الخبر وما وراء الخبر

الريشة واللون في مواجهة العدوان.

155

ذمار نيوز | خاص | تقرير: فؤاد الجنيد 1 شعبان 1440هـ الموافق 6 إبريل، 2019م

في ذمار المجد أناسٌ حتّى من الألم والدمار يصنعون قصص أمل وحياة، وعبارات بالألوان تختصر الواقع اليمني عموماً، وتحديداً، واقع محافظة ذمار التي كغيرها من المحافظات تتعرّض إلى عدوان بربري متواصل للعام الرابع على التوالي. إذ يستغلّ هؤلاء المبدعون أيّ ظروف لإثبات مدى قدرتهم على التحدّي والصمود، فمنهم من يحوّل كلّ غارة سعودية إلى لوحة فنية بتحوير الدخان المتصاعد من المباني المقصوفة، بعد الغارة، إلى وجوه وأشكال فيها من الفنّ ما فيها ومن التحدّي ما لا توصفه العبارات. أحد أعمدة الدخان حوّلها الرسام إلى رسم سيّدة تقف في السماء لتتفقّد أحوال المدينة بعد القصف، وآخر حوّله إلى علامة نصر، وثالث صوّره في شكل وجه إنسان هَرِم ينظر بتأمّل وألم ويراقب ما يحصل في المدينة، إنها إبداعات طلاب التربية الفنية بجامعة ذمار في معرض الجامعة السنوي بمناسبة مرور أربعة أعوام من الصمود والثبات في وجه العدوان.

جبهات الريشة واللون

تشكل الريشة واللون جبهة هامة في كشف مخططات العدوان وفضح أهدافه ومآربه، والثقافة والفن هما نتاج أفكار المجتمع وثقافته وسلوكه وممارساته، وهما معيار الأفكار وميزان الوعي والموقف، وعندما تجد أن الثقافات والفنون تختزل ابداعاتها ورسائلها في فكرة معينة وموقف معين، فهذا يعني وحدة القضية والرأي، ويعني أن المجتمع محصن من شوائب الأمور، وأن مجتمع كهذا عصي على الإستكانة والضعف، وعصي على الهزيمة والتراجع.

إرادة لا تقهر

إرادة الشعب اليمني إرادة صلبة ونابضة بالحياة والصمود والتحدي، لا تنكسر أمام أي قوة، وهي إرادة تبرز مدى صلابة وعزيمة هذا الشعب الأبي الذي لا ينكسر ولا ينقهر أمام العدوان والطغيان. وفي كل فترات العدوان تشهد البلاد معارض تشكيلية لمجموعة من الفنانين المبدعين والشباب والهواة الذين غمسوا ريشتهم في ألوان الحياة والتحدي، ورسموا عدة لوحات فنية بديعة عكست ذلك الصمود والتطلع إلى الحياة ومواجهة العدوان، كما عكست وبخطوط وألوان معبرة مدى فضاعة العدوان الغاشم على بلادنا وهمجيته ووحشيته وحقده على الشعب اليمني وعلى أرضه الطاهرة.

معرض جامعة ذمار

نظمت جامعة ذمار معرضا فنيا واسعا بكوكبة من طلابها المبدعين، وفي المعرض سترى لوحات تشكيلية سجلت مواقف الصمود والمواجهة، كما سجلت ودونت ذلك الألم والخراب والطغيان الذي لحق بالأرض والإنسان من قبل العدوان الغاشم، والذي سيظل في ذاكرة الأجيال والتاريخ شاهداً على فضاعة جرائم العدوان والطغيان وحلفاء قرن الشيطان، ورغم الألم والمعاناة إلا أن الإرادة والصمود والتحدي هو عنوان لشعب اليمن العظيم كما ابرزته تلك اللوحات الفنية.

مجسمات حية

يظهر المعرض مجسمات حية من إبداعات الطلاب للمباني والمؤسسات والمكاتب والمراكز والمدارس، وجميع ما دمره العدوان من البنية التحتية في محافظة ذمار، وأخرج للعيان صورة طبيعية بأبعاد مختلفة ليجسد بذلك غطرسة العدوان في استهداف الجغرافيا الحيوية للقضاء على مقومات الحياة اليمنية، وفي المقابل هناك مجسمات لعمليات الردع اليمني تجاه ذلك، فتجد مجسمات الطيران المسير وصواريخ البركان والتوشكا ووحدات القوات البرية، إلى جانب اللوحات الفنية التي تواجه وتكشف بشاعة العدوان، كما تبرز روعة صمود أبناء هذا الشعب المجيد.

مسك الختام

في معركة المصير والقضية والموقف تتجانس المواقف والأدوار، وتتحد المحددات والأدوات والسبل في مواجهة العدوان، ويشكل كل فرد من أبناء الشعب جبهة فردية يؤدي من خلالها واجبه الديني والأخلاقي والوطني في مقارعة أئمة الكفر والنفاق في زمن الأقنعة المدجنة، ويصطف النسيج الإجتماعي بكل أطيافه ومكوناته سدا منيعا أمام رياح التفرقة والوشاية والتضليل، عندها يصبح الوطن محصنا ومحميا بأبنائه، وكل فرد يصبح مجاهدا من موقعه حتى يأذن الله بنصر قريب يكلل مشوار الصبر والصمود والثبات.