رمضان في الزيارة الخامسة: حفاوة وإستقبال رغم العدوان والحصار.
ذمار نيوز| تقارير- خاص : فؤاد الجنيد 30 شعبان 1440هـ الموافق 5 مايو 2019م
في اليمن عموما وذمار بوجه خاص، يحل رمضان هذا العام ضيفاً كريماً وعزيزاً، ومعه نسائم الخير وسنابل البركات، يستقبله اليمنيون في كل المحافظات اليمنية بعد أيام من تدشين العام الخامس من الصمود، والوطن يرزح تحت عدوان لا ينتمي لهذا الكوكب الكروي، وحصار مطبق من الجهات الأربع، بما في ذلك الجو والبحر. شهر جديد بزمانه، لكنه غير جديد باحداثه، وإن كان هناك من جديد، فهو الثبات المضاعف، والصمود الأشد، والإنتصارات المتتابعة التي تثلج صدور قوم مؤمنين.
خلايا المرجفين
يواجه اليمنيون مزيداً من التحديات والصعاب التي اتت بها تبعات الحرب العدوانية، وإلى جانب ذلك؛ تستهدفهم حملات أخرى مضادة، هدفها الكيل بمكيالين، والسعى لهدمه وتدميره، ومفاقمه معاناته، واثخان جراحه، وتشارك في ذلك خلايا مرتزقة العدوان في الداخل، فبدأت مشوارها بخلق اضطراب مالي في السوق المالية، وارتفاع سعر صرف العملة الصعبة بشكل مفاجئ، ارتفعت معه الاسعار بشكل جنوني، اقلق الناس وزاد من توترهم، واستغل الطابور الخامس هذه الأوضاع لكيل الاتهامات في اشخاص بعينهم، وتصوير الوضع بالكارثي والمتأزم، مع محاولة اغفال الاسباب الحقيقية في مثل هذه الأزمات ومن يقف وراءها، والأهداف التي يترجاها العدوان منها، ظناً منه أن الشعب اليمني شعب عاطفي تجتاحه الشائعات سريعاً، وتحتويه ويصدقها من دون تريث، لكنه اصطدم بصخرة الوعي الصلبة لشعب كريم وعظيم يأبى الخضوع أو الركوع لقوى العدوان وأدواته، التي تواصل حصارها وحربها للعام الخامس على التوالي، وتمارس في عدوانها أبشع واقذر الأساليب والجرائم والإنتهاكات.
روحانية الشهر
اليمنيون في كافة محافظات الوطن بشكل عام، يستقبلون شهر رمضان المبارك استقبالاً خاصاً، لكونه محطة دينية روحية يتزود منه المؤمنون بالزاد الروحي، والطاقة الإيمانية، فينهلون من معين القرآن الكريم، ويكثرون التلاوة والذكر، ويعمرون بيوت الله بالصلاة والقيام والدعاء. وينعكس هذا الجو الايماني الروحي على معاملات الناس وعلاقاتهم، فتنتشر قيم التراحم والتسامح، ويلتقي أهل الحي صغيرهم وكبيرهم في بيوت الله يؤدون الصلوات، فيرى بعضهم بعضاً في ملتقى تغشاه ملائكة الله.. وفوق كل ذلك، يواسي الغني الفقير بالزكاة والصدقات، ويسعى أهل الخير في فك كرب الآخرين واعانتهم على نوائب الدهر، فيتحقق التكافل والتراحم في أسمى معانيه.
عادات وتقاليد
لشهر رمضان عادات وتقاليد حياتية خاصة تميزه عن غيره.. كما أن هذه العادات الحياتية تختلف من محافظة إلى أخرى في اليمن، وربما قد تختلف الصورة داخل المحافظة الواحدة. والملاحظ أن هناك بعض العادات والتقاليد توشك على الاندثار لوجود بدائل وفرتها التكنولوجيا، كالمسحراتي مثلاً الذي بدأ دوره يتراجع.. بينما استطاعت الكثير من هذه العادات الصمود والبقاء ومقاومة كل المظاهر الدخيلة.
ظروف إقتصادية
بسبب هذا العدوان الغاشم، لا يمكن إغفال أن شهر رمضان أتى على اليمنيين ومعه مشاعر الألم والوجع، وتأوهات ضحايا الحرب والنزوح والجوع والدمار، إضافة إلى انعدام الخدمات بفعل الحصار الجائر، وتدمير مقومات البنى التحتية التي استهدفتها طائرات العدوان طيلة فترة الحرب الشعواء، كل ذلك جعل صيام هذا الشهر ممزوجاً بالمعاناة والمأساة، بالتوازي مع التصعيد في جبهات الحرب وانغلاق إي نوافذ للحل السياسي.
هروب من الواقع
بعد رحلة من الصوم المغلف بظروف الحياة وطبيعتها القاسية؛ يتجمع اليمنيون للبحث عن ضحكة يسترقونها من بين أصوات الطائرات، وأزيز الرصاص، فيلتقطونها في كلّ مساء من رمضان، أمام شاشات التلفاز للهروب من ويلات الخراب والدمار، ومشاهد القتل والدم. لقد دأبت القنوات اليمنية، قبل الحرب، على إنتاج برامج ومسلسلات اجتماعية في معظمها، تناقش قضايا إجتماعية قريبة من المجتمع، مثل الثأر، الزواج، غلاء المهور، وارتفاع الأسعار وغيرها. لكنها لم تذهب هذا العام بعيدًا عن الحرب وعن الواقع اليومي، اللذان فرضا نفسهما على صناع البرامج والمسلسلات في “رمضان”، واستطاعا أن يهيمنا على المحتوى في الأعمال التلفزيونية، سواء منها الدرامي، أو ما يتخذ أشكالاً أخرى كالبرامج السياسية الساخرة.