الخبر وما وراء الخبر

نهاية الحصة الرابعة بداية الضربة الفاجعة

67

ذمار نيوز | مقالات 7 شعبان 1440هـ الموافق 12 ابريل 2019م

بقلم / ماجد جدبان

في يوم الأحد السابع من إبريل حدثت أكبر مجزرة في العاصمة صنعاء، مجزرة مروعة بحق أطفال مدرسة الراعي بحي سعوان عندما كان أكثر من ألف طالب يتلقون تعليمهم في المدرسة ويقتربون من نهاية الحصة الرابعة في تلك الفصول المبنية بصبات الإسمنت، والحديد، ولتخترق الجدران أثناءها شظايا قنابل العدوان الحاقدة ويدوي صوت انفجارها وضرب طيرانها في كل أرجاء العاصمة ليجعل من الحبر دماً ومن الأجساد كتبا وشظايا متناثرة ستكون في محطة التاريخ الإنساني شاهدا حيا على أقذر وأبشع عدوان حدث على وجه الأرض على اليمن وشعبها العظيم.

هذه الجرائم بحق الأطفال والطلاب وعلى مدى أربع سنوات تظهر إلى أي مدى تجردت قوى تحالف العدوان عن الإنسانية وإلى أي مدى تطورت طبيعة النفاق والحقد لدى رموز العمالة والارتزاق من اليمنيين تلك الطبيعة التي أوصلتهم إلى أن يرضوا باستهداف أبنائهم ومناطقهم بأوامر أسيادهم الذين من الأولى أن يكونوا أعدائهم وكأن الشعب اليمني زريبة أغنام عندهم يذبح كل فيها أطفال ونساء كيف لا وهم من أفتوا بجواز قتل 25 مليون يمني ليبقوا هم، والله لو كانت هذه المجازر بحق البوذيين في الصين وعباد البقر في الهند لما سكتت أمتهم، فقط المسلمون من يسكتون.

يجب علينا تجاهها كشعب يمني صامد وحر، أن لا نسكت أمامها ولا نجبن تجاهها لأن بقية السيف أبقى مالا وأكثر عدداً كما قال الأمام علي عليه السلام ولنتجنب الضربة الإلهية من جهة وضربات الأعداء واستمرارها من جهة أخرى، فمن يسكت ومن يجبن أمام أوضاع كهذه هو الخاسر وهو من لا يحقق الله على يديه نصر ولا غلبة على الأعداء لأن قتل الأطفال لن تجف جراحه إلا بمحاكمة المجرمين والاقتصاص منهم في كل ثغر وميدان، لن يخمد لهيبنا إلا بعد أن تنطفئ جراح أمهاتهم ولن تغيب ذكرى مآسيهم إلا بعد أن ننال من مرتكبي الجريمة.

نحن لن نتوقف عن التحرك والنفير والاقتصاص حتى نوقف نزيف دماء ودموع أمهاتهم، ولكي نتمكن من الاقتصاص لابد لنا من مواصلة الجهاد وأن نقف شامخين وأن لا نتراجع وأن لا ننسى ما جرى، ولنجعل من حروقهم وأوجاع أهاليهم غليانا يجري في دمائنا ويسري في زناد بنادقنا، لا أحيانا الله إن تراجعنا أو تخاذلنا وإن بقيت للمجرمين حياة ينعمون بها، سنصنع لهم الموت ولنا الحياة لأنهم في طريق الشيطان ونحن في طريق الله ورضوانه، لهم الفناء ولنا البقاء وستبقى ذاكرة الشهداء الذين غدرت بهم أياديهم قتلى من الطلاب والأطفال وغيرهم قصة تحكى في كل المدارس والأجيال إلى أن تقوم الساعة وصيحة عليهم من كل حنجرة تألمت ولعنة عليهم من كل أم أثكلت وبكت، سيكون الويل لهم من بأس أيدي كل من يأبى الله له أن يعيش حالة الذل والقهر والاستعباد وهذا ما يشعر به الشعب كل الشعب .

في الختام لا نقول أن ما حصل في مدرسة الراعي وحي سعوان في العاصمة صنعاء جريمة حرب فحسب بل هو إجرام ووحشية وقتل متعمد وضربة هزت كل الوطن العربي قبل أن تهز الشعب اليمني وهزت ضمير كل عربي قبل أن تهز الضمير اليمني

ثقتنا بالله كبيرة وما ارتكاب قوى العدوان لهذه المجازر إلا دليل على قرب زوالها أما نحن فبرغم هول هذه المجازر إلا اننا سنواصل صمودنا في سبيل الاستقلال والعزة والكرامة إذ لا كرامة بلا تضحية والخاسرون هم من يخسرون أنفسهم وأهليهم يوم القيامة هم من يقاتلون في صف العدوان ويقاتلون أبناء شعبهم وجلدتهم ووطنهم بلا استثناء لهم الخزي في الدنيا والعاقبة للمتقين (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) (ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون ويرجون من الله مالا ترجون ).