الخبر وما وراء الخبر

حياتي بيولوجي !!

50

بقلم | الحسين أحمد السراجي

وأخيراً تودع ابنتي لمياء الدراسة الجامعية وتحتفي بانتهائها تحت عنوان (حياتي بيولوجي) !!.

أربع سنوات كفاح في ظروف عصيبة ووضع استثنائي مثلها مثل بقية زملائها وزميلاتها الذين كافحوا للوصول للبكالوريوس بعد الزواج خصوصاً.

وتبقى للمياء خصوصية الكفاح والنضال كونها متزوجة وأم لطفلين ونجاحها وتميزها يجعل منها حالة خاصة للنجاح في زمن الفشل ومبرراته ( الزواج والأولاد) !!.

لم تتوقف عن الدراسة ولم ترسب ولم تتأخر عن قطار الرباط والثبات والنضال لإثبات الذات ومواجهة عوامل الإحباط التي تواجهها ونظيراتها من المتزوجات الأمهات !!.

كما كانت لمياء متفوقة في دراستها الأساسية ونجحت في امتحانات الثانوية بتفوق فقد أثبتت أنها قدَّ التحدي وواجهت امتحان العجز وتفوقت في ميدان ومضمار التنافس العلمي لتثبت لأسرتها أنها ابنة ناجحة ولزوجها أنها زوجة رائدة ولطفليها أنها أم مثالية وللجميع أنها عنوان مستقبل واعد لوطنها وأمتها.

إنني كأبٍ يشعر بالفخر فمازلت أتذكر سعادتي الغامرة بظهور نتائج الثانوية في الأيام التي كانت فيها عروسة فما علمت بأيهما أنا أكثر فرحاً: بزواجها أم بتفوقها؟.

لنجاح لمياء وتفوقها عناوين كثيرة تبدأ بوالديها وتمر بزوجها وتنتهي بجميع أفراد أسرتها فجميعهم وقف إلى جوارها وشجَّعها وأعانها وليس هناك أفرح منهم بنجاحها وتفوقها !!.

خالص التهاني القلبية لكِ يا ابنتي وعقبى للماجستير والدكتوراة والأستاذية سائلاً الله لك التوفيق في حياتك كلها.

( حياتي بيولوجي ) كان عنوان التخرج لدفعة لمياء بقاعة خليجي 20 اليوم السبت 8 شعبان 1440هـ الموافق 13 أبريل 2019م !! حفل بهيج وصاخب حضر فيه كل شيء إلا العدوان فما سمعت كلمة عنه وكأن الحفل ومعدوه ومنظموه جميعاً مع العدوان !! حالة غريبة وشاذة وتضع ألف تساؤل وتعجب أمام رئاسة جامعة صنعاء والله من وراء القصد .