الخبر وما وراء الخبر

الإمام علي عليه السلام منهج حق وحبل نجاة للأمة الإسلامية أجمع

49

بقلم : إكرام المحاقري

ما بين عصر مضى وعصر ما زلنا نعايشه حتى اللحظة ، يوجد مفاهيم مغلوطة قدمت للأمة الإسلامية كإنموذج وقدوة هي بديل عن الصادقين وبديل عن ما أمرنا الله بأن نتولاهم ونقتدي بهم ونثبت على خطاهم الطاهرة من أجل أن ننال المجد والعز والعلو في الدنيا والأخرة.

هناك نماذج منافقة قدمت للأمة الإسلامية، وكانت بديلا عن الإمام علي عليه السلام وفي بعض الحالات قدمت بديلا عن رسول الله نفسه “صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين” حيث وقد تم تسطير أقاويل في بعض الكتب والمؤلفات الدخيلة على الفكر الإسلامي الأصيل بانه كان هناك من هو أحكم من رسول الله صلوات الله عليه وآله ، وانه كان ينزل الوحي أحيانا بعد نصحهم للنبي الأكرم فتنزل الآيات موبخة للنبي وموجهة له !!!!!!

وهكذا قُدِّم النبي للأمة الإسلامية وفي نفس الوقت غُيِّب الإمام علي عليه السلام ، ومن خلال هذا التغييب الخطير غيّب القرآن الكريم من أوساط المسلمين كمنهج هداية وكتاب يرتبط المؤمنون من خلاله بالله سبحانه وتعالى . ويعتمدون من خلاله على السير في الخط المستقيم الذي أراده الله لعباده المؤمنين.

هناك من تقصد تغييب الإمام علي عليه السلام وتقديم النبي محمد صلوات الله عليه وآله بضعف ، من أجل ان تضعف مواقف الأمة الإسلامية وتخنع تحت أقدام المخططات اللوبية الصهيونية التي تتجسد في المناهج الوهابية التي لا تنشر إلا الضلال ولا تصدع الا بالظلمات ولا نور فيها .!!!

فهذا التغييب ليس من تاريخ قريب لكنه منذ الأزل منذ اقصى بني إسرائيل النبيين وقتلوهم وشردوهم وكذبوهم وتمادوا في تزييف وتحريف كتب الله المنزلة اليهم.

وها هم الوهابيون اليوم يحذون حذو بنو إسرائيل ومن أتبعهم من قريش وبني أمية في نهج وخط ومسار واحد هو الإنحراف والتحريف لآيات الله وتوجيهاته ، وقتل النبيين وأولياء الله الصالحين ، منتهجين بذلك نهج إبليس وقابيل الذي مد يده لقتل أخيه وعاث في الأرض الفساد ، فساد قتل النفس التي حرم الله الا بالحق.

فعندما نقلب صفحات التاريخ لا نجد الا المآسي والفتن قد فتكت بأمة الإسلام من كل جانب ، وجدنا النبيين يقتلون ظلما ، ووجدنا وصية النبي محمد صلوات الله عليه وآله لا يعمل بها، بل وجدنا من قال عن النبي محمد صلوات الله عليه وآله ساعة إحتضاره “دعوه فانه يهجر” ومد يده ليبايع غير من قال رسول الله من “كنت مولآه فهذا علي مولآه ”

ووجدنا من تحرك بإسم الدين وأصبح في ليلة وضحاها خليفة وأميراً للمؤمنين ،!!! ووجدنا الإمام علي عليه السلام ولي الله ووصي نبيه وقرين القرآن ومثيل هارون عليه السلام مقصي من خلافة المؤمنين ووجدنا إسمه في أخر لائحة تضم أسماء كثيرة أسمهم الخلفاء الراشدين . كما وجدنا الإمام علي عليه السلام الذي هو باب مدينة علم النبي محمد صلوات الله عليه وآله هو آخر هؤلاء الخلفاء الذين خالفوا وصية النبي محمد صلوات الله عليه وآله في غدير خم وقال هذا ، وخالفوا النص القرآني البين الذي قال ” إنما وليكم الله ورسوله والذين ءامنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون “.

ليس هذا فحسب !! بل وجدنا فاطمة البتول الزهراء مكلومة تبكي بحرقة على حال أمة أبيها وهي تقول ” ألا في الفتنة سقطوا ” فتنة الضلال والظلمات وفتنة الإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعضه.

ووجدنا الإمام علي عليه السلام مقتولا بسيف محسوب على دين الإسلام ، ووجدنا الإمامان الحسن والحسين وآل بيت النبوة مقتولين بسيوف منافقة محسوبة على دين الإسلام !!!! ووجدنا العقيلة زينب عليها السلام ونساء آل البيت مسبيات ومكبلات بالآغلال بين يدي يزيد ربيب القردة والخنازير !!!

ووجدنا من يقول رضي الله عن يزيد وعن معاوية !!!! انها طامة ثقافية وخطر فتك بالأمة الإسلامية فاصبحوا لا يميزون بين نهج الله ونهج إبليس وبين الخبيث من الطيب.

كل هذا ما هو الا ثمرة مرة للتفريط في توجيهات الله سبحانه وتعالى ، فقد فرطت الأمة الإسلامية في وصي رسول الله ولم تعلم بأن الإمام علي عليه السلام هو منهج حق ونجاة للأمة الإسلامية أجميع.

فالإمام علي عليه هو صمام أمان للأمة من الذل والعار والخزي والإستعباد. وصمام أمان للأمة الإسلامية من التية والوقوع في فخ نصبه الشيطان للمؤمنين حين قال متوعدا ” لاغوينهم اجمعين.

وهاهي الأمة الإسلامية تحتضر اليوم وها هو عنقها بين حبال مشنقة هلاكها وسقوطها ، فالبعد من القرآن الكريم وعدم التدبر في آيات الله والعمل ضمن توجيهات الله ومقارعة الظالمين يأتي بنتيجة لا يحمد عقباها.

فالأمة الإسلامية اليوم مخيرة بين أولياء الله وبين أولياء الشيطان ، وما بين عزتها وكرامتها وما بين الخزي والعار الذي المّ بها من يوم إرتقى الإمام علي شهيدا ، ومخيرة ما بين الجنة والنار ولا يوجد خيار ثالث “والسلام على من أتبع الهدى “.