الإصلاح يستهدف (جنيف2) وأبواقه ترفض إيقاف الحرب.. لهذه الأسباب!! ( تحليل )
صدى المسيرة / الحسين محمد الجنيد
بعد أن باركوا العدوان على بلادهم، قيادات حزب الإصلاح تشن حملة سعار إعلامي، تناشد فيها قوى العدوان عدم إيقاف الحرب، حتى يتم القضاء كلياً على أنصار الله، فما هي أجندة حزب الإصلاح في هذا العدوان؟ وما هي المكاسب التي يجنيها من استمراره؟
من فتاوى مشايخه في إباحة دماء الجنوبيين أثناءَ حرب 94م، ومروراً بفتاوى التحريض على حروب صعدة الست، يختتمُ حزبُ الإصلاح مسيرتَه السياسيةَ في الـيَـمَـن ببيانه المؤيّد لعملية عاصفة الحزم، والتي دشنت بها السعودية والدول المتحالفة معها، العدوانَ على الـيَـمَـن.
ويرى بعضُ المراقبون أن هذا البيانَ كان بمثابة رصاصة الانتحار السياسي للحزب، فلا يوجدُ حزبٌ في أي بلدٍ كان يقول في أدبياته، بأن مشروعَه السياسي وطني، ثم يصدر بيان يؤيد فيه عدواناً على بلاده، أياً كان حجم وأبعاد الخلاف مع خصومه السياسيين.
وَأثار البيانُ سخطاً شعبياً واسع النطاق، وصل حَدَّ مطالبة شرائح كبيرة من المجتمع الـيَـمَـني، وأحزاب ومكونات سياسية، بحلّ الحزب ومحاكمة قياداته بتهمة الخيانة العظمى، مستندين في تلك المطالبات على مواد الدستور الـيَـمَـني ذات الصلة، لمن يقترف مثل هذا الجرم. وأشار بعضُ النقاد السياسيين، إلى أن حزب الإصلاح لم يكتفِ بالتأييد المطلق للعدوان، بل شارك مشاركةً أساسيةً في هذا العدوان، ابتداءً من رصد إحداثيات المواقع العسكرية والمدنية وتسليمها لقوات التحالف، ليتم استهدافُها بالقصف، وكذلك قاموا بتسهيل عمليات التخريب في المحافظات، في تقديم المساعدات المباشرة للجماعات الإجرامية والتخريبية لتنفيذِ تلك العمليات، وتجنيد المرتزقة للقتال إلى جوار قوات الغزو، وارتكاب العديدِ من الجرائم الإنسانية من القتل والسحل والحرق في محافظة تعز.
خيار الحرب وإسقاط (جنيف2)
في الوقت الذي يعقدُ الـيَـمَـنيون الآمالَ على مؤتمر (جنيف2) والمزمع انعقاده في منتصف الشهر الجاري، والذي تنبئ مؤشراته، عن مدى جدية الأطراف المشاركة فيه هذه المرة، للتوصل إلى حلولٍ تنهي معاناة الـيَـمَـنيين بإيقاف الحرب على كافة الجبهات، والتوصل إلى حلٍّ سياسي يتوافق عليه الجميع، نشطت الماكينة الإعلامية لحزب الإصلاح، وبدأت بشنّ حملاتٍ إعلاميةٍ موجهةٍ تستهدف المؤتمر، واصفةً إياه بالنكسة للشرعية، وتترافقُ هذه الحملات مع مناشداتٍ لقيادات الحزب، لدول تحالف العدوان بعدم إيقاف الحرب، فقد جاء على لسان محمد اليدومي رئيس الهيئة العليا لحزب الإصلاح في كلمته التي ألقاها بمناسبة ذكرى تأسيس الحزب “إن علينا وعليكم قطعَ رأس الأفعى، فإن لم نفعل ولم تفعلوا فإن الكُرَّة قد تعود علينا وعليكم بما هو أدهى وأمـرُّ، ولن ننسى لكم وقفتكم ولن ننسى لكم تضحياتكم، وثقوا أننا لسنا لؤماء حتى ننسى دعمَكم، ونحن على ثقة أنكم لن تتركونا في منتصف الطريق”، في إشارةٍ منه إلى المطالبة باستمرار الحرب حتى يحققوا أهدافهم كاملةً، محاولاً كسبَ التأييد لهذه المناشدة وذلك من خلال التهديد المبطّن بمخاطر وارتدادات إيقاف الحرب والجنوح إلى التفاوض.
وفي بيانٍ لها، دعت ما تعرف “بالمقاومة الشعبية” في الجوف إلى استمرار الحرب حتى يتم القضاء على الانقلابيين حسب وصفها، وتم نشر البيان في موقع “مأرب برس” التابع للماكينة الإعلامية لحزب الإصلاح، والذي جاء فيه “تعلن المقاومة الشعبية بمحافظة الجوف، أنها غير معنية بما سيصدُرُ عن المفاوضات المزمع عقدها خلال يومَين في جنيف بين الحكومة الـيَـمَـنية والمتمردين”. كما أورد موقعُ السلطة الرابعة خبر إشهار مجلس مقاومة ذمار، لتحرير محافظة ذمار مما أسمتهم بالانقلابيين الحوثيين وتطهير المحافظة منهم، وكأنهم يوجّهون رسالةً إلى دول العدوان بأن مجالس المقاومة بدأت بالتحرك لتفجير الوضع في كافة المحافظات، وما عليهم سوى التريث ومواصلة المعركة.
هذا وفي مقال له أكد محمد عايش رئيس تحرير صحيفة الأولى بأن هذه الحملات المحمومة التي يقومُ بها حزبُ الإصلاح، إنما تسعى لإفشال مؤتمر(جنيف2) والتشويش عليه، لفرض خيار استمرارية الحرب، فحزب الإصلاح لم يقتنع بعد بأنهم هزموا وانتهوا سياسياً في الـيَـمَـن.
استمرارية الحرب، ومكاسب الإصلاح
ومن جهةٍ أخرى، فقد أكَّــد بعضُ المحللين السياسيين بأن حزبَ الإصلاح ليس من مصلحته إيقاف الحرب، فتوقفها واللجوء إلى خيار الحلّ السياسي المبني على التوافق، فهذا يعني بأن حزبَ الإصلاح سيكونُ في مواجهةٍ مباشرةٍ مع الشعب، وقد خسر احترامَه حتى أمام قواعده الشعبية، وسقط قناعَه الوطني المزيف، الذي كان يدّعيه طوالَ مسيرته السياسية. وأضافت تلك المصادر أن حزبَ الإصلاح عقد كُلّ آماله على العاصفة، والتي ظَنَّ بأنها ستقتلعُ كُلَّ قلاع خصومهم السياسيين، وستقودُهم إلى كرسي الحكم على ظهر دبابات قوى التحالف.