معالجات القضاء على الفقر وثغرات العدو: ثنائية البرنامج الرمضاني في المدرسة الشمسية بذمار.
ذمار نيوز | خاص |تقرير : فؤاد الجنيد 14 رمضان 1440هـ الموافق 19 مايو، 2019م
يستمر البرنامج الرمضاني اليومي في مسجد المدرسة الشمسية بمدينة ذمار لليوم الرابع عشر على التوالي، وفيه ينهل المؤمنون من شلالات هدي القرآن الكريم، والدروس والمحاضرات المصاحبة التي تفتح البصائر وتغذي المدارك وتعري مخططات الأعداء وتفضح الثقافات المغلوطة في العبادات والمعاملات بعلاج قرآني ناجع يشخص علله أعلام الهدى ويصرفون دواءه للأمة لتتعافى من ظرفها وحالها.
هذا المساء تناول قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله في محاضرته الرابعة عشر عن المعالجات الكفيلة بالقضاء على ظاهرة الفقر وسبل تعزيزها وعيا وسلوكا في أوساط المجتمع المسلم، وما لذلك من أهمية كبرى في تثبيت دعائم الجانب الإقتصادي وتعزيز التلاحم والتعاضد وترابط النسيج الإجتماعي خصوصا في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها البلد الحبيب جراء العدوان والحصار.
وأوضح السيد أن أول معالجة لهذه الظاهرة هو وصد أبواب الطرق المحرمة لجلب المال واستئصالها وتجفيف منابعها، منوها إلى أن مشكلة الفقر المصحوبة بضعف الايمان وغياب الضمير جعل من المنافقين أدوات رخيصة في أيدي العدوان، وخلق ثقافة خطيرة جعلت المال غاية وسبيلا يلهث المنافقون وراءها ويرون ذلك مبررا للالتحاق بصفوف العدوان على حساب دماء الشعب واقتصاده وكرامته ودينه ومؤسساته وبناه التحتية.
وأكد السيد أن بيع المواقف هو بيع للأنفس ذاتها، ومتأسفا لإنجرار شريحة من الشعب لبيع مواقفهم وكرامتهم وشرفهم بثمن بخس، حتى سلك بعض العلماء ورجال الدين هذا الدرب وتخندقوا وراء الفتاوى الموضوعة والمدفوعة لهثا وراء المال.
وتطرق السيد إلى إحدى الطرق المحرمة التي يسعى الممتهنون لها لجلب الأموال والحصول على الثراء السريع من خلال تجارة المخدرات التي تعد انتاجا للجريمة بكل أنواعها، مضيفا أن هي واحدة من أخطر طرق جلب المال اللامشروع، وكل بائعيها وإن لم يتعاطوها شركاء في كل الجرائم التي ينفذها متعاطو المخدرات. مشيرا إلى أن المخدرات إلى جانب كونها سلوك محرم وإجراء خطير، تعد سبب مباشر في قتل المعنوي للإنسان وتجريده من قيمه الإنسانية وسلوكه السوي ناهيك عن الآثار الصحية والنفسية والإجتماعية.
وشدد السيد على ضرورة الوقوف بحزم تجاه هذه الظاهرة الخطيرة، محذرا من التساهل في الإبلاغ عن المتاجرين بها ومحاسبتهم، معتبرا أن الشفاعة على المجرمين جريمة خطيرة تجعل ممن يحاول التستر عليهم أو الدفاع عنهم شريكا في الجرم، ومعولا على الوعي المجتمعي في مواجهة هذه الظواهر السيئة أفرادا وجماعات بما في ذلك كل مؤسسات الدولة.
وحذر السيد من ظاهرة التسول كسلوك مرفوض داعيا الجميع إلى مساعدة من يلجأون لذلك بالمعالجات الحقيقية كتوجه بعض المؤسسات والجمعيات الخيرية لبناء الأسر ومساعدتها في توفير الحاجات الضرورية، على اعتبار أن العملية التنموية تبدأ من الأسرة، وكذا التدخلات الإيجابية عن طريق القرض غير الربوي لمعالجة مظاهر المعاناة والفقر والتسول.
بدوره حذر مسؤول أنصار الله بمحافظة ذمار الأستاذ فاضل الشرقي خلال محاضرته المسائية من الثغرات التي يستغلها العدوان للنيل من الكيانات المسلمة، موضحا أن المسلمين أنفسهم هم من يوجدون هذه الثغرات بقصد أو بدونه.
وأوضح الشرقي أن الجهاد المقدس والسامي الذي تتطلبه المرحلة هو الرباط في الجبهات، معتبرا أن اختزال الجهاد في كل مجهود يقارع العدوان سواء في الجانب السياسي أو الإعلامي أو الإجتماعي واحدة من الثغرات التي تخدم العدو بانتاجنا نحن، ذلك لأن هناك مجموعة كبيرة من أفراد الشعب قاعدين في منازلهم، مؤكدا أن بقاء هذه الشريحة بعيدة عن ساحات وجبهات الدفاع عن الدين والوطن أمر مؤسف وله تبعاته حتى وإن كانوا مجاهدين فهم في عداد المتعاطفين والمتعاونين ولا توصيف لهم أكثر من ذلك، داعيا إلى توزيع الأدوار على مستوى الأفراد والأسر والجهات.
وكشف الشرقي أن الثغرة الثانية هي وجود المرتزقة بجانبنا وفي أوساط مجتمعاتنا، مستغربا من الدور الفارغ للمشائخ والعقال والجهات الاعتبارية في عدم الحيلولة بين المرتزقة والتحاقهم بصفوف العدوان لقتال أبنائهم واخوانهم والمدافعين عن عزتهم وكرامتهم.
وعرج الشرقي على وسائل كثيرة انتهجها العدوان تحت شعارات براقة وأساليب ناعمة بعيدا عن أهدافها وغاياتها الحقيقية مثل حملات تنظيم الأسرة، والتي هي في أصلها وجوهرها حملات منع الحمل، وتنهجها المنظمات للقضاء على الحرث والنسل بسياسات وبرامج تحت عباءة الصحة والتنمية، مؤكدا أن الهدف منها هو القضاء على مخزون الأمة من الشباب، وافراغ الجيوش من المقاتلين الشباب وكذا كوادر القوى العاملة والرصيد السكاني الباني لنهضة الشعوب وتطورها، إلى جانب إستخدام هذه الحبوب المانعة للحمل في نشر الفساد الأخلاقي وممارسة الرذيلة.