غوص في ثنايا اللقاء التلفزيوني للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في استهلال العام الخامس للصمود
ذمار نيوز | الثورة: إبراهيم الوادعي 24 شعبان 1440هـ الموافق 29 إبريل، 2019م
مفصلي أقل ما يمكن القول عنه ،أتى أول حوار تلفزيوني للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بعد أربعة أعوام من العدوان ، الحوار بحسب سياسيين أتى في مستهل مرحلة تؤشر لانقلاب المعادلة كلية على الميدان العسكري ، واستعادة قوات الجيش واللجان زمام تنفيذ عمليات هجومية وتحرير مناطق واسعة سقطت بيد المحتل ، والاتجاه جنوبا على غرار ما نشهده حاليا في محافظة الضالع حيث حرر الجيش واللجان في عمليتين عسكريتين كبيرتين ما يقرب من 300 كيلو متر مربع وأحدث إرباكا كبيرا في ساحة العدو.
في الجو العام ظهر السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي القائد لمعركة الصمود اليمني في مواجهة العدوان ، والشخصية الأهم على مستوى المنطقة ، ومحل اهتمام العالم بعد اربع سنوات من الصمود من مقارعة العدوان على بلاده ، ظهر هادئا ، مطمئنا ، مليئا بالثقة في شعبه ، وبما في جعبته من وسائل وأدوات المواجهة ، امتلك ناصية صناعتها ، امام عقم خيارات العدو في العام الخامس وانعدام أفقه ، في مقابل أفق مفتوح وهدف راسخ للشعب اليمني هو الانتصار ودحر العدوان .
القدرات العسكرية
اللقاء الطويل امتد لحوالي الساعتين تضمن رسائل تحذيرية مقتضبة للسعودية والامارات اللتين وضعهما السيد عبد الملك في سلة واحدة كأدوات لتنفيذ السياسة الامريكية في الوقت الحالي في عديد من البلدان ومنها اليمن ، وتعكس الجدية وتوفر الإرادة للاستخدام .
وقال “في حال التصعيد ضدنا ستكون صواريخنا قادرة على الوصول الى الرياض وما بعد الرياض ، ودبي وابوظبي وبلوغ مواقع حيوية يعرفونها .”
لافتا إلى أن الشعب اليمني امتلك القدرة على التصنيع العسكري لأسلحة نوعية وتقليدية تغنيه عن الخارج للاستمرار في المواجهة ، والإنتاج العسكري متجهاً صعودا .
الحصار الاقتصادي
الورقة الاقتصادية في ظل تشديد دول العدوان للحصار لن تكون بمعزل عن الجهد العسكري ، يقول السيد عبد الملك في اللقاء التلفزيوني مع قناة المسيرة ، والتي أتت على وقع ازمة مشتقات نفطية يفتعلها العدوان .
وفي هذا السياق قال السيد عبد الملك في رسالة واضحة : هناك انتاج لأسلحة مهمة وفعالة في السلاح البحري إضافة لوسائل مؤثرة باتت جاهزة للاستخدام عند الحاجة ” و ” ان استمرار الامارات في العدوان على اليمن سيعرض اقتصادها واستثماراتها للخطر ،والسعودية مطالبة كذلك بوقف العدوان اذا كانت تريد الاطمئنان” .
وفي هذا السياق أيضا يمكن القول أن الحملة العسكرية الواسعة التي قادتها الامارات بشكل رئيسي لاحتلال الساحل الغربي ونجحت في السيطرة على أجزاء كبيرة منها نجحت القيادة العسكرية اليمنية في تجاوز تأثيرها ، وأن المعركة البحرية لن تكون بعيدة وأسلحتها باتت جاهزة ، واستمرار تحالف العدوان في العربدة وحصار ميناء الحديدة ومنع دخول المواد الأساسية والمشتقات النفطية او الوضع الذي يقوم الحال عليه منذ بدء العدوان في 26 مارس 2015م ، لن يبقى دون ثمن يدفع .
اتفاق السويد
في هذا البند كشف السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي عن وجود فرصة لتطبيق اتفاق السويد بشأن الحديدة ، وهو أعاد التأكيد على البعد الإنساني لاتفاق السويد ، وعدم كونه اتفاقا سياسيا في شقيه وقف اطلاق النار او تبادل الأسرى ، الأمر الذي يوجب ترتيبا سياسيا على النحو الذي يطالب به قوى العدوان لعرقلة الاتفاق ، وبالتالي هو نسف أي حديث عن ترتيبات سياسية تحذلق بها مرتزقة العدوان الذين يدفع بهم الى واجهة طاولة التفاوض كتبعية السلطة المحلية في الحديدة لصنعاء من عدمه ، وتشكيل قوات عسكرية جديدة وما إلى ذلك من اشتراطات تعمدت قوى العدوان وضعها لعرقلة اتفاقات السويد .
اسقاط رداء ” الشرعية”
في رده على سؤال حول مشهدية وارسو ذهب السيد عبد الملك الى توصيف جميل للمشهد اليمني في المنطقة ومنها اليمن ناسفا في الطريق وفي ثنايا اجابته “الشرعية” المزعومة التي يدعيها العدوان، وتسكن فنادق الرياض وبالتالي فكل ما ينجم عن تلك ” الشرعية ” بين قوسين لا قيمة قانونية لها على الاطلاق وتلزم اليمن بأي شيء .
فأرجع السيد عبد الملك الشرعية الى الشعب وهو الذي لا تستطيع أمريكا وقوى الاستكبار انكاره ، ومن يقيمون عندها ويتقاضون منها مرتباتهم فهم ليسوا اكثر من موظفين ينفذون ما يطلب اليهم وبالتالي هم مسؤولون شخصيا عن تصرفاتهم والعناوين التي يحملونها لا تعني اليمنيين بشيء والشرعية اليمنية الحقيقية القائمة في صنعاء والمستمدة من الشعب اليمني ملتزمة بموقف الشعب اليمني الثابت في العداء لإسرائيل وإسلامية فلسطين . .
خارجيا..
تقول مصادر سياسية في الداخل انها تلقت إشارات على ان عواصم عالمية عدة عاكفة على تحليل خطاب السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وتحليل أجوائه ، لبناء مواقف تعزز من فرص السلام في اليمن ، وتقرب من وجهات النظر ، وهي بحسب تلك المصادر فإن العديد من العواصم الدولية باتت على قناعة تامة بأن على السعودية التي تقود التحالف على اليمن البحث عن مخرج من الحرب ، وانهاء الازمة الإنسانية في اليمن جراء الحرب ، واتفاق السويد قد يكون فرصة في هذا الاتجاه ويحفظ ماء وجه الرياض اكثر من الطرف اليمني .
داخليا .. عام مفصلي
تعزز الاطمئنان الداخلي للشعب اليمني الذي تسمر أمام شاشات التلفاز وأنصت لموجات الراديو لمدة تقرب من الساعتين ، وهو يستمع إلى رأس هرم القيادة الشعبية ، يتفرس في ثنايا ثباتها وهدوئها ، ويقف على ما تحمله من رؤى وخطط استراتيجية لبناء الدولة وتعزيز قوتها رغم استمرار العدوان ، ويربط ذلك بمجريات الميدان الذي يشهد تنامي القوة العسكرية اليمنية والمفاجآت السارة على كل صعيد ، منهيا بذلك مرحلة من المواجهة اتسمت بالنسق الدفاعي في كل الجبهات ، وكسب الوقت لبناء القدرات العسكرية ، لاستعادة زمام المبادرة العسكرية ، وهو ما يشهد به الميدان حاليا في العام الخامس من العدوان.
وهو اطمئن من خلال مجمل اللقاء إلى أن ثمرة صموده على مدى اربع سنوات، هو محل تقدير هذه القيادة التي لا تساوم على صموده، وفي ذات الوقت مضت في المواجهة التاريخية مع تحالف العدوان، فباتت بعد 5 سنوات من العدوان تمتلك استراتيجيات اكثر للردع ستمنع العدو غدا عن الاستمرار في تعميق معاناة الشعب اليمني.
وعلى صعيد القوى السياسية ثمة شعور يتعزز بأن هذا العام سيكون عاما مفصليا في المواجهة مع قوى العدوان على اليمن اذا لم تثب الى رشدها ، وأن الأصعب في المواجهة العسكرية والاقتصادية قد تجاوزه اليمنيون ، دون ان يضطروا الى اخراج جميع ما في جعبتهم من مفاجآت عسكرية ستجعل الأبواب مشرعة على تغيير درامتيكي وسريع لا يعلم مداه او ما ستؤول اليه أوضاع المنطقة والعالم الذي لن يكون بمعزل عن التأثيرات التي ستعصف بجغرافيا يستمد منها العالم ثلثي حاجته من الطاقة ، وتعبر من بحارها اكثر من نصف حركة التجارة العالمية .