نصيحة لمَن خان وطنه من أبناء تعز طريق العودة والتوبة مفتوح
بقلم / عبدالله الجنيد
عندما يتعرض الوطن لعدوان وغزو أجنبي يستبيح بحر وأرض وسماء بلادك ويقتل ويشرد الآلاف من أبنائه ويدمر ويحاصر بلدك بأكمله ويمنع عنه أبسط مقومات الحياة لإركاعه واستعباده وإذلاله وتجويعه.
عندما تشاهد كل هذا العدوان الوحشي الذي لم يستثنِ شيئا ومرَّ عليه أكثر من أربع سنين ولم تغضب ولم تتحرك ولم تشعر بالمسؤولية الدينية والوطنية ووقفت موقف العميل المرتزق أو المحايد المنافق او المحرض والساخر فأنت مشكوك في انتمائك لهذا الوطن ولا تستحقه فالوطن لا يقبل غير أبنائه المخلصين الأوفياء له الذين بذلوا الغالي والرخيص للدفاع عنه والحفاظ على وحدته وقوته وتماسكه وصون كرامته ليبقى عزيزا حرا شامخا كشموخ جباله فمنهم من ادرك الخطر قبل وقوعه وخرج ثائرا ضده وضحى بنفسه وأهله وماله في سبيل عزة وكرامة أبنائه وأمن الوطن واستقراره ومنهم من أدرك الخطر وقت وقوعه فعاد إلى رشده والتحق بإخوانه المجاهدين في الجبهات.
وما أقبح من يدعي انتمائه إلى هذا الوطن وقد وقف ضده وتخلف عن اخوانه وأصر على أن يبقى بجهله وعمائه وجعل من العدوان إخوانا والخباث اعواناً وسعى في تزييف الحقائق وتشويه الوقائع وانطلق بقبحه وحقده شاهرا سيفه في وجه اخوانه وأبناء وطنه فراح يفجر ويكفر ويحشد الحشود من اصحاب العقول المتعفنة والضمائر الميتة والنفوس المريضة والأقلام المأجورة ليشارك العدوان في قتل إخوانه..
ومن هنا.. كانت لمدينة تعز النصيب الأكبر بسبب من احتشدوا إليها من كل صب وفوج ممن رفضوا دخول التعزيزات العسكرية للجيش واللجان الشعبية التي تعتبر صمام أمان البلد التي نزلت إلى محافظة تعز بعد ان كثرت الاغتيالات والأعمال الإرهابية فيها.. فواجهوا الجيش واللجان الشعبية بثقافة المناطقية والطائفية والعنصرية وبعناوين كاذبة ومبررات واهية فقالوا: عن الجيش واللجان انهم محتلين.. نزلوا لقتل ابناء تعز واحتلالها واستخدموا العناوين الطائفية فقالوا إنهم روافض نزلوا ليقتلوا أبناء السنة وسموا أنفسهم بمقاومة والمعروف انا المقاومة لا تقوم في أي بلد إلا ضد المحتل الاجنبي الذي يستبيح أرضك ويقتل شعبك وينتهك عرضك ولكن المقاومة في تعز تقاتل أبناء جلدتها وتقف مع المحتل في صف واحد وخندق واحد فقامت بمساندة طيران العدوان بالتصدي المسلح للتعزيزات العسكرية التي نزلت لتامين مديريات محافظ تعز ولم تكتفي بذلك فقامت بالهجوم على المعسكرات ومباني الامن والمؤسسات الحكومية.
ومن هنا أيضا أقول لأبناء تعز لا يخدعونكم من باعوا انفسهم ووطنيتهم وضمائرهم وإنسانيتهم بالمال السعودي الإماراتي الرخيص إذا كان الجيش واللجان الشعبية وأبناء المناطق الشمالية يحملون حقدا على أبناء تعز فأبناء تعز موجودين في المناطق التي تقع تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية في تعز وفي محافظة إب وذمار وصنعاء وصعدة معززين مكرمين يمارسون حياتهم الطبيعية يتمتعون بالأمن والأمان والطمأنينة ويأتيهم رزقهم واسعاً من كل مكان وهم يد واحدة مع الجيش واللجان الشعبية عليكم أن تسألوا أنفسكم لماذا المناطق التي تقع تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية اليمنية لا يوجد فيها اشتباكات ولا اغتيالات ولا مداهمات واختطافات واغتصابات ونهب ممتلكات المواطنين والنازحين فعودوا الى وطنيتكم واعرفوا أن هذا الفكر الداعشي التكفيري بكل مسمياته وأحزابه سيقتل كل من يخالفه والصورة اليوم واضحة جلية بالإعدامات الجماعية والذبح الذي يتعرض له أبناء تعز.. وسيكون الناصريين والاشتراكيين والشوافع وأصحاب العقول الحرة هدف رئيسي للذبح على ايديهم وهذا ما هو حاصل في بعض المديريات إذا كان هذا الفكر التكفيري لم يسلم منه من ماتوا منذ مائة السنين بسبب الاختلاف الفكري ومنهم الشيخ الصوفي عبدالهادي السودي الذي قاموا بتفجير قبته ونبش ضريحه وكذلك قبة الطفيل وضريحة في منطقة حسنات وغيرهم من اوليا الله الذين يمثلون تاريخ محافظة تعز وتراثها وانتمائها وهويتها.
إن هذه اليد الخبيثة هي نفس اليد التي تقتل وتذبح وتفجر وتعبث بأمن واستقرار البلدان العربية ومنها العراق وسوريا وليبيا ولبنان وباقي البلدان الاسلامية.. وهي اليد الملعونة والشجرة الخبيثة التي غرستها قوى الشر باسم الاسلام في أطهر مكان على وجه الأرض وامتدت جذورها إلى كل مكان بالعالم لتنفيذ مشروعهم الشيطاني الصهيوني الماسوني الخبيث والذي يسعى إلى تشويه صورة الاسلام وطمس معالمه وتاريخه وتراثه وجوهره ابتدأً بالجريمة العظمى التي تمس اعظم مقدساتنا الدينية الجريمة التي لم يشهد التاريخ لها مثيل في هدم بيت النبي وتحويله إلى مرافق صحية وهدم أضرحة الصحابة وآل البيت الذي نستمد منها هويتنا وانتمائنا الدينية المبني على الحب والسلام والإنسانية والعدالة وثقافة التعايش والقبول بالأخر وإظهار هذا الدين للعام على أنه دين التكفير والتفجير والذبح والسحل.
ناهيك عن ارتكابهم الجرائم بحق الشعائر الدينية لصد الناس عن البيت الحرام ومنها إقدامهم على ارتكاب المجازر بحق حجاج بيت الله الحرام ومنها مجزرة “تنومة” المروعة ومجزرة منى
يا أبناء وطني يا من لا يزالون يرون في النظام السعودي والإماراتي الخير وأنه جاء ليدافع عن شرعية هادي كيف ترجون النصر ممن ظلم و تجبر و طغي و قهر و سعى في الأرض فسادا كيف ترجون النصر ممن تأمر على مقدساتنا وقضيتنا المركزية أولى القبلتين وثاني الحرمين الشريفين وسارعوا إلى شرعنة التطبيع مع إسرائيل والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل
يا أبناء وطني عليكم بمراجعة انفسكم.. عليكم بتصديق ما تراه اعينكم اليوم من جرائم تحالف العدوان في المحافظات اليمنية وجرائم مرتزقته في تعز والمحافظات الجنوبية والتي لم تستثني احدا من أعمتهم العصبية وفرقتهم المذهبية من باعوا ضمائرهم ووطنهم وشعبهم بحقير الدرهم والريال فعودوا إلى وطنيتكم وابناء شعبكم ولا تكونوا ممن قال الله عنهم:
﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً﴾
اللهم إني حذرت اللهم فاشهد. يقول الله تعالى:
{وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ }
عاشت اليمن بشعبها وقيادتها وجيشها ولجانها الشعبية حرة أبية عصية على الغزاة والعملاء
المجد للشعب الشفاء للجرحى والخلود للشهداء.