الخبر وما وراء الخبر

الحوار الأول والمنطق الأقرب إلى القلوب

41

كتبت / سعاد الشامي
تعد الحوارات مقياس للتوجسات العقلية المتطورة وعلامة تتحدد من خلالها القدرة الفكرية في نشر الحقائق المخفية على حبال التجلي والوضوح ، ويشترط في نجاحها وبلوغها قرارة النفوس أن تكون الإجابات صادقة ومنطقية ومطمئنة، تنعكس أثار تجلياتها تلقائيا في قسمات وملامح ونبرة ضيف الحوار.

ولكل حوار أهميته ولكل ضيف مكانته ، ولكان عندما يبرز لنا على الهواء مباشرة قائدا عظيما يحظى بمقام عالي ومنزلة رفيعة كالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي سلام الله عليه وفي اسلوب سياسي جديد رائع ومتميز فنحن هنا نعد هذا الحوار مهما للغاية ومقدسا بكل المقاييس الروحية لأهمية توقيته المتزامن مع ذكرى استشهاد الرئيس صالح الصماد سلام الله عليه ووالذي اكده ان يكون السؤال الأول في المقابلة هوعن الصماد و ما تناوله من الردود الجوهرية لوقائع الأحداث وما احتواه من الرسائل القوية للداخل والخارج وما استنهض به من العواطف والقيم الإنسانية والوطنية.

فما عهدناه منه سابقا في توجيه خطاباته التي كان يطرح من خلالها مايجول في خاطره ومايريد أن يوصله إلينا وبحسب ضرورة الأحداث القائمة ولكنه في هذا الحوار طرح مايجول في أذهاننا من تساؤلات واستفسارات ومانريد نحن أن نعرفه منه ، لذلك كان أقرب إلينا وحلقت عقولنا في سماوات هذا الحوار كلمة بكلمة حتى اتسعت مداركنا وارتقى وعينا وتنفسنا الصعداء من نفحات العزة والكرامة .

وبمفردات القوة والشموخ ولغة العنفوان جاب السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي بحر التآمر وهو يوجه رسائل التحدي بكل ثقة ومصداقية لكل من تسول له نفسه المساس بسيادة واستقلال اليمن بعد أن تحررت من اغلال الوصاية .

ومثلما كان كل حرفا في هذا الحوار يخاطب وجداننا بهمس السكينة والأطمئنان ، كان أيضا يخاطب أولئك الذين قطعوا الطريق الطويل ليأكلوا خيرات بلادنا وينهبوا ثرواتنا ويسلبونا كرامتنا صارخا في وجه إجرامهم خبتم وخابت مطامعكم ، مادام وهذا القائد في مواجهتكم فقد جئتم في الوقت الذي لايغني ولايسمن من جوع.