الخبر وما وراء الخبر

الأزهر الوهابي غير الشريف .. مشارك في جريمة العدوان الأخيرة

42

بقلم/ وليد الحسام

لقد دخل الأزهر عالم السياسة تدريجياً ، ومن سوء حظه أنه دخل من الباب الصهيوني ، ومال النفط الوهابي هو من جرّه إلى أسوأ التحولات هذه فصار من صرح علمي زاخر بمخرجاته إلى جسر عبور ممتد باتجاه عيال سعود وثرواتهم وباتجاه انتاج القضايا الدينية والإنسانية بطابع وهابي سياسي يخدم حملة التطبيع العلني مع إسرائيل ، ويخدم سياسة عيال سعود .

البارحة سابق الأزهر إلى إدانة اليمنيين باستهداف أنابيب النفط السعودية التي تضخ النفط وأمواله إلى خزائن أعداء الأمة الإسلامية وهم (أمريكا وإسرائيل) واليوم عرفنا سر تلك الإدانة من خلال المجزرة التي ارتكبتها طائرات العدوان في حي الرباط تقاطع شارع الرقّاص بالعاصمة صنعاء حيث كشفت هذه الجريمة أن إدانة الأزهر البارحة ما كانت إلا مبرراً إزهرياً مسبقاً لعيال سعود ليرتكبوا هذه الجريمة في حق الشعب اليمني ، ومن هنا يمكن القول بأن الأزهر شارك دول العدوان مشاركة علنية في جريمتهم المرتكبة اليوم في 11 من رمضان المبارك ؛ والدليل على ذلك إدانته التي كانت بمثابة المبرر المسبق .

منذ أكثر من أربعة أعوام ترتكب دول العدوان جرائم حرب ومجازر بحق الأطفال والنساء اليمنيين ، وطائرات العدوان تدمر البُنية التحتية والمؤسسات الخدمية من مدارس ومستشفيات ودور اليتيم والكفيف والعجزة في اليمن المحاصرة حتى من الغذاء والدواء ، ولم نسمع للأزهر صوتاً ، ما أدان كل تلك الجرائم ، وبمجرد أن رد اليمنيون بقصف منشآت النفط هرع الأزهر مسرعاً للإدانة ، وما أدان جرائم العدو الإسرائيلي في فلسطين ، وما أدان إغلاق المسجد الأقصى واحتلاله من قبل الإحتلال الإسرائيلي ، وما أدان إعدام العلماء والناشطين في السعودية ، وما أدان قتل خاشقجي ولا أدان استغلال النظام السعودي للكعبة المُشرفة وتسيس الحج ومنع المسلمين من أداء فريضة الحج ، ولا أدان العلاقات العلنية للسعودية والأمارات مع الكيان الصهيوني ، ولا أدان اعتداءات العدو الإسرائيلي المتكررة على سوريا ومطاراتها ، ولا أدان التدخلات الأمريكية في شؤون العرب والمسلمين ، وفجأة يسابق هو والكيان الصهيوني إلى إدانة قصف أنابيب النفط ، وكأنه انزعج على أنابيب النفط لأنها تضخ العائدات إليه كما هو حال أمريكا وإسرائيل ، ربما أنه _ الأزهر _ مرتزق ويمد يده إلى عيال سعود ، لكنه لن يحصل حتى على 1% مما يحصل عليه ترامب من خزينة السعودية والإمارات ومن في صفهم .

كانت أصابع الاتهام بالإرهاب موجهة نحو أمريكا كونها الداعمة الرئيسة والراعية الأمنية والحاضنة اللوجستية للنظام السعودي القائم على الكيانات الإرهابية المتطرفة ، وهذا ما جعل أمريكا تحاول أن تتخلص من الاتهامات المباشرة ففرضت على محمد بن سلمان بن سعود أن يتخلص من تياراته الوهابية المتطرفة ، وقد اتجه إلى تنفيذ الأوامر الأمريكية واتجه ابن سلمان إلى الفجور في الانفتاح والتحرر ليثبت لأمريكا صدقه وإخلاصه ، ولكن المهفوف ابن سلمان مازال في حاجة إلى الغطاء الديني ليبرر به جرائمه أمام المسلمين لذلك فقد تخلص من كيانات التطرف الديني في بلاده واتخذ كيانات دينية مطيعة في بلاد أخرى ، فكان الأزهر في مصر أهم الكيان التي سيستخدمها نظام ابن سلمان في الجوانب الدينية ، ويبدو أن محمد بن سلمان عاقد النية على تحويل الأزهر إلى مركز للتطرف بديل عن مراكز الوهابية السعودية ؛ ليدير الجماعات الإرهابية من خلاله ؛ وليُبعد تهمة الإرهاب عن بلده وعن أمريكا ، وفي المقابل ستحمل مصر التهمة ، ومن خلال السياق السابق يمكن معرفة الهوية والانتماء للأزهر خلال العقود الأخيرة ، وكذلك استدراك مستقبله المخزي .

ملتقى الكتاب اليمنيين