مسلسلُ السقوط
ذمار نيوز | مقالات 10 شعبان 1440هـ الموافق 15 ابريل 2019م
بقلم / علي الزهري
سقط البشير في السودان، وسقط معه نوابُ التحالف في سيئون في وحل الخيانة والعمالة والارتزاق، سقطوا من عيون الشعب اليمني الحر العزيز، وسبقهم سقوط التحالف القطري السعوديّ الإماراتي، فأَصْبَــحت قطر تشعرُ بالغربة بين حلفاء الأمس، وما بين هذا وذاك سقط هادي وحكومته في وحل التطبيع مع الكيان الصهيوني، وهنا لا يفوتنا ذكر سقوط ناطق تحالف العدوان أحمد العسيري الذي انتهى به الحال إلى خلف القضبان وينتظره حبل المشنقة ليلتف حول عنقه.
هذا السقوط المتنوع يتوّجُهُ سقوطُ أحلام التحالف مجتمعاً، وتعثر تحقيق أهدافه على مدى أربعة أعوام ويزيد، وكسر شوكته ومكانته، وقد نال المتصدرُ الصوري لقيادة التحالف الكيانُ السعوديّ نصيباً من الخزي والعار، فلم تعد المملكة كما كانت قبل العدوان، فاليوم يبحثُ أمراؤها عن الأبواب الخلفية ليأمنوا الدخولَ إلى أي مكان، ومجسماتُ بن سلمان ويداه ملطخاتٌ بالدماء تجوبُ عواصمَ الدول الأوروبية، وبرلمانات ومنظمات تطالب دولَها بعدم تزويد مملكة الشر بالأسلحة، ولا زال وسيظل مسلسلُ السقوط مستمراً، ولن يتوقف حتى يسقطَ آخرُ ساقطٍ وخائنٍ وعميل،
سيسقطون جميعاً ويبقى اليمن الكبيرُ ثابتاً شامخاً حراً أبياً، فالدماء اليمنية ستجرفُ التحالف المشوه وَغير المتجانس، التحالف الذي جمع بين جنباته اليمين المتطرف ومدّعي اليسار، والجيوش النظامية مع المليشيات والجماعات الإرهابية، فقاسمُهم المشترك تصفيةُ القضية الفلسطينية، وتمريرُ صفقة القرن، وإضعافُ أية دولة أَو جماعة أَو مكون يقفُ في طريق هذا التوجه، الأَيَّام تمر وحبل المشنقة يلتفُّ حول الظلمة والطغاة، ستختلف سيناريوهاتُ نهاياتهم لكن مصيرهم سيكون واحداً، وسقوطهم مدوياً، وما البشير عنهم ببعيد، من رئيسٍ لدولة إلى سجين ومعتقل ومُدان بين ليلة وضحاها، هذا خزيُ الدنيا، وفي الآخرة ينتظرُهم سوءُ العذاب بما اقترفت أيديهم من فظاعات بحق البشر والشجر والحجر.
إن صبر الشعب اليمني وتحمله وتوكله على الله أثمر هذا الواقع الذي سيتطور ليمتد إلى كُــلّ ظالم ومتكبر، وهذا التحالف المنافق سيتفتت تباعاً؛ لأَنَّهم ليسوا على قلب رجل واحد، ولنا في قطر والسعوديّة والإمارات خيرُ دليل ومثلُه ما يحصل بحق حزب الإصلاح من تنكيلٍ من قبل الإمارات وميلشياتها، والقادم أعظم، حالُهم جميعاً يذكِّرُنا بقول الله عز وجل:
“لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ، بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ، تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى، ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ”.
عاش اليمنُ الأرض والإنْسَان حُرّاً شامخاً عزيزاً، والخزيُ والعارُ والسقوط لكل أعدائه والمتطاولين عليه.