الخبر وما وراء الخبر

ماهي ابعاد الهجوم الجوي على محطات النفط السعودية؟ وما هي نقاط التحول الجوهرية في منظومات الطائرات دون طيار اليمنية ؟؟

86

كتب/زين العابدين عثمان

في توقيت مشحون بالمتغيرات والانتصارات العسكرية والميدانية التي تحققها قوات الجيش واللجان الشعبية في مختلف جبهات القتال والمواجهة ،تقوم وحدة سلاح الجو المسير اليمني اليوم بتنفيذ عملية ال 9 من رمضان الهجومية الكبرى  على اهداف حيوية واستراتيجية ونفطية بعمق العاصمة السعودية الرياض ،حيث تمت العملية بعد جهود استخباراتية مركزة من داخل الاراضي السعوديةو دراسة عسكرية شاملة تتطلبها طبيعة الاهداف وعوامل نجاح الهجوم الجوي من الناحية الكيفية والكمية ،فقد تمت وبعون الله سبحانه وتعالى العملية الهجومية بسبع طائرات [درون] دون طيار على محطتي الضخ البترولية التابعتين لشركة ارامكو  بمحافظة الدوادمي ومحافظة عفيف بالرياض واستهدفت الخط الأنبوب الرئيسي للنفط الـ8و7 الذي يربط بين رأس التنورة شرق  المملكة ومنطقة ينبع النفطية من الجهة الغربية وهو مما ادى اندلاع النيران وتوقف كامل لعمل المحطتين حيث اعلن وزير الطاقة السعودي  عملية توقف الضخ خلال الانبوب الرئيسي المذكور وهو الانبوب الذي يعتبر من بين اهم انابيب النقل النفطية الرئيسية بالسعودية حيث يضخ خلاله نحو 3 ملايين برميل يوميا..

اهمية العملية…. وابعادها وتداعياتها

يعتبر الهجوم الجوي الذي نفذه سلاح الجو اليمني المسير اليوم التاسع من رمضان على العمق السعودي هو الهجوم الاضخم  والاكبر منذ بداية الحرب سواءا من حيث طبيعته العملياتية التي استهدفت محطات نفطية وانابيب نقل رئيسية للنفط السعودي او نوعية و كمية السلاح المستخدم الذي كان عبر 7 طائرات دون طيار ذات مهام هجومية -انتحارية ممصمة لضرب التحصينات والاهداف بعيدة المدى، ،،،تكمن اهمية هذا الهجوم المباغت والفجائي من الناحية الاستراتيجية والامنية والاقتصادية في انه الهجوم اليمني الاول من نوعه  الذي احدث حالات ارباك ورعب كبير جدا للنظام السعودي وايضا احدث انهيارات غير مسبوقة باسهم شركة ارامكو بالبوصة العالمية التي انخفضت لنحو 2% وارتفاع ان اسعار النفط العالمي  ل75 دولارا للبرميل الواحد ..
الجدير بالذكر والتحليل هنا هو كيف بلغت هذه الطائرة دون طيار هذه الاهدف الاستراتيجية البعيدة المدى ? وكيف استطاعت ان تخترق مسافة نحو 1200 كيلومتر دون ان تعترضها القبة الدفاعية الجوية السعودية او تكشفها انظمة الرادارات الحديثة ?

لا مبالغة في القول بان هذه العملية النوعية لسلاح الجو اليمني المسير حبست الانفاس للكثير من المراقبين حيث كسرت قواعد الاحتمال مخترقة كل التوقعات والحسابات ، فالقدرات العاليه التي اظهرتها هذه الدرونات الغير مأهوله لها ابعادا مؤثره تأثيرا مباشرا في موازين القوة والردع حيث تمتاز بانظمة تكنولوجية متقدمه تضاهي تقريبا طائرة الدرون الامريكية MQ و“المركبة الجوية غير المأهولة” “UAV-X  التي تصنفها الامم المتحدة من بين اهم الدرونات المتطورة ذات المدايات البعيدة .

لذلك فالدرونات اليمنية استطاعت بما تمتلكه من عوامل تقنية قطع مسافه 1200 كيلومتر داخل العمق السعودي والوصول الى الرياض دون اعتراضها من  قبل الدفاعات الجوية السعودية “الباتريوت” او رصدها من خلال الرادارات العسكرية المتطورة وانظمة الانذار المبكر (الاو آكس)  اواجهزة التعقب الالكترونية البالغة التطور المصممة لاعتراض ورصد اجسام معادية جوية [باليستية اوطائرات مقاتلة ] بالتالي فهذا لا يعكس سوى الطائرات دون طيار اليمنية  تملك القدرات المثالية التي تمتلكها افضل الدرونات الشبحية الحديثة  التي بحوزة الدول الرائدة والاقوى اقليميا القادرة على تحييد الرادارات   ..
تمتلك  الدرونات اليمنية على عوامل تحقيق الاهداف بصفر فشل. واصابة الاهداف البعيدةالمدى  بدقة عاليه جدا ولا يوجد نسبة خطأ فقصفها لمحطات الضخ البترولية والانابيب الرئيسية  بالرياض بتلك الدقه والفاعلية يعد دقا لا سفين خطرا استراتيجي داهم على الامن القومي والاقتصادي للسعودية وماردا حقيقيا يضع اقتصاد المملكة ومرابض محطات ومصافي النفط لشركة ارامكو المتوزعه في مختلف المناطق لاتقف امام خطر الصواريخ البالستية اليمنيه فحسب وانما  خطر جديد يتمثل في الطائرات دون طيار التي اصبحت اكثر قوة واقتدار استراتيجي.

في الاخير

لقد قدمت دائرة الصناعات الحربية اليمنية خلال الاربعة اعوام الماضية انجازات محورية وهامة جدا في مجال صنع وانتاج الاسلحة المختلفة المحلية الصنع  والتكنولوجيا الدفاعية المتطورة التي تتطلبها مسارات الحرب وبروتوكولات المواجهة ضد تحالف العدوان السعودي الاماراتي ،حيث كان على رٲس تلك التكنولوجيا منظومات الصواريخ الباليستية المتعددة التي دخلت خط المواجهه في اول مراحل الحرب كاول ذراع ناريه ضاربة بيد المؤسسة العسكرية يليها المنظومات البحرية وهي الذراع الثانية التي ظهرت بقوة على مسرح المواجهه ضد هجمات البحرية السعودية الاماراتية على المياه الاقليمية اليمنية في بدايات عام2016 الى اليوم ، يليها سلاح الجو المسير السلاح الاستراتيجي الذي اكتسح خط المواجهه في عام 2018 والذي دشنت خلاله مرحلة مفصلية من الحرب و من المفهوم الجديد لتوازن القوة وقواعد الاشتباك  وذلك اثر العمليات الهجومية التي شنتها القوة الجوية اليمنية بعدد من الطائرات دون طيارالمعروفه صماد 2- 3 وطائرات غير معروفه  على  العمق الاستراتيجي لتحالف السعودية والامارات ومطاراتهما الدولية .

ابدعت دائرة الصناعات الدفاعية اليمنية في صنع مظومات الطائرات دون طيار وتمكنت عبر مراحل من الدراسات والتجارب العملانية من الوصول لصنع طائرات متطورة ومتعددة المهام والقدرات وتحقيق فائض تسليحي ومخزون استراتيجي في مختلف وانواع الطائرات التي منها الاستطلاعية والاستخبارية المعروفة براصد ورقيب وهدهد 1 والطائرات القتالية المعروفه بصماد 2و3 واجيال اخرى متطورة [القنابل الطائرة] التي قصفت مطارات الرياض وابو ظبي ودبي  وهي من طراز متطور تتمتع بقدرة تحليق استراتيجية تصل الى 1200 كيلومتر ومقدرة استهدافية عالية الدقة اضافة الى الطائرة الحديثة الاخرى المعروفه قاصفK2 وهي طائرة انتحارية مصممة للاغتيالات وماجهمة غرف عمليات العدوان ذات المدايات القريبة  .
اهمية الطائرات المسيرة في الحرب او السلم او في موازين القوى الاقليمية والدولية  تعتبر من بين اهم الاسلحة والتكنولوجيا الدفاعية التي تعتمد عليها الدول الرائدة دوليا والدول القوية الاقليمية كوسائل دفاعية وردعية مثالية كونها قليلة الكلفة وسهلة التصنيع وذات فاعلية لاغنى عنها على المسرح الجيواستراتيجي وفرض توازنات القوة. بالتالي فسياساتها تحكم عليها احتكار هذه التكنولوجيا  لنفسها نظرا لاهميتها  فامريكا الدولة الاكثر حضورا في مضمار صناعة طائرات درونز (دون طيار ) لا تريد ان يكون لاي دولة منافسة تقنيات حديثة سواءا بنفس مواصفاتها او منافسه لها كما انها تسعى عبر وكلاءها بالمنطقة ان لاتصل هذه التكنولوجيا الى القوى الممانعة بالشرق الاوسط كايران وسوريا واليمن ولبنان وهذا كان ملاحظا جدا خصوصا اليمن الذي تطحنه حرب التحالف السعودي الاماراتي المدعوم امريكيا الذي ترتكز اساسا  على تدمير قدراته وامكاناته الدفاعية بكل اشكالها وانواعها الجوية والباليستية وغيرها .

لهذا ومع ان اليمن اليوم و بعد 1500 يوم من العدوان والحرب والحصار اصبح ضمن الدول المتسلحة بتكنولوجيا الطائرات المسيرة الذي اكتسبها وطورها محليا وبات عضوا فاعلا بشهادة الاعداء والاصدقاء خصوصا مع الهجمات التي استهدفت محطات النفط بالرياض بعملية 9 من رمضان الواسعة لذلك فاليمن حاليا يمثل قوة صاعدة خطرة ومثيرة للقلق والمخاوف للامريكي بالدرجة الاساس وكل القوى الاستعمارية والاستكبارية واحد مصادر التهديد الاستراتيجي الذي يزعزع مستقبل واجندته وحلفاءها بالمنطقة السعودية والامارات  التي باتت حاليا تحت سطوة التهديد والقصف المنظم والمركز بطائرات الدرونات اليمنية المحلية الصنع،

ملتقى الكتاب اليمنيين