لماذا استهدف الشهيد القائد ؟
بقلم / عدنان قاسم قفلة
هناك الكثير من العالم العربي والإسلامي الذين قدّموا مشاريع لنهضة هذه الأمة ولم يُستَهدَفُوا بنفس القدر من الاستهداف , وهناك الكثير ممن قدّموا روى لإخراج الأمة من الواقع السيء المرير الذي تعيشه ولكن !!..
ما الذي ميّز المشروع القرآني للشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي سلام الله عليه ؟؟.
لقد قدّم الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي مشروعاً قرآنياً متكاملاً لإخراج الأمة من هذا الواقع المرير , وهذا الواقع السيء مشروعاً مكتمل الأركان , وشامل المجالات , لأنه حظي بخصائص كثيرة ومعالم واضحة ذكر السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله ذلك ومن هذه المعالم :
– محورية النص القرآني:
(أن الرؤية القرآنية التي قدمها السيد الشهيد القائد كانت متميزة بمحورية النص القرآني، حيث ينطلق من جوهره ودلالاته وهديه ونوره ومضامينه إلى الواقع فيقيّم الواقع ويشخصه ويحدد الموقف اللازم , كل ذلك من خلال النص القرآني ) وبهذا كان القرآن الكريم المعيار لإبداء الموقف والرأي والقاعدة التي انطلق منها الشهيد القائد لتقييم الواقع والأحداث , وأبرز أهمية وعظمة القرآن الكريم في مرحلة تعيش الأمة فيه ترفاً فكرياً وترهلاً ثقافياً.
-أنه مشروع يرتبط بقيّوميّة الله الحي القيوم:
وللشهيد القائد مقولة رائعة حيث قال : (إن وراء القرآن من نزّل القرآن فحينما نعود إلى القرآن الكريم معنى ذلك : أن نعود إلى الله , مما يعني : أنه صلة بيننا وبين الله , الله سماه حبله (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ).
– أنه مشروع تصحيحي:
يصحح واقع الأمة بدءاً من التصحيح الثقافي الذي هو الخطوة الأولى في تصحيح واقع الأمة , فلا يمكن أبداً بأي حال من الأحوال تغيير واقع الأمة وإصلاحه إلا إذا كانت البداية من التصحيح الثقافي , لأن الأمة تتحرك بناءً على قناعاتها , والواقع بكل ما فيه نتيجة لتلك القناعات , فالقناعات الصحيحة والرؤى السليمة يترتب عليها نتائج صحيحة في الواقع , وكذلك الحال في القناعات والرؤى والأفكار المغلوطة يترتب عليها نتائج سيئة في الواقع , تسوء بها الحياة وتترك آثارها السيئة في الحياة وفي الواقع بكله.
وكلما تصححت ثقافة ورؤية تصحح وراءها قناعة وتصحح وراءها بالتالي واقع، وتصحح من وراء ذلك نتيجة .
ويضيف السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي معالم وخصائص للمشروع القرآني للشهيد القائد.
– أنه مشروع تنويري:
نور وبصائر يُقدم ويصنع وعياً عالياً وبصائر تجاه الواقع والمسؤولية والأحداث والمتغيرات وكل هذا من خلال القرآن الكريم
– أنه مشروع أخلاقي وقيمي:
(مشروع قيم وأخلاق يهدف إلى إعادة الأمة من جديد إلى قيمها وأخلاقها القرآنية لأن أمن أهم ما يستهدفنا فيه أعداؤنا في القيم والأخلاق , إضافة إلى أن واقع الأمة القائم فيه تراجع كبير وملحوظ في القيم والأخلاق) وقد ذكر الشهيد القائد في محاضراته ودروسه الكثير من الشواهد والأمثلة العملية التي تدل على ذلك , وقدّم الكثير من الوسائل والأساليب التي تهدف إلى إعادة الأخلاق والقيم إلى واقع الأمة ومن خلال القرآن الكريم أيضاً.
– أنه مشروع نهضوي:
يترتب عليه تحريك الأمة وتفعليها والنهضة بها إلى الأعلى، من حالة الصمت إلى الموقف، من حالة القعود إلى القيام والتحرك، ثم يقدّم المقومات اللازمة للنهضة بالأمة، وهناك مساحة واسعة التي تتحدث عن أهم المقومات النهضوية التي تنهض بالأمة وتنتشلها من حالتها البئيسة والمؤسفة التي هي فيها.
– أنه مشروع واقعي:
بمعنى أنه قد يقدم البعض مشروعاً مثالياً غاية في المثالية لكنه بعيد عن الواقع ولا يتطابق مع الواقع ولا يتناسب معه ولا يقدّر الواقع.
أما هذا المشروع فهو: مشروع واقعي من حيث أنه يلامس الواقع ويقدّر الواقع ويرسم معالم واقعية يمكن للامة أن تتحرك فيها من نفس الظرف الذي هي فيه ويرتقي بها إلى الأعلى خطوة خطوة ودرجةً درجة وهكذا.
– أنه مشروع مرحلي:
من جانب فهو يرتقي بالأمة ووفقاً للمراحل بمقتضيات كل مرحلة وما يناسبها ومُواكب للمستجدات والأحداث والمتغيرات , لأنه القرآن ولأنها عظمة القرآن ولأنه هكذا هو القرآن.
– أنه مشروع حضاري وبنّاء:
فهو قدّم من القرآن المقومات الحضارية اللازمة وهذه مسألة مهمة جداً ومهمة للغاية , لأنه لدى الكثير في التثقيف الديني والتعليم الديني يفصل الدين تماماً عن الحياة وكأنه لا صلة له بالحياة ولا أثر له في الحياة ولا قيمه له في الحياة ويحاول أعداء الإسلام أن يرسِّخوا هذا المفهوم المغلوط في الذهنية العامة أن الدين لا قيمة له في واقع الحياة وأنه للآخرة فحسب وأنه حالة روحية خاصة يعيشها الإنسان مع الله بعيداً عن واقع الحياة وبعيداً عن الحياة .
ووفق المفهوم القرآني الصحيح في الحياة هو: للإنسان دورٌ حضاريٌ يقول الله سبحانه وتعالى (إني جاعلٌ في الأرضِ خليفة ) استخلفه الله في هذه الأرض ليعمرها وليستخرج خيراتها ولكن على أساسٍ من القيم والأخلاق وبرسالة ومشروع هادف في هذه الحياة .
وتعتبر هذه من أهم المعالم الأساسية للمشروع القرآني كما ورد عن السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله الذي جعل الأعداء يحاربونه لكي لا ينهض فإذا نهض هو نهض بالأمة معه وتغير واقعها إلى الأفضل والأحسن.
وبهذا نجد أن استهداف الشهيد القائد كان استهدافاً للمشروع القرآني الذي جاء من به من صميم القرآن، ولأن هذا المشروع كان من أجل الأمة واستنقاذها فكان استهدافه استهدافاً للأمة بكلها، لأنه استُهدِف في مرحلةٍ الأمة هي أحوج ما تكون إلى رجل بحجم ثقافته وفكره , إذ تمر بأسوأ مرحلة في تاريخها , فهي أمةٌ مقهورة مستضعفة مستباحة يهيمن عليها أعداؤها , ويحتلون أهم مقدساتها , ويسيطرون على ثقافتها , وجعلوا من زعماء الأمة مجرد أدوات لهم يحركونهم كيفما يشاؤون ويريدون.