شَهْرُ الْقُرْآنُ
بقـلم | إقبال جـمال صـوفان
هاقد هلَّ علينا شهر القرآن الكريم وهاهي الأرواح تسمو وهاهي القلوب تنبض وهاهو هدوء الليل يطرق أبواب قلوبنا بنفحاتهِ الإيمانية وومضاتهِ القرآنية تسبيحٌ تحميدٌ تهليلٌ وإستغفار توحيدٌ تقديسٌ تطهيرٌ وإطمئنان شهر ليس كباقي الأشهر بل تميّز بأجواءهِ الروحانية وليالهِ النورانية نشعرُ بالراحةِ فيه نرتقي بالطاعات نتزود بالآيات نتقدم بالإحسان ننفق بالأموال نتعاون بالإجماع كُل هذا وأكثر نقوم به جميعاً ونستشعرهُ ونمضي قُدماً إلى الإرتقاء بأنفسنا في سلم الكمال الإيماني كيف لا ونحنُ من نحتفل بجُمعة رجب.
كيف لا ونحن من إستقبل الإمام علي عليه السلام في مدينة سام كيف لا ونحنُ من أمنّا برسالة كيف لا ونحنُ ذوي القلوب الرقيقة المفعمة بالودِ والإخاء نتحمّل ماهو أكبر من الجوع والعطش إننا نصبر على عُدوان ظالم ماضٍ في إجرامهِ الذي إمتد أربعة أعوام وهانحن اليوم في عامهِ الخامس ! دون أن يُحرك العالم الصامت أي ساكن! فاللهم إنِّا نشكو إليك بني سعود ومن والاهم فقد عاثوا في الأرض ِفساداً ودمروا وقتلوا وسحلوا وقطعوا أرنا فيهم قوتك ياكريم ياعظيم.
إن إستقبال شهر رمضان المُبارك في اليمن يختلف تماماً عن بقيةِ الدول الأخرى أتعرفون لماذا؟! لأن هُناك رجالٌ تركوا أموالهم، أولادهم وجميع مُمتلكاتهم الدنيوية وذهبوا نحو جبهات العزة والكرامة والشرف ليستقبلوا شهر رمضان المُبارك في أوساط المتارسِ وفي قمم الجبال وبطون الوديان ليُنكلوا بأعداء الله والوطن ذهبوا ليفعلوا كما قال لهم الرئيس الشهيد، صالح الصماد :”أن يستقبلوا العدو على خناجر بنادقهم” لم يذهبوا هدراً أو ضياعاً للوقت بل أقسمو أن بنادقهم لن تبقَ صائمة بل ستصوم وتُفطر بحصدِ رؤوس المُنافقين في أي مكان وأي زمان.
فسلام الله على هؤلا الرجال الذين لا نهنئ صلاتُنا إلا بالدعاء لهم ولا نستلذ قراءتنا للقرآن إلا بإرسالنا آياتٍ إليهم لتحميهم لتحرسهم لتكون لهم درعاً يعمي بصيرةَ الأعادي فلكم منّا ياقطع من الأرواح وفلذات من الأكباد أطيب التحايا والتقدير دمتم سالمين يافِتيةً لا نرى جمال الدُنيا إلا بهم.