دعوة العدوان لمؤتمر دولي لإعادة الإعمار في اليمن مؤشر لتهربه
كتب: محمد الحسني
أعتتبر مراقبون دعوة ملك السعودية في القمة الخليجية الأخيرة لمؤتمر دولي لإعادة الإعمار في اليمن مؤشر لتهربه وتنصله من معالجة آثار العدوان الذي شنه على اليمن دون مبرر منذ أكثر من تسعة أشهر ودمر خلاله كل مقومات البنية التحتية لليمن.
وكان أكد وزير الخارجية السعودي،عادل الجبير،التزام دولته بإعادة إعمار اليمن وبناء ما دمرته بلاده وحلفاءها في اليمن.
وذهب المراقبون إلى القول أن السعودية لم تفِ بالتزامها في مؤتمر المانحين فكيف ستفي بالتزاماتها في إعادة الإعمار.
وتعهدت السعودية في مؤتمر المانحين الذي عقد في العام 2012 بدفع 3.25 مليار دولار من إجمالي تعهدات المانحين البالغة 7.89 مليار دولار.
يقول سلطان بركات مدير الأبحاث، مركز بروكنجز “إذا أرادت المملكة العربية السعودية حقاً إثبات “عزم العرب على العمل وحدهم”، فهي تحتاج إلى إظهار أن الدول العربية بوسعها إعادة بناء دولة دمرتها الصراعات المزمنة في وسطها – دولة يمكن أن يتم انقاذها، على عكس ليبيا أو سوريا أو العراق، التي مزقتها الحرب”.
ويضيف بركات ” ينبغي على السعودية البناء على قرار الأمم المتحدة لتأمين خطة لإعادة إعمار اليمن وتمويلها على المدى الطويل، كما يتعين على السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي ألا تكتب شيكاً للأمم المتحدة وتترك الهيئات والمنظمات غير الحكومية تحت مظلة هذه الأخيرة تعالج مسألة اليمن بنفسها. فقد أظهرت التجربة اليمنية مراراً وتكراراً بأن هذه الهيئات غير قادرة على بناء قدرات الدولة أو توفير تنمية فعالة على المدى الطويل – وهو إخفاقٌ أوصل اليمن إلى شفير الأزمة في المقام الأول”.
وأوضح بركات” مهما كانت رؤية إعادة الإعمار المنبثقة، فإن دول مجلس التعاون الخليجي يجب أن تظل جزءاً مشاركاً في تطويرها وتنفيذها على المدى الطويل”.
ومن الصعب الحديث عن الكلفة الإجمالية لإعادة إعمار اليمن والبلاد ما تزال تتكبد خسائر يومية جراء استمرار العدوان، فضلاً عن أن الاقتصاد اليمني يشهد حالة من الانهيار فضلا عن أن الحياة في اليمن عادت بدائية وتفتقر لأبسط أساسيات الحياة كالمياه والكهرباء وغيرها.
اليمن كانت وفقاً لخبراء بحاجة لخمسن مليار دولار في الوضع الطبيعي خلال 10 سنوات، أما في الحالة الراهنة ونظراً للخسائر وحالة الانهيار لكثير من القطاعات فإنها وفقاً لدراسات قام بها مركز الإعلام والدراسات الاقتصادية بحاجة لهذا الرقم على الأقل خلال 5 سنوات.
رئيس مؤسسة يمن كابيتال للتنمية والبحوث الدكتور منير حسن سيف يتفق أيضاً على صعوبة تحديد الرقم النهائي لإعادة الإعمار لا سيما في ظل استمرار الحرب، لكنه أشار إلى أن اليمن قبل الحرب كانت محتاجة لنحو 10 مليارات دولار لتأهيل الاقتصاد اليمني، فمعناه الآن أن الرقم سيكون مضاعفاً بمرات.
دخول السعودية في عدوانها على اليمن منذ اليوم الأول ضمن حلف يؤكد وفقا للمتابعين تنصلها فيما بعد من تبعات ما أقدمت عليه فهي ماتزال تفكر بعقلية قريش ونظرية ” يتفرق دمه بين القبائل” هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فهي كانت تدرك أنها أي السعودية تمتلك جيشا ضعيفا أو بالأحرى لا تمتلك جيشا.
ربما سيقول قائل لماذا تقدم السعودية على حرب ستكون فيها الخاسرة بكل المقاييس فضلا عن كونها من سيدفع فاتورة إصلاح ما خلفته الحرب لكنها شهية ملوكها المتوارثة في كن العداء لليمن وهستيريا العمل بوصية الجد المؤسس المملكة في اعتبار اليمن مصدر الخير والشر للمملكة المستوطنة للوطن العربي.
ظلت مبررات السعودية في العدوان على اليمن تتلاشى شيئا فشيئا منذ الوهلة الأولى فادعاءات إعادة الشرعية وحماية الأمن القومي العربي ظهر زيفها سريعا لاسيما في الحصار الغاشم الذي لم يستثن أحدا حتى المصدقين لترهات أبواق النظام السعودية وادواته والضرب الجوية التي استهدفت مرتزقتها في مرات عدة هذا كله فضلا عن استهدافها للرموز والمدن الأثرية والحضرية التي تؤكد الهدف الحقيقي من الحقيقي من العدوان وهو تدمير اليمن وقتل شعبه.
العدوان السعودي باعتباره الأداة الأكثر فاعلية لخدمة أهداف وأجندة أمريكا وإسرائيل في المنطقة نفذ سواء علم ذلك أو لم يعلم خطة التقسيم للعالم العربي وفقا ما استهواه رجل الخطوط السبعة وسايس بيكو الجديدة التي أعلنت عنها واشنطن وأسمتها بالشرق الأوسط الكبير.