الخبر وما وراء الخبر

الأستاذ الشرقي: لا خلاص للأمة مما هي عليه اليوم إلا بالعودة لبوابة الولاية وتولي الإمام علي عليه السلام.

204

ذمار نيوز | خاص 16 رمضان 1440هـ الموافق 21 مايو، 2019م

أكد مسؤول أنصار الله بمحافظة ذمار الأستاذ فاضل الشرقي خلال محاضرته المسائية هذا المساء في مسجد المدرسة الشمسية بمدينة ذمار، والتي تناولت استشهاد الإمام علي عليه السلام، أن تداعيات استشهاد الإمام علي عليه السلام لا زالت تنهش في روح الأمة بمخالب أعدائها، وغياب وعيها، وانخراط عقد اتصالها بقادتها العظماء الذين كلما تهيأت ساحة الدين لهم استشهدوا واحدا تلو الآخر بفعل انحراف الأمة التي ما برحت تهيئ المناخات للساقطين والمضللين من أعداء الأمة، وتنال من أعلامها ورموزها الربانيين بسيفها ومن داخل صفها الذي اخترقه جهابذة الجاهلية والضلال.

وأكد الشرقي أن الحديث عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ليس بالأمر السهل على الاطلاق، لأننا لسنا أمام شخصية تاريخية احتلت مكانة مرموقة في المجتمع الإسلامي فحسب، حتى نقدم ضبطاً لمفردات هذه الشخصية وحركتها الاصلاحية من خلال التراث التاريخي المكتوب كما نتعاطى مع أي مصلح وإمام في العالم، بل نحن أمام شخصية قدمها اللَّه تعالى كإنسان كامل، وفق خطوط رسمها القران الكريم وحددت معالمها مفاهيم الإسلام العظيم، لذلك كانت حياة الإمام عليه السلام تجسيداً للإسلام، وتقديم الإمام عليه السلام هو تقديم الإسلام بأبهى صورة وأدق تطبيق، كشخصية استثنائية لم تعش تأريخها وحسب، بل تجاوزت زمانها ومكانها لتكون القدوة لصناعة واحياء الفرد المسلم في كل الأزمنة والأماكن.

وأوضح الشرقي أن ارتباط الأمة بالإمام علي عليه السلام هو ارتباط ديني وإيماني واتصال بالبوابة الحقيقية في التولي، وأن ما تعانيه الأمة اليوم من انحراف عن مسار الهدى هو نتيجة طبيعية لبعدها عن وليها، والبديل الذي أعده رسول الله صلى الله عليه وآله اعدادا رساليا خاصا ليحمّله المرجعية الفكرية والسياسية من بعده، كي يواصل عملية التغيير الطويلة والرائدة في مسار الامة ناشرا للهداية الحقة ومقدما الدين بصورته الحقيقية التي شوهت اليوم بفعل دعاة الضلال الذين قدموا الدين بثقافات مغلوطة حسب الأهواء الشخصية والسياسية.

وعبر الشرقي عن المأساة البالغة التي منيت بها الأمة باستشهاد الإمام علي عليه السلام، موضحا أن الجاهلية المتجذرة في أعماق الأمة المغلوبة ما كانت لتندحر في “بدر” و “حنين” وخلال عقد واحد من الصراع والجهاد، وكان من الطبيعي أن تظهر من جديد متسترة بالشعارات الإسلامية كي تتمكن من الظهور على المسرح الاجتماعي من جديد ولو بعد عقود من الزمن، وكان من الطبيعي ايضا ان تتسلل إلى المواقع القيادية بشكل مباشر أو غير مباشر، معتبرا أن جل الأنظمة العربية اليوم هي امتداد للنظام الأموي الذي حكم على دماء آل البيت عليهم السلام.

وربط الشرقي واقع الأمة اليوم وحالها الإستسلامي الواهن بتفريطها بأمر الولاية وانخراطها في اتجاهات الساسة بسلاحي الرغبة والرهبة، موضحا أن التخطيط الرائد للنظام الإسلامي اصطدم بواقع كان متوقعا بعد رحيل الإمام علي، وبتيار جارف يعود الى نقصان الوعي عند الامة التي تشكل القاعدة الامينة لحماية القيادة الرشيدة بحيث لم يكن يدرك عامة المسلمين بعمق ان الجاهلية تتآمر وراء الستار عليهم وعلى الثورات الاسلامية الفتية التي امتدت وتواصلت بعد استشهاد الإمام علي، وان القضية ليست قضية تغيير شخص القائد بقائد آخر، وانما قضية تغيير خط الاسلام المحمدي الثوري بخط جاهلي متستر بالاسلام، وهذا دين أعداء الإسلام اليوم عبر ادواتهم الرخيصة التي تدعي الإسلام وتحكم المسلمين بهذه الصفة المدجنة.