الخبر وما وراء الخبر

الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية: آفاق الحماية والبناء.

178

ذمار نيوز | خاص | تقرير : فؤاد الجنيد 19 شعبان 1440هـ الموافق 24 إبريل، 2019م

مجددا، تحلق روح الرئيس الشهيد في فضاءات اليمن وآفاقه الممتدة إمتداد ناظر الحرية والكرامة والإباء، فلم يغب عنا سوى جسد وأجهزة واريناها الثرى مع دعوات القلب المفجوع، لكن روحه ما زالت بوصلة ترسم خارطة الدرب السامي والخطى المقدسة، وآمال ارتقت بأجنحة الثقة بالله، وهي اليوم مثقلة بغيث الحماية والبناء، إذ لا يتحقق بناء بلا حماية ولا حماية من غير بناء، واليد التي تبني تطرق كل مجالات البناء ومستوياته المختلفة، ولا تقتصر على الإعمار كما قد يتصور البعض، فالبناء المراد به هنا هو بناء كل ما ورد في محاور الرؤية الوطنية بناء صحيحا وقويا من الاقتصاد إلى الصحة، ومن التعليم إلى الأمن والعدالة ودون ذلك، وصولا إلى تحقيق الغاية والأهداف التي تنشدها الرؤية تتويجا لطموحات اليمنيين وأحلامهم نحو مداميك الدولة اليمنية الحديثة.

يد تحمي

إن اليد التي تحمي ليست فقط تلك اليد القابضة على الزناد، ولا سواعد أولئك المرابطين في جبهات الإقتحام والإلتحام والمواجهة مع العدو وأدواته، وليست قاصرة على حماة الديار وصقور الوطن من منسوبي الجيش والأمن، فمفهوم الحماية مفهوم واسع جدا، واليد التي تحمي هي اليد التي تشارك بصورة مباشرة أو غير مباشرة في مختلف مجالات الحماية، وكل فرد من أبناء الشعب مسؤول لأنْ يحمي مكتسباته من موقعه ومكانه ومحيطه، وبتوافر اليد الحامية يكبل الفساد والفاسدون، وتخنق رئاتهم، واليد التي تحمي واجب تمتعها بالقدرة على الفهم والاستيعاب، وبمقدورها الرقابة والمتابعة والتقييم، ولن يكون هناك بناء ولا تنمية بدونها، ومتى ما غابت عن مؤسسات الدولة حل محلها العبث والإسراف والفساد.

يد تبني

وضعت الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة 12 محورا للتعاطي مع 39 تحديا تواجه الوطن، وتحقيق 175 هدفا استراتيجيا على مدى ثلاث مراحل زمنية حتى عام 2030م، وشملت محاورها، المصالحة الوطنية الشاملة، والحل السياسي، ومنظومة إدارة الحكم، والبناء الاجتماعي، ومحور الاقتصاد، والتنمية الإدارية، والعدالة وسيادة القانون، والابتكار والإبداع، والمعرفة والبحث العلمي، والتعليم والصحة والبيئة، والدفاع والأمن، والسياسة الخارجية والأمن القومي، وفي كل محور وردت مؤشرات تنفيذ لكل هدف بلغت 408 مؤشرا مع أهم المبادرات المترجمة لكل هدف والتي بلغ عددها 498 مبادرة.

مبادئ الرؤية

اعتمدت الرؤية الوطنية لبناء الدولة الحديثة على سبعة مبادئ هامة هي:
– مبادئ الإسلام وتعاليم الشريعة الإسلامية منطلقات الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة.
– الهوية الإيمانية بقيمها الأخلاقية والإنسانية للشعب اليمني الأساس الذي يقوم عليه بناء الدولة اليمنية الحديثة.
– النظام الجمهوري والالتزام بالدستور والقوانين نهج الدولة اليمنية الحديثة.
– تحقيق العدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية، واحترام الحقوق والحريات من الثوابت الدينية والقيم الوطنية.
– المحافظة على الأسرة اليمنية وتعزيز مكانتها في المجتمع.
– التداول السلمي لسلطات الدولة بالإنتخابات الحرة والنزيهة التجسيد العملي للنهج الديمقراطي.
– الوحدة اليمنية أرضً وإنساناً مبدأ أساسي للشعب اليمني.
واعتمدت الرؤية الوطنية لبناء الدولة الحديثة على مرجعيات شاملة كمنطلقات لصياغة الرؤية أهمها دستور الجمهورية اليمنية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني المتوافق عليها والقوانين والتشريعات الأساسية والخطط والاستراتيجيات القطاعية والبرامج الحكومية السابقة بالإضافة إلى الخطة العالمية للتنمية المستدامة (2016م _ 2030م) والتجارب والممارسات الدولية الناجحة ومقترحات ورؤى المؤسسات الحكومية ورؤى وتصورات الأحزاب والمكونات السياسية.

الأهداف الإستراتيجية

ستعمل الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة على تنفيذ أهدافها الاستراتيجية على أرض الواقع في نهاية الفترة 2030م من خلال تحقيق مستوى نوعي لليمن في مؤشر جودة التعليم الأساسي يصل باليمن إلى المرتبة 90 بين دول العالم، وتخفيض معدل الأمية بين السكان إلى أقل من 20 بالمائة، ورفع نسبة مشاركة المرأة في قوة العمل إلى 30 بالمائة من إجمالي قوة العمل، وتخفيض معدل الفقر بين السكان إلى أقل من 20 بالمائة. كذلك الوصول إلى مستوى رضى المواطن عن الخدمات الحكومية ضمن أفضل 80 دولة نهاية الفترة 2030م، والوصول بمعدل انتشار التأمين الصحي بين السكان إلى ما فوق 50 في المائة، ووصول 5 جامعات بين أفضل جامعات العالم العربي، وبلوغ اليمن في مؤشر العدالة الدولي إلى المرتبة 60 من بين دول العالم، ورفع متوسط عدد الوحدات السكنية المنشأة سنويا خلال الفترة إلى 17500، وتحسين مؤشر الأداء البيئي إلى المرتبة 80 بين دول العالم، وتحسين مرتبة اليمن في مجال الابتكار إلى المرتبة 95 بين دول العالم.

كما تهدف الرؤية خلال فترات تنفيذها إلى تحسين مؤشر التنمية المستدامة لليمن من 45 إلى 60، وتحسين مؤشر الاستثمار من 130 إلى 190، والوصول بنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي إلى ما فوق 2000 دولار سنويا، وتخفيض معدل البطالة نهاية الفترة إلى أقل من 10 في المائة، وإيصال اليمن في مؤشر التنافسية الدولي إلى مرتبة 100 بين دول العالم، ورفع ترتيب اليمن في مؤشر التنمية البشرية إلى المرتبة 120 بين دول العالم.
وتهدف الرؤية الوطنية إلى بلوغ اليمن في مؤشر مدركات الفساد إلى المرتبة 100 بين دول العالم، وتحقيق معدل نمو اقتصادي حقيقي سنوي لا يقل عن 5 بالمائة، والوصول بترتيب اليمن من بين أفضل 100اقتصاديات عالمية، بالإضافة إلى تحقيق ترتيب لليمن ضمن 70 دولة في مؤشر كفاءة المؤسسات، والوصول بترتيب اليمن في مؤشر الديمقراطية وحرية وحماية حقوق المواطن إلى الترتيب 98، ورفع معدل إنتاج الطاقة الكهربائية من المصادر المتعددة بمعدل سنوي لايقل عن 600 ميجا مع تخفيض معدل التضخم إلى أقل من 5 بالمائة.

#الرؤية_الوطنية_لبناء_الدولة