الخبر وما وراء الخبر

البرنامج الرمضاني في المدرسة الشمسية بذمار: غذاء الروح في حضرة الأعلام.

75

ذمار نيوز | خاص | تقرير : فؤاد الجنيد 11 رمضان 1440هـ الموافق 16 مايو، 2019م

كعادتها تزهر المدرسة الشمسية بمدينة ذمار بمسجدها الزاخر بالأصالة والتأريخ، وبروحانية دروسها اليومية العبقة بهدي القرآن الكريم وإطلالة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله بدرر من عقد محاضراته الرمضانية المفعمة بالإيمان ووحي القرآن الكريم، في حضور حاشد وكبير منذ الساعات الأولى للأماسي المباركة في حضرة مسؤول أنصار الله بمحافظة ذمار الأستاذ فاضل الشرقي الذي ينير ظلمة الزوايا بوهج الهداية ونبراس العلم والزهد وتعرجات الحكمة المستفيضة من الواقع سلوكا وممارسة، وتدليلا واستدلالا، وتأثرا وتأثيرا، في قالب تشكله هندسة الإلقاء والحوار، وتقيس معادلاته فيزياء الانصات والخشوع، وخطوط الإدراك ودوائر اليقين.

أطباق البرنامج الروحية

جرعة قرآنية لحزب من القرآن الكريم بصوت الشيخ المنشاوي هي باكورة الأمسية الرمضانية، قبل أن تمتزج التراتيل مع مزامير آل داوود في دعاء الإفتتاح بصوت الأستاذ فاضل الشرقي، بعدها تكشف الشاشات المتوزعة في ارجاء المسجد عن وجهها وفي حدقاتها قائد الثورة في المحاضرة الرمضانية الحادية عشر، بالتزامن مع حركة الأقلام في ميادين الورق وهي تدون الملاحظات وتخلد الحقائق، حيث توزع يوميا لحضور الأمسية إلى جانب قوارير الماء ومسابح التسبيح أقلاما ونوتات ورقية صغيرة يسجل فيها الحضور ما استفادوه من عطاء المعارف من كل من محاضرة السيد القائد، أو الدرس اليومي من دروس هدي القرآن الكريم أو المقررات المجدولة والمزمنة في البرنامج الرمضاني.

إطلالة القائد

تناولت محاضرة السيد القائد هذا المساء أهمية القوة الإقتصادية في تثبيت أركان الدول والشعوب، وإرساء مداميك التطور والنهضة التي تمكن للأمة استقرارها وأمنها، موضحا كيف استطاعت دول حجزت مكانها في هرم السلم الإقتصادي العالمي بإمكانيات محدودة يمتلك بلدنا أكثر منها، وكيف انتقلت من مرحلة المجاعة والفقر والإمتهان إلى مراحل متقدمة من الازدهار بفضل الزراعة والصناعة وتجويد التعليم وحرف بوصلته صوب مخرجات البناء والإعمار والإكتفاء الذاتي، بل وصلت إلى أوائل الدول المصنعة والمصدرة، في حين اكتفت أمتنا بالإستهلاك غير المقنن، والإستيراد غير المسؤول على حساب الحراك المحلي زراعيا وصناعيا. وأكد السيد القائد أن وقوف الشعب على قدميه لا يتأتى إلا بتحقيق مشروع الأمن الغذائي، وخلق وعي جديد يترجمه العمل في سبيل التحرر من التبعية الاقتصادية والإعتماد على الذات في توفير القوت الضروري، والتحرك الجماعي للإنتاج المحلي وشغل المهن التي تدر دخلا بمهارات وخبرات أصحابها دون الركون إلى المهن الصورية والوظائف العامة التي خلقت ثقافة الفراغ والإتكال، وجعلت الشعب عاطلا عن العمل ينتظر راتبه الشهري دون عمل أو جهد.

المقاطعة في قاموس الشرقي

تناول الشرقي في درس اليوم السلاح الفعال الذي يسهم كثيرا في تحرير الجبهة الاقتصادية من زبانيتها وكوابيسها الجاثمة على صدر الأمة، وكيف أن المقاطعة الاقتصادية لم تكن يوما ترفا أو استعراضا وهواية، ولا سلوكا تقوده العاطفة والحسابات المتخمة بالمصالح والرهانات، بل خياراً بديهياً لرفض تمويل اقتصاد الدول المجرمة والمحتلة، والأنظمة الدموية القاتلة التي استفحل سرطانها في كل الجسد العربي والإسلامي المقاوم، معرجا على فاتورة هذه المقاطعة بعد سياسة نظام جعل الشعب معتمدا كليا على منتجات الخارج، مؤكدا أن المقاطعة تعد ركيزة رئيسية من سلاح الشعار وموقفه، وخيارا ملحا حتى ولو تسبب بخسائر اقتصادية على شعوب حرة فرض عليها التأريخ والواقع أن تحمل الهوية الإسلامية العزيزة تحت مجنزرات الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، وأن تشارك في انعاش اقتصاد هذين الكيانين بقصد أو بدونه، وأن تعيش على صناعات يتم تصديرها منهما ويتوجب اليوم مقاطعتها.
وأوضح الشرقي ثمار المقاطعة ومراحل تنفيذها، مؤكدا أنها تبقى سلوكاً مقاوماً ولو رمزياً حتى تصبح خطوة في مشروع سياسي مقاوم، وحتى يتوفر البديل الاقتصادي اليمني والعربي، والبرنامج الحقيقي الحر الذي يستطيع استثمار المقاطعة بنتائج سياسية تعود مكاسبها على الأمة، مبينا أن التأريخ مليء بنماذج المقاطعة الاقتصادية، التي لم تنجح إلا حين كانت بنداً رئيسيا في كتاب النضال الوطني بأوسع معانيه، وهذا ما يفعله أنصار الله في رحاب المسيرة القرآنية السامية.