العام الخامس … وبشائر زوال التحالف
بقلم | منير الشامي
يبدو أن العام الخامس من زمن العدوان الاجرامي سيتمخض بمفاجأت وأحداث وتحولات كبيرة ستشهدها الساحة اليمنية وبدأت تظهر مؤشراتها وأول تلك المؤشرات الانتصارات العظيمة التي حققها ابطال الجيش واللجان الشعبية مؤخرا في محافظات اب ، والضالع ، والبيضاء ، والتي تؤكد ان القوى الوطنية المدافعة عن الوطن زادت قوة وقدرة بينما زاد ضعف تحالف العدوان ومرتزقته واتسعت خلافاتهم وتفرقهم وهو ما يبدوا جليا من خلال تبادل الاتهامات وتحميل كل طرف مسؤولية تطهير هذه المحافظات للإطراف الأخرى .
وهذا بدوره يؤكد أن تحالف العدوان الاجرامي قد عزم النية على الانتقال إلى الخطة ( ب ) وأهدافها البديلة بعد أن فشل فشلا ذريعا في تحقيق خطته الاولى من عدوانه وأخفق إخفاقا مفضوحا في تحقيق اهدافها الحقيقية خلال اربعة أعوام من عدوانه وهذه الاهداف بطبيعة الحال مختلفة تماما عن الاهداف التي أعلنوها بداية عدوانهم وأول هدف من اهدافهم الحقيقية وأهمها والغير معلنة كان القضاء على حركة أنصار الله فكرا واتباعا بإعتبارها أقوى حركة فكرية قرآنية مقاومة للمشاريع الصهيوامريكية -غربية وأخطر تهديد على مصالح امريكا واسرائيل وما تزعمت مملكة الارهاب والاجرام لهذا التحالف العدواني الغاشم ظاهريا إلا لتحقيق هذا الهدف بصفة اساسية وبتوجيه امريكي صهيوني بالدرجة الأولى أما قيادته وإدارة عملياته الفعلي فيقوم به النظام الصهيوامريكي من أولى لحظاته وحتى اليوم
هاهم اليوم وقد دخل تحالفهم الغاشم في عامه الخامس يعلنون فشلهم وفشل تحالفهم مدركين تماما أنهم لم يجنوا خلال اربعة أعوام غير الهزائم والانكسار ،ولم يذوقوا غير المرارة والعلقم ،ولم يحصدوا سوى أكبر فضيحة في التاريخ بهزيمتهم الشنعاء بكل إمكانياتهم وثرواتهم وقدراتهم أمام قلة مستضعفين داسوا على كبريائهم بأقدامهم الحافية ،ودمروا أكبر واضخم واحدث ترسانة أسلحة في العالم وجهوها على شعب الايمان والحكمة .
هاهي انظمة الاستكبار العالمي اليوم وبعد اربعة أعوام من عدوانهم وجبروتهم يقرون أن عدوانهم ما زاد المسيرة القرآنية إلا قوة ،وأن حصارهم ما زادها إلا إنتشارا ، وأن جرائمهم ومجازرهم ما زاد أنصارها إلا كثرة وما زاد فكرها إلا اعتناقا ، وأن من ارادوا أن يزيلوهم من وجه الارض قد اصبحوا بعد سنوات من عدوانهم الغاشم اعظم قوة واوسع انتشارا وصاروا رقما صعبا وقوة لها أثرها وتأثيرها ليس على مستوى الساحة اليمنية فحسب بل على مستوى المنطقة بكلها ،
هذه النتائج العكسية والمخالفة للعقل والمنطق والتي جناها تحالف انظمة الاستكبار العالمي دفعت بهم مؤخرا إلى تخفيض سقف أهدافهم الحقيقية بعد أن ملأ اليأس نفوسهم من تحقيق هدفهم الاستراتيجي فأنتقلوا إلى محاولة تحقيق الهدف الثاني من أهدافهم الحقيقية ولو جزئيا في مجال سيطرتهم بتقسيم جنوب الوطن ربما إلى اربعة أقاليم او بالاصح اربع سليطنات حيث كان هدفهم الثاني هو الانفصال وتقسيم اليمن وتجزئته وتمزيق أوصاله ونسيجه الاجتماعي في طريق بلوغ أطماعهم خصوصا ، بعد أن فشل مخططهم في الاقلمة والاقاليم و إلى تحقيق أهداف ثانوية أخرى أيضا متمثلة في أطماع دنيئة ومصالح قذرة ، وكل ذلك للحيلولة دون بلوغ اليمنيين قوتهم الحقيقية في ظل وطن موحد ودولة مدنية تبسط نفوذها على كل شبر فيه وتحفظ سيادته وتستثمر مقدراته وتستخرج ثرواته لينعم اليمنيين بخير وطنهم الذي حرموا منه طويلا .
فبعد أن فرضوا سيطرتهم على ارض الجنوب وأوصلوه إلى أدنى درجات الضعف والهوان ولم يتبقى أمامهم سوى محافظة المهرة إنطلقوا نحوها لإستكمال فرض سيطرتهم العسكرية عليها في طريق تحقيق هذه المؤامرة التي بدأوا فعلا في تنفيذها وتؤكدها الاحداث التي تشهدها محافظة المهرة بعزلها تحت وصاية السعودية من خلال ممارساتها وسعيها الى فرض سيطرتها الكاملة على هذه المحافظة البعيدة عن الصراع والتي لا يتوفر فيها مبرر واحد للتواجد العسكري السعودي فيها وبالقوة العسكرية التي يتزايد تواجدها كل يوم وتتوسع انتشارا يوما بعد آخر .
وأيا كانت اهدافهم وأحلامهم في جنوب الوطن فسيفشلون بإذن الله تعالى كما فشلوا في شمال الوطن ،ومهما أغتروا بأصوات العمالة والخيانة المؤيدة لإحتلالهم وجرائمهم بحق اخواننا ابناء الجنوب فهي لا تعبر إلا عن أصحابها المنبطحين لهم ، وهم قلة لا يمثلوا الجنوبين ولا يعبروا عن ارادتهم الحقيقية في دحر الغزاة وتطهير التراب اليمني من دنسهم ، وستتحرك هذه الارادة لتحقيق غايتهم غدا او بعد غد بإذن الله ، وسنكون معهم وفي خنادقهم صفا واحدا حتى دحر المحتلين وطردهم من تراب وطننا الطاهر ،وغدا لناظرة قريب