الخبر وما وراء الخبر

الجيش الحافي وجنيف2

132

حسن شرف الدين


شد انتباهي تعليق ساخر لأحد منتسبي الجيش واللجان الشعبية عندما سأله شخص -باستهزاء- لماذا ظهرتم في جبهات القتال “جيش حافي” أين بياداتكم وأحذيتكم؟.. فأجابه بكل بساطة: إن بياداتنا وأحذيتنا أرسلناها للرياض.


كان الرد سريعاً ومفاجئاً لصديق العدوان.. فما كان منه إلا أن أغلق فمه ولم يتحدث حتى توقف الباص ومضى في حال سبيله وهو يقلب أخماس في أسداس ويعد الأحذية والبيادات التي رماها الشعب اليمني إلى الرياض.


التشبيه البسيط للرجل الذي كان يلبس البزة العسكرية حمل معنى الوطنية والإباء والعزة والكرامة.. فما الذي جعل المملكة السعودية تتطاول على الشعب اليمني وتمعن في ارتكاب الجرائم والمجازر غير الإنسانية في مختلف المديريات والمحافظات إلا “جزمات” الشعب اليمني الفارة إلى الرياض بقيادة الفار هادي.


لم يخطر في بال أحد أن تسوء العلاقات اليمنية-السعودية إلى هذا الحد غير المقبول دينيا وعرفيا وشرائعيا.. لقد جعل النظام السعودي من عملائه في اليمن والموجودين حاليا في الرياض شماعة لقتل النساء والأطفال والشيوخ وهم آمنون في مساكنهم.. إن صورة الطفل وهو خارج من بين الأنقاض ينفض غبار العدوان من وجهه ليرى مدى قبح النظام السعودي وانتهاكه لحقوق الجار لترسم في مخيلته عدواً لدوداً يجب الانتقام منه عاجلا أو آجلا.


صورة أخرى لرجل مسن يمشي بعد خروجه من تحت الأنقاض في مجزرة منطقة الحدا تحمل في طيات وجهه ملامح الأسى تجاه ما وصل به من حال ومن عدوان على أيدي أشقاء عرب لا يفقهون سوى القتل والتدمير.


صور كثيرة وعديدة توثق جرائم بشعة ارتكبها النظام السعودي وحلفائه في حق نساء وأطفال اليمن يسجلها التاريخ ليعيدها في المستقبل لتكون دروساً وعبراً وحافزاً لبناء دولة حرة بعيدة عن الوصاية والعبودية.


تدور الأيام وتمر الشهور والعدوان يستمر وتزداد شدته وحرارته على الشعب اليمني بهدف تحقيق هدف واحد من أهدافهم المزعومة.. تمر الأيام ويثب الشعب اليمني قدرته على مواجهة العدوان بالصبر الاستراتيجي والتوغل في الأراضي السعودية.. إن شعبا معتمد على الله سبحانه وتعالى قادر على التغلب على أعتى قوى على وجه الأرض مهما كانت عدتها وعتادها.. فها هي بشائر النصر تظهر الواحدة تلو الأخرى.. فأولها انسحاب ورفض دول المشاركة في قوات التحالف التي تهدف لقتل اليمنيين.. وثانيها قيام النظام السعودي بالضغط والإغراء وضخ الأموال الطائلة لشراء مرتزقة من الداخل والخارج لمواجهة الجبش اليمني واللجان الشعبية في دلالة واضحة بعدم قدرة أفراد قوات التحالف المشاركة في العدوان الصمود أمام الجيش واللجان الشعبية.. وثالثها عندما لم يستطع مرتزقتها وعملاؤها الصمود أمام أقدام اليمنيين ذهب النظام السعودي والخليجي ومن خلفهم أمريكا وإسرائل لاستئجار قوات أجنبية من مختلف الجنسيات والأعراق بهدف مساندة أفرادهم ومرتزقتهم لمواجهة الجيش واللجان الشعبية.. لكن وكما أوضحته الصور أن هؤلاء من المستأجرين أيضا يتساقطون كما تتساقط أوراق الخريف بمصرع جنود يحملون جنسيات مختلفة في تعز وغيرها.. والمضحك في الموضوع أن الجنود الأجانب يسعون لحماية الحرمين الشريفين وحماية الدين من أهل الحكمة والإيمان.


بشائر النصر تفرض نفسها اليوم قبل مؤتمر (جنيف2) بإعلان ما تسمى بحكومة الفار هادي إيقاف العدوان السعودي على اليمن مدة أسبوع مع بدء مؤتمر (جنيف2).. ونحن لا نعول على مؤتمر (جنيف2) ولا على إعلان إيقاف العدوان.. وندعو إلى الحذر التام والتعامل مع (جنيف2) بحرص.. فما لم يستطيعوا الحصول عليه بالعدوان.. سيحاولون الحصول عليه بـ(جنيف2).