الخبر وما وراء الخبر

مشروع الرئيس الشهيد: عام على الولادة والشهادة.

156

ذمار نيوز.|خاص | تقرير: فؤاد الجنيد 8 شعبان 1440هـ الموافق 13 ابريل، 2019م

قبل عام، وتحديدا مع تدشين العام الرابع من الصمود والثبات في وجه العدوان، خرج الأسد من عرينه في خطاب تأريخي من أمام أطلال الخراب والدمار الذي خلفه طيران العدوان في ميدان السبعين، أو بالأحرى من أمام ضريحه الطاهر ورفاقه الذي أضحى اليوم مزارا للكرامة والفداء، وقبلة للحرية في مصلاها الخالد، يومها أطلق الرئيس الشهيد مشروعه الوطني “يد تحمي ويد تبني”، يد تبني ويد تقبض على الزناد، لم تكن تلك العبارة كلاما هتف بها الرئيس الشهيد لتتناقله وسائل الإعلام، ويتحدث عنه الناس في المقاهي والشوارع؛ بل كانت مسئولية حملها على عاتقه معولا على من حوله من الرجال المجاهدين الصادقين.

ما وراء شعار المشروع

يد تحمي الوطن، ويد تعمل وتخطط وتنفذ لمستقبل أفضل لأبنائه، هي إستراتيجية وطنية وتاريخية في زمن حرب ضروس، وحصار مطبق وخانق، فيه يتم توثيق العلاقة بين مؤسسات الدولة، تمهيدا لتنشيط العمل والبناء والتنمية، وفي المقابل هناك يد أخرى تحمل السلاح للذود عن حياض الوطن وأمنه واستقراره، والحفاظ على ممتلكاته ومكتسباته، فالشعب اليمني، الذي استطاع أن يحمي وطنه ضد عدوان بربري عالمي، قادر بكل عزيمة ويقين أن يبنيه، وأن يجعل رؤيته للمستقبل إيجابية وطموحة نحو بناء الدولة المدنية التي تمتلك حق القرار السيادي بعيدًا عن أي تدخلات أو وصاية، تلك السيادة التي دفع الشعب اليمني من أجلها خيرة شبابه وأبنائه، وقدم قوافل من الشهداء، وبذل عظيم التضحيات ليعيش حراً أبياً فوق أرضه وترابه، وكله أمل وقاد نحو النهضة والتنمية والبناء.

رؤية عميقة

كان الرئيس الشهيد صالح الصماد سلام الله عليه متمتعا بموهبة عالية في لم شمل الأطراف اليمنية وتعاضدها لتكون ذلك الحصن المنيع من اختراق الجبهة الداخلية أو زعزعتها، وظن العدوان بجريمة إغتيال الرئيس الشهيد أنه نجح في شرذمة الأطراف الصامدة التي دأبت على مواجهته بكل قوة وحزم، ولم يع أن الشهيد الصماد كان له هذا القبول والالتفاف حوله؛ ليس لشخصه فحسب، بل أيضا للثقافة التي تغذت بها روحه وعقله لتتجسد في أعماقه وفكره ومشروعه وتوجهه في واقعه، وفشل العدوان فشلا ذريعا في استهداف المشروع بالرغم من استهدافه رجل المشروع. من هنا يظهر جليا أن شخص الشهيد الصماد فقط هو من غاب، ولكن لم تغب ثقافته وتوجهه ومشروعه وإخلاصه ووفائه وتفانيه في خدمة وطنه العزيز، والقيادة السياسية الجديدة هي الشهيد الصماد في العقل والفكر والتوجه والمشروع الذي نشده الشهيد وينشده الشعب اليمني في نيل حريته واستقلاله وعزته وكرامته، ليكون طرفا قويا يمتلك قراره، ويفرض سياسته على الساحتين الإقليمية والدولية.

الترجمة والإلتفاف

إن أهمية ترجمة ما خطه الرئيس الشهيد والالتفاف حول مشروعه، يأتي من الأهمية الحقيقية والجوهرية في استمرار صمود الشعب اليمني فرادى وجماعات، والمضي قدما في مشروع الحماية والبناء الذي وضعه الشهيد الصماد، بالتوازي مع إفشال كل مشاريع زعزعة الأمن وإثارة القلاقل والشائعات، وتفويت الفرصة على المتربصين بهذا الشعب للنيل منه حقدا وكرها، وتظهر الأحداث الماضية والآنية مدى خطورة هذا العدوان والآثار التي قد تلحق بالشعب اليمني فيما لو تكاسل أو تخاذل أو تهاون أمام هذه الأحداث وخطورتها، ففي هذا الالتفاف مساعدة القيادة في حماية الأرض والشعب والمال والعرض، وتسهيل الاستمرار في الإصلاحات، وتخفيف معاناة الشعب الصامد، الذي لم تزده جريمة إغتيال الرئيس الشهيد إلا قوة واصرارا وإرادة وعزيمة على مواجهة هذا العدوان الدنيء، معتبرين أن كل الأحرار في الشعب اليمني هم صالح الصماد، ناهيك عن ضرورة التكثيف والإستمرار في رفد الجبهات بالمال والرجال، وتثبيت دعائم الإحسان والتكافل في أوساط المجتمع اليمني.

مسك الختام

لم تكن الأربعة أعوام الماضية من العدوان البربري على اليمن إلا مدرسة تخرج منها اليمنيون اشد عودا واقوى وقودا، وهاهم يقتحمون العام الخامس بتفرد وتميز وعزة ورباطة جأش، ويتفننون في إنهاك العدوان ومرتزقته، وما كان سيكون ذلك سوى بالالتفاف حول القيادة السياسية لتعزيزها في الصمود، والاستمرار في القيام بمسؤولياتها، والاستمرار في مشروع بناء الدولة الجديدة التي ينشدها الشعب اليمني تحت شعار يد تحمي ويد تبني، حتى يكون الجميع بمستوى هذه التحديات التي انحنت إرهاقا من صلابة هذا الشعب العظيم وبكل جدية ومسؤولية. وإلى جانب إيمان اليمنيين قاطبة أن الشهيد الرئيس صالح الصماد كان رجل دولة استثناني، جاء في وقت عصيب، واستطاع السير بين الألغام بحكمة وذكاء حتى لقي الله شهيدا، وهو يعمل على تنفيذ وتطبيق مشروعه الذي أطلقه مع بدء العام الرابع للعدوان “يد تحمي ويد تبني”، إلا أن إيمانهم الأكبر هو شعورهم الصادق بأن وصيته مسؤولية وطنية ينبغي على الجميع التحرك لتنفيذها والإنتصار لها رغم كل التحديات والظروف مهما كلف الأمر من تضحيات.