الخبر وما وراء الخبر

الدريهمي.. الشاهد الحي على جرائم ووحشية العدوان

92

ذمار نيوز |صحيفة الثورة 1 شعبان 1440هـ الموافق 6 إبريل، 2019م

عشية مرور تسعة أشهر على حصار مدينة الدريهمي بمحافظة الحديدة من قبل قوى الغزو والاحتلال ومرتزقتهم دق عضو المجلس السياسي الأعلى أكثر من جرس إنذار من خطر الكارثة الإنسانية التي تحيط بمدينة الدريهمي المحاصرة في الحديدة والتي تحولت إلى سجن كبير بسبب الحصار اللاإنساني الظالم من قوى الغزو والاحتلال ومرتزقتهم في ظل إغلاق منافدها، واستنكر محمد علي الحوثي صمت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية في تجاهل حصار العدوان على المدينة على مدى 6 أشهر، ودعا السلطة المحلية بالحديدة لتجهيز قافلة لمدينة الدريهمي في ظل عدم تقديم أي مساعدة تذكر لأهالي المنطقة على مدى تلك الفترة، وخاطب رئيس بعثة الأمم المتحدة ممثلة بالجنرال مايكل لوليسغارد وومسؤولي المنظمات الدولية إلى مرافقتها حتى يتم ضمان ايصالها لأهالي المنطقة وعدم قصفها من الطيران محملا الأمم المتحدة والمنظمات الدولية العاملة في مجال الإغاثة مسؤولية ما سيترتب عليه استمرار حصار المدينة .

من جانبه أكد محافظ الحديدة محمد عياش قحيم أن المجتمع الدولي لم يحرك ساكنًا ولم يصدر عنه أي موقف حيال المنطقة المحاصرة، معتبرًا ان حصار أكثر من سبعة آلاف مواطن لمدة تزيد عن 180 يوما هو أطول عقاب جماعي في تأريخ المنطقة ويكشف وحشية القائمين عليه وانعدام انسانيتهم وقال “في مناطق مختلفة من العالم يعيش المجتمع الدولي هيجانًا بسبب محاصرة مسلحين مقابل التزامه الصمت حيال الدريهمي” متسائلا “هل فكر المجتمع الدولي والعالم في ارسال لجنة تقصي أو مساعدات كما يحدث مع كل العالم” وشدد قحيم على ضروة تجرد المجتمع الدولي من ازدواجيته، واتخاذ موقف جرئ حيال ما يحدث في الدريهمي، مشيرا إلى ان هذا الحصار عرى الدعاوى باحترام حقوق الإنسان وأضاف “بحصار الدريهمي 6 اشهر وأكثر لن تستطيعوا أن تحاصروا قلوب الصامدين فيها وايمانهم الوثيق بقضيتهم والدفاع عن عرضهم وأرضهم” وتابع قائلا: “لقد فشلتم في حصار الدريهمي خلال هذه المدة ولم ولن تستطيعوا أن تحققوا ما تريدون من ورائه”وحيا قحيم أهالي الدريهمي وكافة المعتصمين وكل من صمد وصبر على حصار المنطقة المستمر من قبل مرتزقة العدوان وطالب بعثة الأمم المتحدة التنسيق لإدخال مساعدات للمواطنين القاطنين فيها .

كما أوضح قحيم في رسالة وجهها الأسبوع الماضي لرئيس بعثة الأمم المتحدة مايكل لوليسغارد أن أكثر من سبعة آلاف مواطن محاصرين في مدينة الدريهمي، يعيشون أوضاعا إنسانية كارثية وأعرب عن امله في قيام البعثة بالعمل والتنسيق لتحييد طيران العدوان السعودي الأمريكي أثناء مرور القوافل الدولية والمحلية لمدينة الدريهمي المحاصرة والتي تتعرض لغارات وقصف متواصل منذ إطباق الحصار عليها، وأشار إلى أنه سبق مخاطبة رئيس البعثة السابق حول الوضع الكارثي في المدينة جراء ما تفرضه قوى العدوان من حصار عليها وعدم تمكن المنظمات الدولية والمحلية من تقديم المساعدات الغذائية والدواء للسكان المحاصرين طوال تلك الفترة .

* بدورهم أكد علماء الحديدة أن محاصرة قوات مرتزقة العدوان السعودي الأمريكي لمنطقة الدريهمي جريمة منظمة رسمياً وتتحرك في خط تصاعدي تخللته الكثير من الأعمال الإرهابية والداعشية لسلب الأمان عن الأهالي والآمنين، ولإرغامهم على الانكسار والاستسلام والخضوع للمرتزقة والغزاة وناشدوا الضمائر الحية في العالم العربي والإسلامي والمنظمات برفع الصوت عاليا حيال هذا الحصار الظالم على الدريهمي والقاطنين فيها .

* من جانبهم طالب اعلاميو وناشطو ومسؤولو المنظمات المجتمعية بالحديدة منظمة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بتدخلهم للضغط على غزاة ومرتزقة قوى العدوان رفع الحصار المفروض على مدينة الدريهمي منذ 6 اشهر بسبب الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها أبناؤها من نقص شديد للمواد الغذائية والدوائية في وقت مايزال أهالي المنطقة يعانون من قصف مستمر لقراهم ومنازلهم من قبل الغزاة المرتزقة المتواجدين بالساحل الغربي وأكدوا أن مدينة الدريهمى الواقعة على الشريط الساحلي الغربي والقرى المجاورة تمر بأوضاع مأساوية صعبة للغاية اقتصاديا وإنسانيا بشكل غير مسبوق جراء الحصار المستمر والممنهج الذي يهدف بشكل أساسي إلى تهجيرهم ودفنهم أحياء وإقصائهم عن مدينتهم ومصادرة كل ما يمتلكونه من ثروات آملين من بعثة الأمم المتحدة التعاون وضمان وصول المساعدات للمحاصرين فيها.

* من جهتها نددت السلطة المحلية في المحافظة باستمرار حصار مدينة الدريهمي وعدم تحييد الطيران الحربي لإيصال المساعدات الغذائية والدوائية للمحاصرين بالمدينة، وكذا استمرار تحليق الطيران وقصف عدد من مديريات المحافظة والذي يؤدي لإزهاق المزيد من الأرواح إلى جانب إعادة تموضع قوى العدوان والمرتزقة .

ولفتت السلطة المحلية في بيان صادر عنها إلى أن خروقات العدوان تؤكد عدم التزام دول التحالف باتفاق السويد المعلن عنه والمماطلة في تنفيذ إعادة الانتشار وسعيها لإزهاق المزيد من أرواح المدنيين وأكد البيان حرص قيادة السلطة المحلية على سلامة أبناء المحافظة وسعيها لتحقيق السلام من خلال تنفيذ اتفاق السويد دون انتقائية، مشيرا إلى أن استمرار دول العدوان في استهداف المواطنين، يؤكد عدم احترامها لقرارات المجتمع الدولي وعدم رغبتها في إحلال السلام.

وأشاد البيان بالتزام الجيش واللجان الشعبية لوقف إطلاق النار وعدم الرد على خروقات قوى العدوان وكذا الحرص على سلامة المواطنين الذين تتفاقم أوضاعهم المعيشية بسبب الحصار ومنع الغذاء والدواء عنهم، وحمل البيان دول العدوان بقيادة السعودية والإمارات ومن خلفها أمريكا ما وصل إليه حال المواطنين بالمحافظة من وضع إنساني صعب، بسبب استمرارها في التصعيد والأعمال العدائية والمماطلة في تنفيذ اتفاق السويد وطالب البيان الأمم المتحدة والمجتمع الدولي باتخاذ موقف إزاء خروقات وانتهاكات دول العدوان والعمل على إيقاف جرائمها بحق الشعب اليمني، خصوصا في محافظة الحديدة، واستنكر البيان تصريحات وزيري خارجية بريطانيا وأمريكا والتي أعطت الضوء الأخضر للسعودية والإمارات في التصعيد الأخير بالمحافظة والاستمرار في قتل الأبرياء من النساء والأطفال .

* بدورها وجهت وزارة الصحة العامة والسكان عبر القطاعات الصحية بالحديدة نداء استغاثة بالمجتمع الدولي للتحرك الفوري لمنع الكارثة، بعدما بات المرضى على بعد خطوات من الموت جراء الحصار الخانق الذي يفرضه قوى الغزو والاحتلال ومرتزقتهم على منطقة الدريهمي الساحلية على حياة قاطنيها .

* فيما أكد فرع اتحاد النقابات العمالية بالحديدة أنه لا بد على الأمم المتحدة تحمل مسؤولياتها المتعلقة بدعم ومساعدة أهالي مدينة الدريهمي وفق اللوائح الأممية التي أقرها المجتمع الدولي منددا بالوضعية الخطيرة التي يعانيها مواطنو المدينة خاصة في ظل القمع الشنيع المفروض عليهم من قبل قوى الغزو والاحتلال ومرتزقتهم.

* فيما استغرب الإعلامي ابراهيم تويمه طريقة تعاطي وسائل الإعلام العربية والأجنبية مع الحركات الاحتجاجية في بعض الدول العربية والتركيز الإعلامي عليها فيما تتجاهل ولا تركز على المطلب الشرعي والجلي لمواطني الدريهمي في رفع الحصار عنهم وامدادهم بالغذاء والدواء وأكد أن المجتمع الدولي يلعب على حبل ربح الوقت وسياسة الهروب إلى الأمام وتجاهل حقوق الإنسان والمواثيق والقوانين الدولية، منبها إلى أن السكان في مدينة الدريهمي يعانون حاليا من الظروف المعيشية القاسية المفروضة عليهم من طرف غزاة مرتزقة العدوان.

وأشار إلى أن الحصار ضاعف المعاناة وأنهك الأسر، وقلص فرصة الحصول على احتياجاتها الأساسية بالحد المعقول واستطرد تويمة بالقول: هذا هو حال ابناء الدريهمي الصامدين الصابرين والمظلومين الذين يتعرضون لأبشع عدوان وبأقوى وأفتك الأسلحة يُقتّلون من قبل تحالف القتل والإرهاب العالمي بقيادة امريكا ومملكة بني سعود ودويلة عيال زايد ابناء الدريهمي معاناتهم تختلف عن بقية ابناء الشعب اليمني رغم ان كل ابناء الشعب اليمني تضرر من العدوان وعانى ولازال يعاني حتى اللحظة لكن ابناء الدريهمي يعانون الأمرّين.

وأشار إلى أن أكثر الأسر بات العديد من ابنائها شهداء والبقية جرحى ومعاقين جراء القصف لمنازلهم وفوق رؤوسهم واغلب الأسر فقدت عائلها وولي أمرها ومن كان يقوم على اطعامها وادارة شؤونها وخسروا كل ما يملكون، منازلهم دمرت وممتلكاتهم ومزارعهم اُتلفت وأصبحت أثرا بعد عين.

وأضاف: أبناء الدريهمي الذين ترتكب بحقهم عشرات الجرائم يوميا وحصار مطبق عليهم هي جرائم يندى لها الجبين، ولفت إلى أن كل ما يجري في مدينة الدريهمي ويقابله صمت عار في جبين الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية الصامتة على ما يرتكبه تحالف العدوان من جرائم بحق ابنائها الذين لهم حق الحياة والعيش بكرامة هم لم يرتكبوا أي جريمة لم يهددوا السلم والأمن العالمي لا يمتلكون اسلحة نووية يهددون بها البشرية لايشكلون خطرا على خطوط التجارة والملاحة الدولية ذنبهم انهم يحبون بلدهم رافضين للخضوع والاستسلام لقوى الشر العالمي وتحالفهم الإجرامي .. موجها تساؤله.. أين الناشطون ودعاة الإنسانية والمنظمات الحقوقية مما يتعرض له أبناء الدريهمي والشعب اليمني من جرائم ضد البشرية يندى لها جبين الإنسانية؟ ودعا تويمة احرار العالم الحقوقيين والإنسانيين إلى نصرة أهل مدينة الدريهمي بالحديدة وتبني قضيتهم ورفع الحصار عنهم وتسيير قوافل اغاثية لهم .

* كما تحدث الينا عدد من النازحين من مدينة الدريهمي ممن اضطروا للنزوح منها والذين التقيناهم بعد شق الأنفس والسفر اليهم لمديرية المراوعة التي نزوحوا اليها من آل صومل ومكي وابراهيم فرج والجنيد بالقول :

لا شك أن الوضع في مدينة الدريهمي يشهد على كونه أسوأ أماكن يمكن العيش فيها على الإطلاق في هذا العام، فالمدينة تحت الحصار الخانق ولا سبيل للعيش فيها التي يتجلى جزء منها في انعدام الخدمات والاعتداءات المتكررة من قبل مرتزقة العدوان على أهالي المدينة، وأشاروا إلى أن الحصار رافقه تدهور على كافة الأوضاع و المستويات والقطاعات لا سيما الوضع الصحي، إذ ينتظر عشرات المرضى العبور من المدينة إلى مركز المحافظة لتأمين احتياجاتهم الغذائية والعلاجية ، كما تشهد صيدليات وحدات ومراكز ومستشفيات الدريهمي عجزا كليا وانعداما في الأدوية و المواد الطبية المختلفة وافتقار المحلات للمواد الغذائية الضرورية كما تعاني مدينة الدريهمي المحاصرة من فقدان الموارد الطبيعية وتفشي الأمراض وأحوال اجتماعية واقتصادية قاسية بفعل الحصار من جهة، وشحة المساعدات وامتناع العديد من المنظمات الدولية والمحلية عن تقديمها لها من جهة أخرى .

* من جهتهم أكد عدد من الأدباء والكتاب والمفكرين في اتحاد النقابة بالحديدة أن أي شيء في هذا العالم يوقع ظلما ماديا أو معنويا بالإنسان، أي إنسان، أيا كان دينه أو عرقه أو لونه أو جنسه، هو جرم لا إنساني ينبغي على الإنسانية كلها رفضه والتصدي له باعتبار أن الظلم هو أبشع أنواع الجرم في الشرائع السماوية والإنسانية كلها وأية سياسة عالمية أو وطنية، اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية أو إعلامية لا تلتزم بالقيم السماوية وبالمبادئ الإنسانية منطلقا وغاية ووسيلة، ولا تضع غايتها تحقق إنسانية الإنسان ولا تحترم في وسائلها حقوق الإنسان بما يحفظ حياته وأمنه وأمانه وكرامته الإنسانية هي سياسة لا إنسانية أو مهارة شريرة وأية ثقافة تبرر الاستعمار وغزو الأوطان أو تبشر بالعنصرية واستغلال الإنسان ودفعه إلى الموت جوعا في بعض أجزاء العالم ظلما أو جشعا هي ثقافة لا إنسانية أو مهارة مريضة بغير أخلاق ولا ضمير، لا ينبغي الصمت عنها أو الوقوف منها موقف المتفرج.