الخبر وما وراء الخبر

ما بعد (الغداء الأخير)

52

بقلم د.| أحمد صالح النهمي

يدخل فيلم (الغداء الأخير) الذي بثته قناة الجزيرة أمس ضمن سياسة الإعلام الموجه الذي يستهدف صناعة رأي عام حول بعض القضايا، والشخصيات خدمة لأهداف وأجندة سياسية ظاهرة أو خفية، فمن تريد قناة الجزيرة أن تستهدف؟

– هل تهدف إلى تأكيد إجرام (صالح) و(الغشمي) بقتل الحمدي ، وتبرئة ساحة الشيخ (عبدالله الأحمر) من الجريمة كما يتداول كثيرون؟

هذا السؤال يجيب عنه سؤال آخر هو: ما الفائدة التي ستعود عليها من ذلك، وقد أفضى جميع اليمنيين المتهمين بقتل الحمدي إلى محكمة العدل الإلهية، ولم يتبق منهم على قيد الحياة إلا (الحاوري) وهو عسكري متقاعد في همدان لا حول له ولا قوة .

وحتى لو كان تجريم أو تبرئة من سبق من أهداف الفيلم فإنها أهداف ثانوية، لا قيمة لها بالقياس إلى الهدف الرئيسي الذي تشتغل عليه.

– فيلم الغداء الأخير واحد من الحبال التي تلفها قوى استخباراتية عالمية حول عنق السعودية، وقد لا يتعدى دور الجزيرة عن أداة منفذة بيد هذه القوى التي تتباهى علنا بإذلال (البقرة الحلوب) وتتفاخر بحجم المليارات التي فرضتها على خدام البيت الحرام وحماة حمى المشاعر المقدسة وسلموها عن يد وهم صاغرون، لقاء حمايتهم، واستمرار عروشهم .

لم يعرض من فيلم الغداء الأخير سوى الحلقة الأولى، بهدف تهيئة الجمهور، لحلقات جديدة؛ ففي الدقائق الأخيرة من عرض الفيلم أشار التقرير إلى وجود (فيديو مصور للجريمة) شاهده بعض الضباط اليمنيين، زعمت الجزيرة أنها لم تحصل عليه بعد، وانها في طريق البحث عنه، ومن يدري فقد تكون حصلت عليه، وقد تكون السعودية متورطة ليس في التخطيط والتمويل فحسب، بل والتنفيذ أيضا، وبذلك تتعالى الأصوات المطالبة بفتح ملف القضية على أوسع مدى لجرجرة النظام السعودي – ضمن قضايا أخرى – إلى حيث ألقت رحلها (دول الغباء العربي) لتشهد عصا الملك (سلمان) الرعشة الأخيرة على إيقاع شهقات (إيفانكا) في مرقص الوداع المهيب.