الذكرى الرابعة لجريمة فج عطان: تفاصيل لا تغادر ذاكرة اليمنيين.(تقرير+صور)
ذمار نيوز | خاص | تقرير : فؤاد الجنيد 15 شعبان 1440هـ الموافق 20 إبريل، 2019م
في مثل هذا اليوم قبل أربعة أعوام مضت، نفّذت آلة الموت التي يتغطرس بها العدوان السعودي الأمريكي في اليمن واحدة من أبشع جرائم الحرب وحشية ودموية، حيث ألقى الطيران قنبلة محرمة دوليًا على حي فج عطان بالعاصمة صنعاء، في مشهد يجسد مرحلة الإنحطاط التي وصل إليها العدوان، وانعدام الإنسانية والأخلاق والقيم التي كفلتها الشرائع والأديان والأعراف، إنفجار شديد كبركان انتفض حول حممه في منطقة جغرافية مكتظة بالسكان الأمنين الأبرياء الذي يتذرع العدوان بجلب الإستقرار والتنمية والأمان لهم تحت يافطة جوفاء عرفت بـ إعادة الشرعية.
إسترجاع الجريمة
بعد مرور أربعة أعوام من أحداث هذه الجريمة المروعة، لا تزال تفاصيلها عالقة في عقول اليمنيين لفداحتها وهول مشاهدها، وكيف لهم أن ينسوها وهم في معركة المصير يسابقون الزمن للثأر من منفذها الذي قتل وما زال يقتل أطفال اليمن ونسائه وشيوخه دون حسيب أو رقيب، وفي استرجاع للجريمة المخيفة، فقد ألقت طائرات العدوان في الساعة العاشرة صباحًا من يوم الـ 20 من إبريل 2015م قنبلة محرمة دوليًّا أدت إلى دمار هائل في أحياء العاصمة المحيطة بمنطقة فج عطان لتحصد الأرواح بلا هوادة، حيث قتلت 84 مدنيًا، وجرحت قرابة 800 شخص، في مساحة امتدت لأكثر من 3 كيلومترات مربعة داخل أحياء المدينة السكنية، ما أدّى الى نزوح 80% من ساكني الحي الذي ألقيت فيه القنبلة، كما لحقت أضرار بـ700 منزل ومنشأة خدمية، بالإضافة إلى تدمير أكثر من 200 سيارة.
فاجعة كبرى
لم يفُجع سكان العاصمة صنعاء بمثل هذه الجريمة الوحشية للعدوان بعد شهر من أيامه الأولى، واتسعت رقعة الذهول وهم يرون عشرات الجثث قد تناثرت في شوارع العاصمة، أصحابها من المواطنين الذين صادف مرورهم منطقة فج عطان اثناء إلقاء القنبلة المحرمة. لقد كان يوما داميا اكتظت فيه مستشفيات العاصمة الحكومية والخاصة بعشرات الشهداء والجرحى الذين تم إنتشالهم من تحت أنقاض عشرات المنازل ومقار أعمالهم ومن المحلات التجارية والشوارع والأرصفة. يومها أعلنت وزارة الصحة حالة الطوارئ القصوى، كما أطلقت نداءات استغاثة لكافة سكان العاصمة ومحيطها للتبرع بالدماء لإنقاذ الجرحى.
الثأر مسألة وقت
ما من شك في إستخدام العدوان في هذه الجريمة سلاحا فراغيا محرما دوليا، حيث أكد الخبراء والمحللون العسكريون حينها أن السلاح الذي استخدمه العدوان على منطقة فج عطان هي قنبلة فراغية شديدة التدمير، وكشف غوردون دوف وهو خبير ودبلوماسي أمريكي عن إلقاء العدوان السعودي الأمريكي لقنبلتين من النترون أحدها على منطقة فج عطان والأخرى على جبل نقم. وأضاف دوف، وهو دبلوماسي معتمد ومقبول باعتباره أحد كبار خبراء الاستخبارات العالمية وخبراء الأسلحة النووية، أن القنبلة التي تم إلقائها على نقم هي النووية الثانية التي تسقطها السعودية على اليمن. لكن هذا الأمر رغم فداحته لم يحرك مشاعر العالم أو يوقظ ضمائرهم الميتة، فقد واصلوا سباتهم العميق في نشوة من صرر الدراهم والدنانير وبراميل النفط التي ما فتأت مملكة الشهر ترفد بها خزائن الصامتين والمؤيدين لشراء مواقفهم الرخيصة التي لن تسقط بالتقادم، وسيدونها التاريخ في أوسع صفحاته السوداء.
#الذكرى_الرابعة_لمجزرة_عطان