معروف درين


تساءل الكثير وخصوصا بعد العدوان الذي شنته المملكة العربية السعودية وبعض الدول المتحالفة معها على اليمن في السادس والعشرون من مارس 2015م لماذا هذا العدوان، وهل هناك خطورة بالفعل على أمن المملكة ومجلس التعاون الخليجي كما يدعون جهارا ونهارا وفي مختلف وسائل اعلامهم، وماذا تريد السعودية من اليمن، وماهي أهداف التحالف الخفية بقيادة السعودية من هذه الحرب القذرة بحق الشعب اليمني التي فُرضت عليه وحاصرته ودمرت كل مقدراته بقصد التجويع والتركيع؟!!

نعم يتساءل كثير من الناس عن سبب العدوان السعودي على اليمن وأين تكمن مصلحة السعودية في ذلك وكذلك مصلحة الشرعية المزعومة التي تدعي السعودية أنها تدافع عنها وتسعى إلى تحرير الشعب اليمني، ولكن تحريره من أبنائه واحتلال أراضيه واستقدام المرتزقة من مختلف بلدان العالم لقتل وارهاب ابناء اليمن ومعهم عملاء الداخل الذين يعملون ضد الوطن ومصلحته العليا حيث باعوا أنفسهم للشيطان وخانوا الوطن بثمنٍ بخس, وبالعودة الى التساؤلات نجد أن اليمن لا يشكل أي خطورة على أمن المملكة كما يدعون وعلى العكس تماما يعتبر بابها الجنوبي ودرعها الحصين.

ولعل المتابع الحصيف لكل تحركات القيادة السعودية الجديدة يدرك تماما انها كانت تخطط للعدوان ومنذ وقت مبكر وهذا ما كشفت عنه صحيفة الواشنطن بوست التي قالت في إحدى يومياتها: إن السعودية جهزت خطة الحرب على اليمن من قبل عام من العدوان، صحيح نحن في اليمن لم نكن في السابق بمنأى عن التدخلات السعودية والتدخل في القرار اليمني من خلال دعم بعض المشائخ والواجهات والأجنحة ودعم بعض الجماعات الإرهابية وتحت مسميات مختلفة وممارسة ضغوط معينة حتى في قضية التنقيب واستخراج الثروات فلم تخرج من حساباتها الشيطانية, فكانت تدعم الحكومة بمبلغ معين وتدفع ضعفه للجماعات الإرهابية لزعزعة الأمن والاستقرار في الوطن والكثير منا يعرف ذلك وتحديدا في المناطق المليئة بالثروات .

وشهادة لله ثم للتاريخ المملكة العربية السعودية كانت ولا زالت بئس الجار حيث تنظر لليمن على أنه الحديقة الخلفية لها التي يجب أن ترمي فيه مخلفاتها وأن تمارس الوصاية عليه ولهذا عمدت وتعمدت دعم الجماعات الإرهابية وجعلت من تحركات أنصار الله الرافضة لها ولتدخلها السافر في الشأن اليمن ذريعة للتدخل المباشر والعدوان على اليمن وتدمير كل مقدراته وقتل وتشريد أبنائه، وللأسف الشديد أنهم – القيادة السعودية- لا يعتبروننا إلا مجرد حراس للحديقة الخلفية الخاصة بهم ولا يعتبروننا شعبا ندا وجارا لهم وذلك يعود في المقام الأول الى نقص فيهم يبحثون عن تعويض له!!

فاليمن شاءوا أم أبوا أصل العرب ومنبع الحضارة مهما حقدوا ودمروا واعتدوا وقتلوا، ولا نستغرب أن تقوم دول الخليج باستثناء الشقيقة عمان بإنفاق مليارات الدولارات لزعزعة الأمن والاستقرار في العراق وسوريا ولبنان وليبيا وتسعى السعودية إلى استنساخ هذه التجارب وهذه الحروب الداخلية وشق وحدة الصف الداخلي في اليمن وخصوصا التجربة العراقية والسورية التي تعد السعودية هي السبب الأول فيما يحدث في هذين البلدين الشقيقين, وإذا كانت السعودية وتحالفها الشيطاني تريد أن يبقى اليمن منطقة صراعات وحروب طائفية وعرقية وتدفع المليارات لذلك ولا تريد لشعبنا الأمن والاستقرار ..

نعم إذا كانت تسعى لذلك وتستقدم المرتزقة من مختلف دول العالم وتستخدم في عدوانها مختلف أنواع الأسلحة بما فيها المحرمة دوليا وتشتري المنظمات الدولية والحقوقية ووسائل الإعلام وبعض قادة الدول ,فإن اليمن غير من حيث انه مقبرة للغزاة وانه مُعتدى عليه وأنه صاحب حق وقضية عادلة ولا شأن للآخرين بشأننا الداخلي وأنه لا يقبل الوصاية من أحد ولا يعترف بالشرعية المزعومة التي يستخدمها قادة العدوان كمحلل لجرائمهم، فمهما مارسوا في عدوانهم وتجبروا فإننا لن نقبل بهم وبمرتزقتهم سواء كانوا من الداخل أو الخارج وسنسمو في الجراح ونبني يمننا المشرق بعيدا عنهم وعن تدخلاتهم وعدوانهم السافر وسنستعيد أراضينا المحتلة وألقنا الجميل ولن ترهبنا سياسة الحصار والتجويع ولن تقودنا للتركيع وسيأتي اليوم الذي نرد فيه الصاع صاعين ولن ننسى الدماء التي سقطت وهي تدافع عن الوطن ولا دماء الأطفال والنساء وكبار السن الذين سقطوا ويسقطون نتيجة العدوان الغاشم والظالم” وسيعلم الذين ظلموا أي منقبل ينقلبون”.