الأمين البطل شهيداً !!
بقلم | الحسين أحمد السراجي
رفض أمين (أبوصالح) الإنصياع بالبقاء لممارسة عمله الجهادي في صنعاء !! هناك دافع داخلي يدعوه لامتشاق سلاحه دفاعاً عن وطنه !! إنه يشعر بالواجب الذي عليه !! بداخله كرامة وعزة وشجاعة منقطعة النظير !! فيه إيمان عجيب ورغبة جامحة لمواجهة الغزاة المعتدين !! نداء جهادي واستشعار وطني وديني كانا دافع أمين للرحيل نحو الجبهات !!.
تنقَّل أمين الشاب اليافع الذي لم يكمل العشرين – على ما أعتقد – بين الجبهات !! من الساحل إلى نهم ومنهما إلى نجران وجيزان وفيهما حطَّ الرحال ونال الشهادة !!.
شجاعة أمين , وإصرار أمين , وعزم أمين ورجولة أمين وكرامة أمين واستبسال أمين ومسئولية أمين واستشعار أمين ووووو جميعها غابت عن الكبار وانعدمت عند الكثير وافتقدها نظراء أمين ورفاقه وزملاؤه وأصدقاؤه !! تفرد أمين بمصفوفة وحيدة من القيم والأخلاق لا توجد إلا في القليل من رجال الله الباذلين مهج الحياة !!.
أمين بن عبدالقاهر بن محمد زبارة الشهيد السعيد هو من أكتب عنه وأقصده بهذه السطور بعد أن بلغ ملكوت الله .
غادر أمين الحياة في مقتبل العمر تاركاً كل شيء خلف ظهره !! غادرها مبتسماً شامخاً مقبلاً غير مدبر !!
رحل أمين ليبقى وطنه عزيزاً حراً ولو كان الثمن هو الدماء الطاهرة والروح الزاكية ففي سبيل وطنه أرْخَصَ أمين أعز ما يملك !!
أمين قصة مجاهد مليئة بالإثارة وحكاية عشق التضحية لله وإنهما لقصة وحكاية ترويها الأجيال لتكون نبراساً وسبيل هداية وعنوان تضحية وفداء !!
لم يكن أمين هو الوحيد من أحفاد السيد محمد بن أحمد زبارة فقد سبقه اثنان وها هو يلحق بركب أخويه أيمن عبدالقادر وإسماعيل عبدالملك فجميعهم بذلوا مهجهم ليعيشوا في رحاب الله ويُبعثوا وجروح تضحياتهم تشخب مسكاً !!.
مع أمين: ذات مرة جاء الولد محمد عبدالملك بالشهيد أمين إليَّ وهو في حالة نفسية متعبة !! رجع من جبهة الساحل وهناك واجه القصف والقذائف والصواريخ وكل آلات الحرب العدوانية اللعينة وأصواتها المميتة المزعجة !!.
سهرٌ ومواجهات وصواريخ وأصوات طائرات وأزيز الموت في كل مكان ومن كل صوب وكل ما يُرعب ويخيف ويقلق !! مرَّ أمين بوضع مؤلم تأثرت نفسيته فتفاجأت بمجيئه إلى منزلي !!
تحدثت معه ورغم حالته إلا أنه كان متماسكاً وأخذ يعطيني دروساً في الجهاد والثبات والصبر !!
كنت أتعجب من هذا الشاب اليافع وعليه شعث الجبهة وعزم رجالها وثبات أبطالها رغم حالته التي يمر بها !!.
لقد نال أمين الوسام !! إنه ليس وساماً من أوسمة درجات الدنيا لكنه أعظم وسام يُمنح لمخلوق على وجه الأرض !! إنه وسام الشهادة الرباني الذي لا يمنحه الله إلا لخاصة أوليائه (( وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ )) آل عمران 140 !! آيات لا يفهمها الكثير ولا يحيطون بكُنْهِ حقائقها !!
العزاء الأميني :
يوم الأربعاء جاء نبأ استشهاد البطل اليافع أمين واليوم شُيِّع الشهيد أمين بعد صلاة الظهر من جامع الصياح إلى روضة الشهداء بمقبرة الصياح بموكب كبير فالروضة المباركة تشرفت بضم رفاته الطاهرة إليها وقد كانت أسعد إذ صار أمين ضيفاً بها .
خالص العزاء للوالدين المكلومين وللإخوة المجاهدين وللأعمام وبنيهم ولجميع الأهل والأقارب والأسرة الكريمة والأصدقاء والجيران والرفاق ولليمن بفقد أبطاله الشبان الشجعان والدعوات بالشفاء العاجل لرفيقك أمين زيد ولجميع الجرحى والحرية للأسرى.
يا والد أمين , ويا والدة أمين , يا إخوان أمين وجميع المكلومين بفقده : صبراً فهذا دربنا وأرواحنا ودائع وقد أخذ الله وديعته وما أخذ أمين إلا في رضاه وما نحن إلا بضائع موت فمنا من يموت على فراشه ومنا من يعيش حياً بكرامة شهادته فالحمدلله الذي أكرمكم واصطفى منكم أمين .
وطننا شامخ مادام فيه أمثال أمين وإنه لأمين بحق ناله من اسمه نصيب !!.
ما يزال الوطن بخير رغم جروحه مادام فيه مثل أمين وسيبقى بخير ما هانت علينا الدماء والأرواح لله وفي سبيله .
سلام الله عليك يا أمين الجهاد والرباط والصبر والثبات وعلى جميع رفاقك الأبطال الظافرين العظماء الممجدين .