أحلام عبدالكافي


هناك تساؤلات كثيرة حول جنيف 2، وهناك توقعات ووجهات نظر تباينت بين تفاؤل وتشاؤم يسبق مخرجات المفاوضات في جنيف وبين مخاوف لدى البعض من مغبة حل الأزمة بقبول عودة خونة الوطن كممثلين سياسيين، أو تقديم تنازلات من قبل المتفاوضين باسم الشعب اليمني تتعارض مع كل ذلك الإجرام وكل تلك الدماء التي سفكت وذلك الخراب والدمار الهائل الذي خلفه العدوان في الوطن طيلة تسعة أشهر .

حقيقة إن آل سعود ارتكبوا أكبر حماقة بهذه الحرب الهوجاء التي شنوها ضد اليمن ..فقد جروا المنطقة برمتها نحو ويلات وعواقب وخيمة, هاهم المتحالفون يغرقون في هذه الحرب يوما بعد آخر وينجرون وراء تبعاتها السياسية والاقتصادية من سيئ إلى أسوأ فكل متورط أصبح يدرك الخطر المحدق بهذا التورط الأرعن فالكل خسران في عاصفة الشؤم هذه ..نعم هناك بوادر حرب كونية تلوح في الأفق ولاسيما بعد تداعيات الموقف التركي والروسي في سوريا وتبعات ذلك على حلفاء كل طرف مما يحتم ضرورة التحرك الفعلي لإعادة ترتيب أوراقهم في المنطقة بالشكل الذي يضمن مصالح وأطماع كل جانب، نعم فسوريا واليمن تلعبان دورا مهما بانتصار قضيتهما في ترسيم خط سير (دول الاستكبار العالمي ..)بالتقهقر والمضي للانهيار.

لاشك أن (جنيفات) سوريا لم تكن كافية لحل الأزمة وإيجاد حلول للأطراف المتصارعة، أما عن جنيف 1 حول اليمن الذي عقد قبل أشهر فقد باء بالفشل والذي بدت فيه السعودية أكثر تغطرسا حين كانت ترفض أي حوار وتشترط أولا بانسحاب ما أسمتهم مليشيات الحوثي وصالح.. نعم لم يكن الرد اليمني القاسي عليهم قد بدى كما هو عليه اليوم من قوة وبأس وتكبيد العدو للخسائر الفادحة على كافة الأصعدة،، والتي أربكت آل سعود في كل الجبهات الداخلية اليمنية التي باءت بالهزيمة, ولعل ما أرعبهم فعلا هو ما يحدث اليوم في داخل الأراضي السعودية المحاددة لليمن والتي جعلتهم اليوم أكثر انصياعا حين خففت من لهجتها وخفضت ريشها لتقبل بعقد جنيف 2 لأنه على مايبدو أن هناك رغبة (سعو أمريكية) لتجميد وغلق الملف اليمني للتفرغ للملف الأكثر خطورة على مصالحها وهو الملف السوري و(الروسي).

حقيقة إنني عندما سمعت عن بوادر لعقد جنيف آخر تواردت عليَّ العديد من المفارقات والتساؤلات وكان أبرزها: هل بالفعل وبعد كل هذا اللغط ستنتهي الحرب على اليمن ?ماذا عن خونة الرياض.. وماذا عن كل أولئك الشهداء الذين سقطوا من الأبرياء وماذا عن الجرحى والمعاقين والذي وصل عددهم إلى الآلاف.. ماذا عن البنية التحتية والاقتصادية لدولة اليمن والتي دمرت؟ ماذا عن التاريخ والمعالم الأثرية التي تم تدميرها.. ثم ماذا عن مخلفات وآثار العدوان النفسية والاجتماعية والصحية على الشعب اليمني.. ماذا عن النازحين والتي دمرت منازلهم والذين وصل أعدادهم للملايين من المنكوبين.. ياترى هل سيحوي جنيف 2 تسوية لكل هذا?!

وإذا كان هناك رغبة جادة فعلا كما صرحت وسائل الإعلام عن بدء الإعلان عن وقف إطلاق النار, لماذا لم نجد نحن اليمنيين بوادر وقف العدوان مازالت حتى اللحظة طائراتهم تحلق وقصف في كل مكان !! لماذا مازال المتحالفون يعملون على شراء الجنود المرتزقة من جنسيات متعددة وإدخالهم في الحرب ضد اليمن?نعم مازال العدو يعمل على دعم مايسمى بالمقاومة “وداعش” بالسلاح والمال ومازال يشعل فتيل الاقتتال الداخلي…ماذا عن الجنوب وماذا عن الأطماع الأمريكية والصهيونية والسعودية والإمارات في اليمن?

حقيقة أن هناك تناقضات متضاربة على الساحة اليمنية تجعلنا مرغمين بالترقب لما ستسفر عنه مباحثات جنيف وهل سيكون نقطة بداية فعلية في إحلال الأمن والاستقرار وسنشهد بعده توالي جنيفات ناجحة لاستكمال حل الأزمة.. أم أن جنيف 2 سيكون بداية لنهاية مملكة الشر بتعنتها الأعمى والتي سيقودها حتما للانهيار والتفكك ووقوعها في شر أعمالها الإرهابية في المنطقة وإغراقها أكثر في اليمن وسيكون حينها مطلوب منا كيمنيين الاستمرار في خوض معركة تحرير الأمة من براثن آل سعود وحلفائهم.