الخبر وما وراء الخبر

 كيف استطاع المقاتل اليمني هزيمة افضل الكليات والعلوم العسكرية العالمية؟ وما سر نجاح تجربته الدفاعية في كسر اكبر حرب كونية شهدها القرن ال21 ؟

44

ذمار نيوز | تقارير | زين العابدين عثمان محلل بالشان العسكري 10 شعبان 1440هـ الموافق 15 إبريل، 2019م

بما ان العصر هو عصر البحث عن القوة والتسلح بافضل المهارات القتالية الاكثر فعالية وتعقيدا بالحروب والصراعات البشرية ،سعت ولازالت دول العالم بما فيها الدول الرائدة القوية كدول الغرب والدول الاوروبية ودول شرق اسيا الى البحث عن وسائل وطرق اكثر حداثة وفاعلية في مجال تطوير قدرات ومهارات جيوشها ورفع كفائتهم القتالية على الارض العملياتية والحربية بمناهج وعلوم بالغة الصرامة و والتعقيد والقوة، حيث اسست الكليات والمعاهد العسكرية كصروح علمية وتطبيقية لهذا الصدد وقد بدأت كل الدول تسخير نصف طاقاتها في اطار تطوير تلك الكليات ورفدها بخبراء واساتذة حرب متمرسون في مجال تنمية القدرات القتالية الذاتية لدى الجنود والافراد وتدريبهم بمناهج معرفية وخبرات تطبيقية تواكب جميع اقسى ظروف ومناخات الحروب المتنوعة ومتطلباتها، فامريكا على سبيل المثال لديها كليات هي من افضل كليات الحرب بالعالم وخبراء متخصصين ذوي كفائة عالية انفقوا اعمارهم في البحث والدراسة العسكرية على امل صنع افضل واقوى جيش عالمي كذلك هناك روسيا الصين وبعض الدول الاوروبية وغيرها من الدول المنافسة تحاول الصعود في هذه المجالات والبحث عن ماهو جديد في ماله صلة بتعزيز كفائة الجندي على ارض المعركة .

انه لمن البدهي او الغرائزي ان صح التعبير ان تكون انظمة وحكومات الدول القوية في سباق مستمر فيما بينها لتسليح جنودها وجيوشها بافضل المعارف والخبرات التي تخولهم الانتصار بالمعارك المفترضة وان تخصص لذلك ربع او نصف موازنتها الاقتصادية ،ولكن من الغريب جدا ان جيش بسيطا من المقاتلين الذي لايملكون اقتصاد ولا اسلحة حديثة ولا حتى احذية مقاتل عادي ان يتمكنوا من الوصول الى اعلى سلم المعرفة والمهارات القتالية الاكثر تعقيدا بطريقة مبتكرة لم يعلهم احد ولم تطأها حتى عقول افضل الخبراء والاكاديميين حيث خولتهم للانتصار على اقسى ظروف المعارك التدميرية وعلى تحالف جيوش منظمة ومدججه بافضل قطع السلاح الفتاكة المتطورة ، فمن هم هؤلاء المقاتلين ؟؟

انهم بلا شك اليمنيين هؤلاء البشر الذين كانوا طليعةالمقاتلين المتميزين عبر التاريخ والذي يضرب بهم المثل في شدة البأس والشجاعة المفعمة بالحنكة والاساليب الحربية الاشد قوة وتنكيلا بالخصم في ارض المواجهه ، فتاريخ الحروب التي خاضها اليمنيون شواهد حقيقية لصلابة قدراتهم التي تحطمت عندها افضل واكبر الجيوش فمحاولات غزو الاحباش لليمن وغزو العثمانيين والبريطانيين وتدخل الجيش المصري في اواخر ستينات القرن الماضي جميعها انتهت وسحقت تحت اقدام المقاتل اليمني العنيد وكانت ارقام الخسائر المهولة التي لحقت بتلك النازيات شاهدة على صلابة المقاتل اليمني وفاعلية اساليبه الاحترافية في مسرح الدفاع والاستنزاف المميت ..

لقد بنى المقاتل اليمني رصيده قدراته ومهاراته المتميزة في ساحات الحرب منذ اليوم الاول وقد توارثها جيلا بعد جيل وطورها دراماتيكيا في محطات الحروب الوجودية التي دخل فيها للدفاع عن سيادة واستقلال اليمن والتي صنعت منه اكثر الاعجوبات العسكرية جدلية في التاريخ الماضي والمعاصر والذي وقف لها كل الخبراء والاستراتيجيين موقف المنذهل والعاجز في نفس الوقت.

《سر نجاح تجربة المقاتل اليمني في صد اكبر حرب عدوانية على اليمن 》

الحديث عن التجربة القتالية التي صدرها المقاتل اليمني في صد اكبر حرب كونية عرفها اليمن والعالم والذي يقودها منذ اربعة اعوام تحالف اقليمي ودولي رأس حربته السعودية والامارات وبدعم لامحدود من الاقطاب الاستعمارية الرائدة امريكا بريطانيا وفرنسا واسرائيل،،نستطيع القول بان اسرار نجاح هذه التجربة ومكامن قوتها كانت في التالي:-

اولا قدرة المقاتل اليمني العقلية واساليبه المتميزة في رسم التكتيكات والخطط الميدانية والعملياتية الخاصة بحرب العصابات وحرب الاستنزاف الغير تقليدية و التي اصبغ عليها طابع الابتكار< لا يتوقعها ولايستطيع صدها العدو> .

ثانيا قدرة المقاتل اليمني في التكيف والتأقلم في مختلف طقوس المواجهه وامتلاكه للشجاعة والاستبسال الذي التي تتولد من العقيدة والمبادئ والقيم الراسخة الذي يحملها وايضا عدالة قضيته الدفاعية على الارض وقدسيتها وهذا الامر طبعا كان حجر الزاوية الاول في قلب الموازين ضد قوات تحالف العدوان السعودي الاماراتي الذي كان يفتقر للعقيدة والقضية .

ثالثا مثالية الارض اليمنية للمقاتل اليمني كونها ارض جبلية وذات جغرافيا وتضاريس معقدة ووعرة وطالما وهو يخوض حربا غير تقليدية في مواجهه قوات تحالف العدوان النظامية فطبيعة الارض تصب في صالحه وتعزز من فاعلية استراتيجياته الدفاعية والهجومية على الارض كما توفر له قوة ممانعة طبيعية ضد اي تقدم لقوات تحالف العدوان في اي محور قتالي،.

لذا مع هذه المنظومات الثلاث (( قدرة الابتكار العملياتي للخطط والتكتيكات – والعقيدة القتالية- وطبيعة ارض المواجهه )) جميعها تشكل المقاتل اليمني الواقف حاليا امامكم الذي استطاع بعون من الله تعالى كسر تحالف العدوان السعودي الاماراتي ومن يقف خلفه من الاطراف الاستعمارية والنجاح في قلب موازين احد اكبر الحروب التدميرية قساوة باالتاريخ البشري.