الجانب الإقتصادي والمقاطعة: ثنائية البرنامج الرمضاني في المدرسة الشمسية بذمار.
ذمار نيوز | خاص | تقرير : فؤاد الجنيد 13 رمضان 1440هـ الموافق 18 مايو، 2019م
تتواصل أمسيات البرنامج الرمضاني في المدرسة الشمسية بمدينة ذمار، بإستهلال السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله في محاضراته الرمضانية المفعمة بالإيمان ودفء الطمأنينة واليقين، وبسلسلة دروس من هدي القرآن الكريم يحاضرها مسؤول أنصار الله بمحافظة ذمار الأستاذ فاضل الشرقي، وسط حضور كبير واقبال واسع لأبناء المحافظة بمختلف الأعمار. وشهدت محاضرات هذا المساء تناولا واضحا ومركزا للجانب الإقتصادي وأهميته وآثاره، وأبعاد الإستقرار الغذائي والإكتفاء الذاتي واثرهما على مستقبل الأمة ونهضتها واستقرارها.
وتناول السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله، في محاضرة هذا المساء أسسا اقتصادية هامة وسبل مختلفة للنهوض بها، مفتتحا محاضرته بضرورة تقوى الله والإعتماد عليه، مبينا أن الله تعالى الخالق الرزاق قد تكفل بالرزق وليس من حق الإنسان أن يشعر بالحسرة والقلق تجاه ذلك، مشددا أن ما على الإنسان المؤمن سوى الإطمئنان والركون والاعتماد على الله.
وأوضح السيد أن القرآن الكريم في سياق الآيات المباركة يعزز الأمل، ويكشف أن الظروف التي يمر بها الإنسان هي حالة من الاختبار والإمتحان لقياس الصبر، متطرقا إلى المعالجات الإسلامية والقرآنية الناجعة التي وضعت حدا للركود والبطالة وسعت لأن يكون المؤمن قويا وصلبا في الحياة لتجاوز هذا الإبتلاء.
وأضاف السيد القائد: أن المعالجة الأولى في الإسلام هي معالجة نفسية، والتحرر من القلق والاضطراب النفسي لا يتأتى إلا بالصبر والثقة بالله وعدم الجزع والقلق، وجدد حرصه على المعالجة الثانية المتمثلة بالإغاثة الخيرية، مبينا أن البعض منها الزامية كالزكاة التي تمثل عاملا مهما للتحرر من الفقر وبناء الاقتصاد، ومنها طوعية كالصدقة والتكافل الإجتماعي والإنساني.
وأردف السيد في سياق محاضرته الثالثة عشر أن اطعام الجائعين من شيم المؤمنين وحث عليها القرآن الكريم كثيرا، مشددا على ضرورة أن يكون المجتمع متعاطفا ومتراحما كالبنيان المرصوص، وأن لا يكتفي بالنظر إلى البؤس والعناء متفرجا؛ بل يجسد الإحسان كروحية عامة للمجتمع المسلم، مشيدا بالتعاون الاجتماعي الجماعي في حالته التضامنية كحالة دينية وإيمانية وانسانية وأخلاقية، معتبرا إياه كفيلا بحل الكثير من المشاكل والأمور.
وأوضح السيد أن المعالجة الأخرى هي الترك للمحرمات، كونها تنزل عقوبات إلهية منها اقتصادية ونقص في القطر والثمر وافات تفتك بالمحاصيل، وغياب الخير والبركة، ناهيك عن الربا والاحتكار واكل المحرمات أيا كان نوعها، داعيا الجميع إلى العمل والتوجه للكسب والبحث عن الرزق، ومبينا أن إي مجتمع يعاني من الفتور والكسل سيكون مرتعا خصبا للفقر، وعليه التحرك للسعي تحت عناوين المسؤولية الفردية والجماعية، والجهاد بالمال والنفس.
وبين السيد أن السعي والعمل تحت عنوان “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة” كفيل بتحرر الأمة واستعادة مجدها وكرامتها، وكذا السعي نحو المهن والحرف والتعليم المهني لضمان مخرجات تخدم الأمة، وربط التعليم بالإنتاج وسوق العمل وكذا التدريب والتأهيل وتعزيز الخبرات وتطويرها.
واختتم السيد محاضرته بتبيان أن الفقر ليس فقرا ذاتيا، فالله أودع قدرات في مكامن نفوس البشر واعطاهم رغبات وميول وطاقات وهي بحاجة إلى التفعيل وتهيئة الظروف المناسبة لإخراجها وترجمتها وتوظيفها، موضحا أن من المشاكل الاقتصادية التي نهى عنها الإسلام هي المبالغة في رفع الأسعار، والذي بدوره يؤدي إلى رفع مستوى معاناة الناس وإلى فساد وركود في الوضع الاقتصادي العام، موجها ومؤسساتها إلى وضع حدا لحالات الطمع والجشع اللامبررة خصوصا في المواسم والمناسبات.
من جانبه واصل مسؤول أنصار الله بمحافظة ذمار محاضرته المسائية لليوم الثالث على التوالي بالحديث عن المقاطعة الاقتصادية واهميتها ودلالتها كسلاح استراتيجي فعال له بالغ الأثر في ردع الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية والغطرسة العالمية، وإمكانية تفعيل هذا السلاح بكل يسر في أوساط المجتمع المسلم.
ودعا الشرقي إلى الإهتمام بالجانب الزراعي وإعادة الزخم الإنتاجي الذي بدوره سيشيد أركان راسخة نحو الاكتفاء الذاتي، مبينا أن الإقتصاد يشكل اليوم تحديا كبيرا، والمسيرة القرآنية بتركيزها الأساسي على هذا الجانب باتت كابوسا يؤرق العدوان، الأمر الذي دعاهم لمحاربتها ومحاولة القضاء عليها، لأنها نهجت درب المقاطعة التي ستثخن جراح الإقتصاد الذي يتظلل به الأمريكان والصهاينة ومن يسبح في فلكهما.
وأكد الشرقي أن للمسيرة القرآنية توجه علمي وتنموي عملاق كفيل بالتنمية والنهوض والإزدهار والتقدم، وهذا أمر يقلق الأعداء، ولم يترك لهم خيار سوى المواجهة المباشرة بالحرب لإشغال المسيرة ورجالها بمعارك جانبية عسكرية واقتصادية واستنفاذ طاقاتها وقدراتها، وعدم السماح لها بالعيش في جو من الإستقرار والأمان.
وأضاف الشرقي أن العديد من الشركات الأجنبية لجأت إلى فتح مصانع لمنتجاتها في أوساط الدول العربية والإسلامية للتخفي عن هويتها هروبا من شبح المقاطعة الاقتصادية، وكذا استغلال العمالة في تلك البلدان بأسعار زهيدة ورخيصة، ومستغلة هيمنتها في التحرر من قيود الضرائب والجمارك التي تفرضها الأنظمة العربية والإسلامية.
وكشف الشرقي أن مواجهة العدو ليست مشروطة بالتكافؤ والتوازن، مبينا كيف أن سلاح المقاطعة البسيط والسهل مؤثرا بما يكفي لموازاة أعتى الأسلحة وأشدها، ناهيك عن التأثير البالغ والكبير في سحب الأموال العربية والإسلامية من البنوك الغربية، معتبرا إعادة الإنتشار الذي اعلنته القيادة الإمريكية في منطقة الخليج بعد مسرحية ميناء الفجيرة الإماراتي، وتضخيم الخطر الإيراني بأنه وسيلة اقتصادية مكشوفة لحلب الأموال الخليجية ودفع فواتير باهضة على حساب النفط العربي والإقتصاد الإسلامي.