الخبر وما وراء الخبر

سنوية الشهيد الصمَّــاد.. عنوانٌ لمرحلة جديدة من مواجهة العدوان

44

بقلم | علي الدرواني

لم تمر السنويةُ الأولى للشهيد الرئيس صالح الصمَّــاد مرورَ الكرام، على كُــلِّ المستويات العسكرية والمدنية الشعبية والرسمية، بل كانت محطةً فاصلةً في تأريخ العدوان السعودي الأمريكي على اليمن بكل ما تعينه الكلمة من معنى، وعنوانَ تحول هام في سياق التصدي لهذا العدوان، ونقطةً فارقةً على طريق تحويل الصمود الكبير إلى انتصار أكبرَ بعون الله وتوفيقه.

على المستوى العسكري حقّـق الجيشُ واللجانُ الشعبية العديدَ من الإنجازات على المستويات العسكرية الميدانية المختلفة، مستفتحاً بها العامَ الخامسَ وفْــقاً لوعد قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، ومهداة إلى روح الشهيد الرئيس صالح الصمَّــاد، حَيثُ ظهرت حالةُ الإمساك بزمام المبادرة بيد الجيش واللجان الشعبية من الناحية الميدانية في عدد من الجبهات، وعلى رأسها جبهة البيضاء بالتحديد في ذي ناعم، حَيثُ أعلن المتحدثُ العسكري عن السيطرة التامة على كاملِ المديرية وتطهيرها من عناصر القاعدة وداعش المدعومة من الرياض وأبو ظبي، بما يعنيه هذا الإنجازُ من إعادة وَصْلِ الجبهات إلى مديرية الزاهر، وتضاعف فرص تحقيق المزيد من التقدم في تلك الجبهة.

وفي ذات الإطار كشف المتحدثُ الرسمي عن آخر الانتصارات التي حقّـقها أبطالُ الجيش واللجان الشعبية بتحرير أكثر من 100 قرية سكنية وعشرات المواقع التي كان يتمركز فيها المرتزقة في العمليات الواسعة بجبهات الضالع، ووصول القوات إلى مشارف أهمّ معسكرات للغزاة والمرتزقة في محافظة الضالع والتي باتت في مرمى النيران، ومن غير المستبعد أن تكون هدفاً في العمليات القادمة، وتشهد تلك الجبهات تقدماً جَديداً للجيش واللجان الشعبية، مع ما تمثله هذه الإنجازات والانتصارات من أهميّة في قطع الطريق على تنفيذ مُخَطّطات العدوان في المناطق الوسطى واستهداف محافظة إب التي ظلت طوالَ هذه السنوات هدفاً لمُخَطّطات العدوان الخبيثة، واستطاعت بجهود الشرفاء من أبنائها الذين وقفوا ضد هذه المُخَطّطات على جميع المستويات الشعبية والميدانية، في مختلف المنعطفات التي تعرضت لها المحافظة، وهذه المرة كان لأبناء وقبائل العَود الدورُ الكبير والمحوري في دحر عناصر الارتزاق من جبال العود ودعم الجيش واللجان الشعبية في هذه المعركة الحاسمة.

وبالانتقال إلى الإضافات النوعية في مجال رفع القدرات الصاروخية فَإنَّ انضمامَ صاروخ بدر إف إلى الترسانة الصاروخية بالتزامن مع سنوية الشهيد الصمَّــاد، يحملُ أكثر من دلالة على التحول الميداني القادم، ابتداءً من هذه اللحظات، لا سيما إذَا نظرنا إلى طبيعة هذا الصاروخ ومميزاته العسكرية، سواء من ناحية دقة التصويب أَو المدى الذي يصل إلى 160 كم، والذي يجعل كُــلّ معسكرات الغزاة وتجمعاتهم في الداخل هدفاً سهلاً، بل وحتى في عمق العدوّ السعودي إلى مدى 160 كم، في عمق نجران وجيزان وعسير، وبأخذ التقنية التي يعمل بها هذه الصاروخ وانفجاره في الجو قبلَ الوصول إلى الهدف بعشرين متراً، نافثاً عَدَداً هائلاً من الشظايا يصل عددها إلى 14 ألف شظية، ما يعني أن وصول هذا الصاروخ إلى تجمع ما لقوات العدوّ سيجعلها في خبر كان، وقد رأينا مشاهدَ الإعلام الحربي سواء لعمليات تجريبية للصاروخ أَو التنفيذ الميداني على قوات العدوّ، وكيف كان تأثيرُه، وهو ما ينقلُ المعركة إلى مرحلة بالتأكيد لن تكونَ كسابقاتها، وسيعاني العدوّ الأمرّين في مواجهة كُــلّ هذه التطورات.

من الإنجازات التي تكتسب أهميتها أَيْـضاً من هذه السنوية، هو إسقاطُ الدفاعات الجوية في محافظة صعدة طائرة حديثة مقاتلة دون طيار سعودية، وهي من نوع وينق لونج صينية الصنع الشبيهة بالطائرة الأمريكية ام كيو 9، بعملية نوعية أظهرت مقدرةً متقدمةً لسلاح الدفاع الجوي لاصطياد هذا النوع من الطائرات، سيما إذَا عرفنا أن هذا طائرة وينق لونج قادرة على إطلاق خمسة أنواع من الذخائر بما في ذلك القنبلة العنقودية الموجهة بالأقمار الصناعية.. ومن عجائب القدر أن يسقط حطام هذه الطائرة في مزرعة الشهيد الصمَّــاد في مثل يوم استشهاده.

هذه الإنجازاتُ وغيرُها لا يسعُ المقامُ لذكرها، هي هديةُ الشعب اليمني بجيشه ولجانه الشعبية لروح الشهيد الرئيس، ولا يليقُ بروحه إلّا مثل هذه الإنجازات والانتصارات، وقد عبّر الشعب اليمني في صنعاء وصعدة والحديدة عن عظيم امتنانه للشهيد، وعن الوفاء لدمه الطاهر، والمضي في مشروعه الكبير تحت عنوان “يدٌ تحمي ويدٌ تبني”، وبإذن الله فإنَّ دماءَ الشهيد وكل الشهداء ستروي شجرةَ الصمود اليماني لتثمر نصراً وعزة وكرامة يستحقها شعبُ الإيْمَــان والحكمة.