الجوي للعدو وتفوقه العددي وهذا هو فن عسكري جديد فعال جدا على الواقع الميداني فمن جهة يعزز من سطوة السيطرة والاجتياح للجيش واللجان الشعبية ومن جهة أخرى يعطيهم المثالية الدفاعية في الحفاظ على الانجازات والمكاسب التي تم تحقيقها.