الخبر وما وراء الخبر

الأشتر الصماد ..للشاعر / معاذ الجنيد

58

كان الرئيسُ الذي لا يُشبهُ الرؤسا

مُذ عينوهُ.. على الكرسيِّ ما جلَسا

مُستنفِرٌ في سبيل الله مُنطلِقٌ

من بأسهِ جاءَ (توشكا البدر) مُقتَبَسا

كان الرئيسُ الذي لا يُشبهُ الرؤسا

فما استبدَّ ولا استعلى ولا اختلسا

كان الرئيسُ الذي لا يُشبهُ الرؤسا

إحسانُهُ عمّ حتى من إليه أسَا

كان الرئيسُ الذي لا يُشبهُ الرؤسا

لخدمة الشعب مُنشَدّاً صباحَ مسا

لأنّهُ جاء من نهجِ (الحسين) فقد

كان الرئيسُ الذي لا يُشبهُ الرؤسا

* * *

لما الرئاسة جاءت.. قال: معذرةً

فلستُ أعشق إلا السيفَ والفرسا

قالوا: امتطيها جهاداً.. فارتضى ومضى

بثورة الوعي يُذكي ثورة البؤسا

إن بات في القصرِ_مُضطرّاً_ يضيقُ وإن

يبيت في جبهةٍ مُشتدّةٍ أنِسا

حياتُهُ كلها بذلٌ وتضحيةٌ

في صدرهِ صبرُ كل المؤمنين رسى

وجدتُ أخلاق (طه) فيهِ قائمةً

رأيتُ نورَ (عليٍّ) منهُ مُنعكِسا

مُجاهدٌ زادُهُ الإيمانُ.. منطقهُ

القرآنُ والوعيُ.. والتقوى عليه كِسا

كلامُهُ نافذٌ كالرُمحِ مُتّزِنٌ

إذا تحدّثَ صادَ الجمعَ وافترَسا

وكيف لا؟؟ وهو (الصمادُ) يا وطني

ظُهورُهُ في الأعادي يكتُمُ النَفَسا

إذا توعّدَ (نجداً).. ليلةً ونرى

(قصرَ اليمامةِ) من تلقائهِ فَطَسا

* * *

هذا (أبو الفضل) مولى الفضل جاد بهِ

لسانَ صدقٍ بغير الحق ما نبَسا

أقامَ دولةَ (طه) بين أُمّتهِ

مُستلهماً من كتابِ الله مُلتمِسا

وظل في الحُكم فلّاحاً كمبدأهِ

لدولةِ العزّ في أعماقنا غرَسا

مُزارِعٌ يزرعُ الآمال يحصدها

وطرفُهُ عن جهاد الشرّ ما نعَسا

قصرُ الرئاسةِ في (صنعاء) مُنتظرٌ

لكنّهُ كان في الجبهات مُنغمسا

كانت (تهامة) نبضاً بين أظلعهِ

فكلما قام يدعو ربّهُ.. هَمَسا:

خُذني فداءً لها يا ربّ واحرسها

من الغزاة.. ووزّعني هناك.. عسى!

فأصبح الرملُ بحراً يغرقون بهِ

والبحرُ صار لنا من أجلهِ يَبَسا

* * *

شموخهُ ردّ للإسلام هيبتهُ

أعادَ للأمةِ المجدَ الذي طُمِسا

أعاد للدين معناهُ الذي عملَت

أيدي اليهود على تشويههِ دنَسا

أذلّ طاغوت (أمريكا) ونحنُ نرى

سواهُ يستأذِنُ (امريكا) إذا عطَسا

بثَّ العزيمةَ في الجُندِ الذين سعَت

حربُ الطغاةِ على إبقائهم تُعَسا

أقام جيشاً من القرآن مكتملاً

من بعدما كاد يذوي حسرةً وأسى

فصار يُقلقُ (أمريكا) ويُرعبها

أن يستعيدَ بهِ الإسلامُ (أندلُسا)

أضحى الملوكُ كلاباً تقتفِيه لها

والطائراتُ استحالت خلفهُ عسَسا

ترصّدوهُ اعتداءً.. فارتقى قمراً

وعاد قاصفُهُ بالعارِ مُنتكِسا

لكنّهُ لم يزل حيّاً يطوفُ على

بُلدانهم ينسِفُ التحصينَ والحرَسا

من قبل أن يقتلوهُ.. كان يُربكهُم

وبعدما استهدفوهُ.. زادهُم هوَسا!!

لأنهُ (الأشتر الصمّاد) يا وطني

نبعُ الكرامةِ من إيمانهِ انبجَسا

بالأمس كان يزورُ المؤمنين هنا..

واليوم أضحى سلاحاً.. ينتقي الرؤسا!!!