الخبر وما وراء الخبر

>> سياسيون ل”ذمار نيوز “: الرؤية الوطنية: تمثل آمال وتطلعات الشعب من خلال عمل مؤسسي, يحفظ لليمن وحدته, وسيادته, واستقلاله وإعلانها في هذا التوقيت, تعزيزا للصمود اليمني, الذين أبهر العالم

149

ذمار نيوز | خاص 5 رمضان 1440هـ الموافق 10 مايو، 2019م

أصبحت الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية مطلبا وطنيا يتطلع إليها الشعب اليمني, للانتقال إلى مرحلة البناء والتأسيس لمستقبل اليمن الجديد, وتجسد المشروع الوطني الذي أطلقه الرئيس الشهيد صالح الصماد في تحقيق نهضة شاملة للإنسان اليمني, والتي ارتكزت هذه الرؤية على أسس تواجه العديد من التحديات السياسية, والاقتصادية, والأمنية, والصحية, والتربوية, والخدمية, والسياسة الخارجية, والأمن والدفاع, والبنية التحتية, كذلك ارتكزت على سبعة مبادئ، وهي الشريعة الاسلامية، والهوية اليمنية، والدستور والنظام الجمهوري، وتحقيق العدالة والمساواة، والمحافظة على الأسرة، والتداول السلمي، والوحدة اليمنية”.

ذمار نيوز ألتقى عدداً من قيادات الأحزاب السياسية والمثقفين, الذين تحدثوا حول الأهمية التي تكتسبها الرؤية الوطنية لبناء الدولة, وجدوى طرحها الآن في ظل العدوان والحصار, وكانت الحصيلة الآتي:

استطلاع / أمين النهمي

البداية كانت مع الشيخ/  نشوان ناصر النصيري, ” الأمين العام للجبهة الوطنية الديمقراطية”, والذي تحدث عن أهمية هذه الرؤية قائلاً: وضعت الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة 12 محورا, للتعاطي مع 39 تحديا تواجه اليمن, وتحقيق 175 هدفا استراتيجيا على مدى ثلاث مراحل زمنية حتى 2030 م, والأهمية التي تكتسبها الرؤية الوطنية لبناء الدولة أنها شملت في محاورها، المصالحة الوطنية الشاملة, والحل السياسي, ومنظومة إدارة الحكم والبناء الاجتماعي, ومحور الاقتصاد والتنمية الإدارية, والعدالة وسيادة القانون, والابتكار والإبداع والمعرفة والبحث العلمي, والتعليم ,والصحة, والبيئة, والدفاع والأمن, والسياسة الخارجية, والأمن القومي, وفي كل محور وردت مؤشرات تنفيذ لكل هدف, حيث تلخصت أهداف الرؤية في الوصول إلى مستوى رضا المواطن عن الخدمات الحكومية, والوصول بمعدل انتشار التأمين الصحي بين السكان وتحسين مؤشر الأداء البيئي .

وأضاف النصيري: كما تهدف الرؤية خلال فترات تنفيذها إلى تحسين مؤشر التنمية المستدامة لليمن, وتحسين مؤشر الاستثمار, وتخفيض معدل البطالة، وأيضا بلوغ اليمن في مؤشر مدركات الفساد, وتحقيق معدل نمو اقتصادي حقيقي..إلخ, وقد اعتمدت الرؤية الوطنية لبناء الدولة الحديثة على مرجعيات شاملة, كمنطلقات لصياغة الرؤية, أهمها دستور الجمهورية اليمنية, ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني المتوافق عليها, والقوانين والتشريعات الأساسية, والخطط والاستراتيجيات القطاعية, والبرامج الحكومية السابقة، ومقترحات ورؤى المؤسسات الحكومية, ورؤى وتصورات الأحزاب والمكونات السياسية.

وتابع النصيري: أن توقيت إعلان الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة من قبل (المجلس السياسي الأعلى), كان متزامنا مع دخول الحرب والعدوان علی البلاد عامها الخامس, وهذا ما يثبت بأن قيادات الدولة وعلى  رأسها (المجلس السياسي الأعلی) تقف جنبا إلى جنب جميع أبناء الوطن، ويعملوا بكل جهد وإخلاص محاولين إيجاد الحلول, ووضع المعالجات التي من شأنها المساهمة في التخفيف عن المعاناة والظلم, والحرب والحصار, التي يعاني منها أبناء شعبنا اليمني.

وأردف النصيري القول: الجدوی من إعلان هذا الرؤية وفي هذا التوقيت, هو تعزيز صمود أبناء الوطن الشرفاء, الذين أبهروا العالم بثباتهم, وصمودهم, وصبرهم في مواجهة أقبح وأقذر عدوان علی وجه الأرض, في الوقت الذي تكثف فيه قوى العدوان ومرتزقتها, جهودهم الإعلامية بالتضليل والتهويل في معاناة المواطنين, واستغلال الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمرون بها، ومحاولاتهم إثارة السخط الشعبي, وتوظيفه ضد (المجلس السياسي الأعلى), إضافة إلى المعاناة الإنسانية الكبيرة التي خلفها العدوان وحصاره لموظفي جهازي الدولة العسكري والمدني, عن طريق قطع مرتبات اكثر من مليون ونصف المليون موظف في القطاع العام, بعد قرار نقل البنك المركزي من صنعاء الى عدن، وتنصل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي عن تنفيذ التزاماتهم بالاستمرار بدفع المرتبات لكافة موظفي الدولة.

 

فيما أكدت الكاتبة والناشطة الثقافية, بلقيس السلطان, بالقول: للرؤية الوطنية أهمية كبيرة, في التأسيس لبناء اليمن الحديث, انبثاقاً من النقاط الاثني عشر التي أطلقها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وكذلك امتداداً  للمشروع الذي اطلقه الشهيد الصماد( يد تحمي ويد تبني) ،وكذلك تكمن الأهمية في كون الرؤية الوطنية ونجاحها سببا في ترسيخ قواعد الدولة الحديثة, وشد عُراها للانطلاق نحو التنمية والبناء على جميع الأصعدة الاجتماعية والسياسية و التربوية, وغير ذلك والتي تمثلت في الأهداف والمبادئ التي حملتها .

وقالت السلطان: انطلقت هذه الرؤية من عدة أوجه منها مشروع الشهيد الصماد في أن تكون هناك أيادٍ تحمي حياض الوطن ومقدراته وتدافع عن سيادته، وأيادٍ تبني مؤسسات الوطن وفق رؤية حديثة تضمن للأمة اليمنية العيش في ظل مؤسسات راسخة وقوية ونجاحها سيكون رداً مزلزلا لقوى العدوان التي تظن أنها قد أنهكت المؤسسات بالحصار المطبق وكذلك باستهداف البنى التحتية؛ فكانت انطلاقة هذه الرؤية بمثابة صفعة قوية وجهت للعدوان، وكذلك رسالة واضحة بأن العدوان لن يوقفنا عن مواصلة درب البناء والتنمية مهما زادوا في طغيانهم وتجبرهم.

 

من جهته القيادي في اتحاد القوى الشعبية, إبراهيم محمد الحمزي, تحدث بالقول: تتمثل الأهمية للرؤية الوطنية لبناء الدولة في محورين.. الأول: الحاجة إلى بناء دولة المؤسسات بما تمثله من التزام بالنظم والقوانين والتشريعات النافذة وتعديل ما هو غير ملائم منها ليتلاءم مع الحاجة لبناء دولة المؤسسات.

الثاني: كان أساس الازمة في الصراع السياسي منذ الستينات والى الآن هو بناء الدولة اليمنية وفشلت هذه الخطط فإن هذه الرؤية هي اول خطة لبناء الدولة في التاريخ اليمني الحديث التي رفعت من خلال منهجية علمية ومن خلال منهجية دولية وخطط قابلة للتنفيذ وقابلة للأداء المتميز ان هذه الرؤية ستكون هي الرافعة الحقيقية لبناء الدولة بالشراكة مع جميع المكونات الوطنية

وأضاف الحمزي: أما جدوى وضع الرؤية الوطنية لبناء الدولة في ظل الحرب والعدوان فهو يأتي من أهمية المعادلة الثنائية التي وضعها الرئيس الشهيد صالح الصماد – رحمه الله – (يد تحمي ويد تبني).. فانا اعتقد أن إبراز الرؤية في ظل الحرب والعدوان يعد في حد ذاته جبهة الجبهات، وذلك لأن من أبرز أهداف العدوان تكريس الفوضى وعدم الاستقرار والعمل العشوائي بعيداً عن المؤسسات وبما يتعارض مع القوانين والانظمة والتشريعات النافذة لأن ذلك يخدم ويؤدي الى استمرار الوصاية على شعبنا وبلادنا.. وعلى العكس من ذلك فإن تحقيق والعمل بما جاء في الرؤية الوطنية لبناء الدولة والعمل بها والنجاح فيها سيقطع الطريق على التدخلات والاملاءات التي تأتي من الخارج.

 

بدوره قال أمين عام الكلية النوعية بجامعة إب, منير الشامي: تكمن أهمية الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة في جوهرها وغايتها, فجوهرها هو حلم كل مواطن يمني بوجود دولة يمنية حديثة, قوية وعزيزة, يسود فيها القانون والعدالة والمساواة, وتكفل له الحريات بجميع أنواعها، دولة يعيش الشعب في كنفها بعزة وكرامة, متنعما بخيرها ومستظلا بهيبتها وعدلها، دولة  كما وصف الرئيس الشهيد البطل المجاهد صالح الصماد سلام الله ورضوانه عليه غايتها بقوله: “دولة من أجل الشعب لا شعب من أجل الدولة”, وهذا هو حلم يتوق إليه كل مواطن يمني, ويتمنى أن يتحقق خاصة, والشعب اليمني لم يرى دولة حقيقية حتى اليوم, فهذه الدولة مطلب شعبي, وهذا ما يكسب الرؤية الوطنية أهمية كبيرة, وكل ابناء الشعب سيعلق آماله عليها خاصة. وقد اشتملت على ١٢ محورا للتعاطي مع ٣٩ تحديا ومن أجل تحقيق١٧٥ هدفا كلها تصب في مصلحة الشعب.

وأردف الشامي بالقول: أما بالنسبة لجدوى طرحها الآن في ظل العدوان, فتمثل ترجمة حقيقية لمشروع رئيسنا الشهيد البطل المجاهد صالح الصماد, الذي اطلقه في الذكرى الثالثة للعدوان الاجرامي بعنوان “يد تبني ويد تحمي”, وهذا المشروع كان رسالة تحدي قوية ارسلها الرئيس الشهيد سلام الله عليه ورضوانه لقوى العدوان, ليؤكد لهم أن اليمن لن يعود بفضل الله وبإرادة شعبه, في ظل حكمة قيادته الثورية المؤمنة ممثلة بسماحة السيد عبدالملك الحوثي سلام الله عليه إلى عهد الوصاية والتبعية, مهما بلغت تضحياته، وتأكيدا بأن الشعب اليمني سينتزع استقلاله, وسيادته, وعزته, وكرامته, شاءوا أم أبو, إضافة إلى ذلك فإن طرح الرؤية في ظل الحصار والعدوان وفقا لمبادئها السبعة المعلنة, فيه تأكيدا للشعب اليمني أن أنصار الله يسعون إلى بناء دولة حديثة في ظل نظام جمهوري, وفي ذلك  تكذيبا ودحضا لأبواق العدوان التي تروج العنصرية والسلالية وشائعتهم بدولة الولي الفقيه.

 

أما الكاتب والناشط المجتمعي عبدالله الدومري العامري, تحدث قائلا: الأهمية التي اكتسبتها الرؤية الوطنية لبناء الدولة  اليمنية الحديثة, هي احتوائها على 12 محورا تمثل آمال وتطلعات الشعب اليمني من خلال عمل مؤسسي, يحفظ لليمن وحدته, وسيادته, واستقلاله, بعيدا عن الهيمنة والوصاية الخارجية، دولة تكفل للمواطن كرامته وحقوقه, باعتبار لا أحد فوق القانون، كذلك إن هذه الرؤية شارك في مناقشتها وإعدادها, المجتمع المدني, والأحزاب والمكونات السياسية, والمرأة, وهذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها المجتمع والأحزاب, في رسم سياسات البلد السياسية, والاقتصادية, والاجتماعية, والثقافية, والعسكرية والأمنية, كما إن الرؤية ركزت على إن لا نجاح للوضع السياسي الداخلي إلا إذا تحققت المصالحة الوطنية.

وأختتم العامري بالقول: إن إطلاقها في هذا الوقت هي رسالة موجهه لقوى العدوان السعودي الأمريكي من جميع القوى السياسية المناهضة للعدوان بأن اليمنيين اتحدوا وتوحدوا في بناء دولتهم الحديثة, متجاوزين الخلافات السياسية, في الوقت الذي يعمل فيه العدو جاهدا للتفرقة بين اليمنيين، فالرؤية الوطنية هي برنامج عمل ستسير على ضوئها كافه الأجهزة والمؤسسات الرسمية, تطبيقا لشعار الشهيد الرئيس صالح الصماد “يد تحمي ويد تبني”, ومن خلال تطبيق ما جاء في هذه الرؤية سيكون له الأثر الإيجابي على المستوى السياسي, والاقتصادي, والإداري, الأمر الذي يزيد اليمنيين قوة وصمودا.