الخبر وما وراء الخبر

الصبغة السلفية التكفيرية لنظام صالح البائد ولكن بوجوه متعددة.

50

بقلم | صادق المحدون

هناك سنن إلهية ثابتة تحدد المتغيرات على وجه المعمورة والنتائج هي محددة سلفا ضمن خيارات متعددة وعلى الإنسان الاختيار وكذلك المجتمعات وفي ظل سعي الشعوب العربية للتغيير إلى الأفضل فإنها حتما تفشل لأنها تلجأ إلى عدوها الذي يعطيها السلاح الذي تقتل بها طموحها واملها المنشود الذي يستند إلى خلفية تغيير من وجهة نظر سياسية بحتة باسلوب جميع مجتمعي ولكن الفردية هي التي تسيطر عليه عندما يتم التركيز على الشخص الحاكم والدكتاتور دون النظر إلى باقي المؤثرات الثقافية والدينية والاجتماعية كمنظمومة متكاملة تبدأ جذورها من البيت الابيض إلى قصر النظام الحاكم.

إذن هناك معايير حقيقية ولكن كيف يكتسبها الإنسان المسلم؟
معايير السياسة يكتسبها الإنسان المسلم الواعي إذا فهم السنة الالهية لله عز وجل من القرآن الكريم الذي يكشف لك الحقائق والواقع حيث يركز القرآن على مباديء أساسية تمتثل بها في عملية الصراع مع قوى الباطل في اي عصر وفي هذا العصر الذي برز فيه اليهود بسحرهم الاعلامي والثقافي وادواته الوهابية والعلمانية وووو.

يجب أن ناخذ معاييرنا من هذه المباديء للقرآن والتي تكسبك القوة وصلابة الموقف وعلى قاعدة عقلانية من منطلق الوحي الالهي ومواقف وسير الأنبياء عبر التاريخ حيث واليهود يتخذون سياساتهم نحنا من منطلق التلمود وموروثهم المحرف الذي يؤكد لهم انهم الشعب المختار ويجب قتل كل المخالفين له وعلى ذلك كيف يمكن أن تواجههم بافكار عقيمة وقاصرة في مواجهتهم وهم ذو ذكاء ودها وخبرة آلاف السنين في صراعهم مع الأنبياء وانت تريد مواجهة العالم والتعامل معه على أساس سياسة ميشال عفلق ومهدي عاكف وستالين وغيره.

افهم هذا العصر وافهم من هم أهله وما هي الاولويات التي يجب أخذها بعين الاعتبار دون الاعتماد على افكار رجعية هم من صنعوها وهم ادرى متى يقومون بتفكيكها وما هي النتائج التي ستتحقق من ذلك ومن هنا يجب أن نفهم أن الثوابت الأساسية للصراع مع العدو اواي عدو للإنسانية في هذا العصر يجب أن يكون أهم اعتباراتها هو اللوبي الصهيوني الذي يتحكم في العالم ويرسم سياسات الأنظمة ويحدد الموجهات والمسارات ويقوم بترميز الثقافات والأفكار التي تتوافق مع أهدافه ومخططاته وكتاب الله عز وجل هو أعظم من يكشف هذه الثقافات والأفكار الشيطانية ومن يرسم كيف نواجه قوى الاستكبار العالمي واليهود وكيف نعرف سياساتهم ومكرهم الذي حتما يتضمن نقاط ضعف أساسية لا يعرفها إلا اولي الأبصار والالباب والحكمة الذين يعرفون من هو العدو الحقيقي لهذه الأمة وليس أولئك الذين غرقوا في مستنقع العهر والعمالة من حكام هذه الشعوب المغلوبة أمثال صالح ومبارك وصدام وغيرهم حيث كانت تتوالى فتوحاتهم ومنجزاتهم الوهمية والكاذبة لتزييف الوعي وخداع الشعوب وتعبيدها للامريكيين واليهود وفي ظل غياب الوعي الحقيقي لهذه الشعوب التي اقتصر وعيها على حس استهلاكي منحط ويائس تسيره ثقافات مغلوطة ومنحطة وهابية أو علمانية وغيرها هي من صنع أعداء هذه الأمة.

ولهذا عند البحث والتأمل في نظام عفاش نجد أنه كان صناعة أمريكية ممنهجة منذ البداية و وجه من وجوه الصهيونية الوهابية المتامركة والتي ظهرت في عام 1979م ليتم في الخفاء ولادة مشروع جديد يقوم على تحالف العلمانية في مفهومها الشعبي مع الأصولية السلفية المتشددة وبرعاية أمريكية في صورة نظام يختزل في طياته هوية اليمن واليمنيين وطموحاتهم في بناء وطنهم قويا مستقلا و يظهر الوطنية للجميع ويقود السفينة في بحر متلاطم بالامواج بدون التوجه إلى بر الامان حتى ابتعدت هذه السفينة بعيدا حسب البوصلة الامريكية وغرق الكثير من أحلام وآمال اليمنيين وتمت الصفقة المربحة التي طالما انتظرها قرن الشيطان كثيرا ولم يستطع تحقيقها ايام حكم الدولة المتوكلية ولاحتى ايام السلال ومن بعده وعندما ظهر الحمدي بمشروع الوطني تم واد هذا المشروع في مهده لأنه لأ يتماشى مع المشروع الامريكي ولا بد من شخص يعتلي السلطة يخدم أجندة أمريكا في هذا البلد المهم وكان صالح هو الرجل الذي تتوفر فيه المعايير المطلوبة حسب قاموس التوظيف الأمريكي للعملاء وهو الذي تم إعداده وبرمجته في مدينة تعز علي يد منظمة أمريكية ليتم اختزال ثورة 26 سبتمبر ووادها وتضحيات الكثير الذين استنجدوا حتى بالاجنبي المصري ليتحقق لهم ما يريدون.

ويتم استبدالها بشخص ثلاثيني نحيف عرف بتاريخ سلبي من أهم ما فيه اغتياله لمشروع الدولة اليمنية الحديثة وبطلها الشهيد ابراهيم الحمدي في حين أن هذا الشخص لأ رصيد له نضالي ولا اي معيار يؤهله لاعتلاء هذا المنصب ولكن الإرادة الأمريكية والظروف التي يعيشها العالم والقلق المتنامي من المد الثوري الإسلامي الوشيك على الانفجار في إيران على يد الإمام الخميني وسباق التسلح والحرب الباردة بين القطبين يقتضي تغييرات جديدة يكون ملوك النفط أهم ادواتها واليمن هو أحد الاطراف لهذه اللعبة وليكن صالح أحد اذرعتها في المنطقة لحشد الكثير من اليمنيين ليكونوا وقود حرب لصالح أمريكا في صراعها ضد الاتحاد السوفياتي انا على المستوى الداخلي فقد عمل على تثبيت دعائم الوهابية والاخوان وتمكينهم من مواقع حساسة على المستوى الشعبي والرسمي والقضاء على أي توجه سياسي أو قبلي للمطالبة بحقوق اليمنيين المنهوبة من المناطق الشمالية لليمن من نظام ال سعود حيث وقع اتفاقية رسمية برعاية أممية منهيا اي توجه مستقبلي للمطالبةوذلك مقابل بقائه في السلطة خادما لأمريكا وأدواتها في المنطقة.

صالح كان له شعبية جماهيرية في فترة حكمه حيث كان المؤتمر يمثل الغالبية من أبناء الشعب بيد أنها شعبية لم تكن على أساس صحيح وإنما كانت عفوية الشعب وسطحية البعض والمصالح هي أسباب ضعيفة لم تدم طويلا خاصة بعد حروبه العبثية على محافظة صعدة واستمرار أسباب تلك الحروب حتى العدوان السعودي الأمريكي الذي كان من أهم أسبابه هي السياسات الخاطئة لنظام صالح ؛لم تشفع كل الأعمال والخدمات التي قدمها نظام صالح للأمريكيين في ان يظل هو العميل الأوحد لهم وبعد الربيع العبري انتهت خدمة صالح وأصبح البديل جاهز وهم الإخوان وحزب الإصلاح ذو النزعة الدينية التي هي من أهم عوامل الجذب والسيطرة على عقول أبناء الشعب في حين أن المؤتمر الشعبي رغم ما يمتلك من شعبية وقدرات إلا أنه يفتقد للايديولوجيا العقائدية التي تضمن له قاعدة جماهيرية متماسكة وقادرة على القتال و التضحية ولكن دون جدوى انتهت خدمته وجب التخلص منه عندما تم قصفه في اح المساجد كاد أن يلقى حتفه وتمت معالجته في المملكة في حين أن التصعيد الثوري كان ما زال متقدا وهناك تيار شباب الصمود الذي حفظ للثورة الأولى قوتها وعدم انحرافها وانجرافها في الحضن الخليجي مما أفرز ما يسمى بالحوار ثم المبادرة الخليجية وتم منحه صك الغفران عن كل ما ارتكبه في الماضي تحت ضمانات دولية في الوقت الذي وقع على مشروع ااقلمة اليمن تنفيذا لرغبة أمريكا ودول الخليج.