الخبر وما وراء الخبر

خلافات الرياض وأبوظبي تفجّر الصراع في الجنوب

33

تتجه الأوضاع إلى المواجهة العسكرية المباشرة بين حلفاء الإمارات من جهة، وبين حلفاء الرياض من جهة أخرى، وخلال الأسابيع الماضية صعّد الطرفان بعد اجتماع النواب المؤيدين للعدوان في مدينة سيئون، حيث اعتبر أنصار أبوظبي الأمر تحديا من قبل حكومة عبدربه منصور هادي، لتواجدهم في الجنوب، إضافة إلى تدشين “الائتلاف الجنوبي” المدعوم من الرياض في مدينة عدن، التدشين اعتبرته أبوظبي تجاوزا للخطوط الحمر من قبل الرياض.

غير أن رفض ما يسمى المجلس الأعلى للحراك الثوري المدعوم من الرياض، الحوار مع ما يسمى المجلس الانتقالي بسبب تمسك الأخير بالحق الحصري بتمثيل الجنوب كحامل سياسي للقضية الجنوبية، ذلك الرفض اثار حفيظة “الانتقالي” الأمر الذي تسبب بعودة موجة الاغتيالات إلى مدينة عدن، وخلال أسبوع واحد قتل قياديان في الحراك الجنوبي، ينتميان إلى “المجلس الثوري”.

وعلى الرغم من أن موجة الاغتيالات طالت رجال دين وقيادات مناهضة لـ”التحالف” منذ دخول أبوظبي مدينة عدن في العام 2015، إلا أن الاغتيالات الأخيرة كان هدفها أطراف موالية للسعودية، ويوم الإثنين الماضي، استهدف مسلحون القيادي في “المجلس الثوري” المدعوم من الرياض، عبدالله حسين القحيم، في منطقة بئر فضل القريبة من مقر “التحالف”، تصفية القحيم، جاء بعد أيام فقط من اغتيال القيادي في” المجلس الثوري” أيضا رامي محمد المصعبي، في مدينة المنصورة.

متابعون حملوا الإمارات مسؤولية استهداف قيادات “الحراك” خصوصا والمناطق التي وقعت فيها عمليات الاغتيالات تقع تحت سيطرة قوات “الحزام الأمني” التابع لأبوظبي، وبحسب المصادر فإن المنفذين مروا بعد تنفيذ العمليتين على أكثر من عشر نقاط أمنية.

من جهته قال الناطق باسم “المجلس الثوري” محمد الحضرمي، في تصريح، إن “الأطراف المدعومة من الإمارات خاضت معركة إعلامية ضد “المجلس الثوري” بسبب توسع في عدد من المحافظات الجنوبية ورفض الحوار الذي دعا له “المجلس الانتقالي”، مضيفا أن “الانتقالي” حاول شراء الذمم وشق الصف لـ”المجلس الثوري” خلال الأسابيع الماضية.

ولم تقتصر المواجهات بين حلفاء الرياض وأبوظبي على عمليات الاغتيالات فحسب، وتحولت إلى مواجهة مباشرة دامية بين قوات “الحزام الأمني” من جهة وبين قوات “الحماية الرئاسية” من جهة أخرى، الأربعاء الماضي، في مدينة الضالع، المواجهات أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.

وبرأي مراقبين فإن تلك المواجهات التي يروح ضحيتها العشرات من الجنود الجنوبيين، سببها الخلافات التي تتسع رقعتها يوما بعد آخر بين الرياض وأبوظبي، على تقاسم المواقع الهامة والثروة والنفوذ، حيث سعت السعودية مؤخرا إلى إحكام سيطرتها واحتلال محافظة المهرة، كما عززت حضورها في سقطرى إضافة إلى مزاحمة أبوظبي في حضرموت وشبوة.

ويرى محللون أن تلك الخلافات كشفت الوجه الحقيقي لسياسات، التحالف في اليمن، المتمثلة بإضعافه ونهب ثرواته وإدخاله في حروب مستدامة مناطقية ومذهبية، وهو ما كشفه أحمد الميسري، نائب رئيس حكومة هادي، قبل أيام من أن “التحالف يتمدد في المناطق الشرقية” معتبرا أن “تدخل التحالف في الجنوب لصناعة الفتنة والفوضى”.

في موازاة ذلك تنشط القوى الوطنية الجنوبية الرافضة لاحتلال التحالف للجنوب، وجدد رئيس المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى، الشيخ عبدالله بن عفرار، أمس السبت، في اجتماع لجنة الاعتصام، تحذيره لـ”التحالف” من نقل الاقتتال بين أبناء المهرة بعد المساعي لتأسيس ميليشيات في المدينة، من جهته الشيح أحمد الحريزي، طالب السعودية بسحب قواتها وتسليم منفذ صرفيت إلى أبناء المهرة.

وفي هذا الاتجاه اعتبر “المجلس الثوري للحراك” الذي يتزعمه حسن باعوم، بأن عمليات الاغتيالات الأخيرة تندرج ضمن الصراع بين طرفي التحالف، مطالبا بخروج المحتل الأجنبي من أرض الجنوب.