الخبر وما وراء الخبر

الإغتيالات مجددا في عدن: بركات التحرير بالإحتلال.

41

ذمار نيوز| خاص 27 رجب 1440هـ الموافق 3 ابريل 2019م

بعد ثالث حالة اغتيال وقتل تشهدها مدينة عدن خلال 24 ساعة، تعود الأنظار من جديد إلى الجنوب اليمني، وتحديدا مدينة عدن والتي اصبحت لصيقة بظاهرة الاغتيالات، على خلفية تزايد الفوضى الأمنية في تلك المدينة التي تعرضت في العام السابق أيضا لموجة من الاغتيالات السياسية والعسكرية، من دون أن يعرف السكان لصالح من تلك الاغتيالات ومن يقوم بها.

تآكل من الداخل

تركزت هذه الاغتيالات على أفراد ممن شاركوا في احتلال بلدهم والتحقوا بصفوف ما أسموها “المقاومة”، وما نشر عن حقائق الاغتيال في عدن يضع السلطات التي تديرها ودولة الإحتلال الإماراتي تحديدا تحت طائلة المساءلة عن هذه الجرائم، فالجنوب اليمني في الآونة الأخيرة ظل محط أنظار الجميع، فيه يتصارع سكانه، بعضهم موال للسعودية وآخر للإمارات، وسط حديث عن تهديدات لقادة عسكريين وفق تقارير إعلامية.

تشخيص الناشطين

يصف الناشطون الحقوقيون في الجنوب إن الانفلات الأمني وحالة الفوضى في مدينة عدن فاق كل الحدود، فالمدينة تتعرض بشكل شبه يومي لحالات اغتيالات غالبيتها سابقا لضباط بالجيش والشرطة، وحاليا لمواطنين وشباب وفتيات ويتساءلون من يقف وراء الاغتيالات؟ ويتساءلون أيضا أين الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة الفنادق وكذا الأجهزة السعودية والإماراتية من تلك الاغتيالات، ويرون أن هناك من يريد الإبقاء على عدن مرتبكة وبحالة من الفوضى، فمنذ سيطرة حكومة الرياض على عدن في العام 2015، شهدت عشرات الإغتيالات، وفي الأيام الأخيرة استهدف أئمة وخطباء وناشطين وسياسيين وضباطا بالجيش والشرطة، لتظل عدن بذلك مفككة أمنيا دون توحد أجهزتها، وقادتها وأهلها أيضا.

دور سعودي إماراتي مزدوج

لا يمكن الحديث عن دور غائب للسعودية، ومن غير المعقول أنها لا تعرف بما تقوم به الإمارات في الجنوب عامة وعدن على وجه الخصوص، فالسعودية هي قائدة التحالف وهي المسؤولة عن كل شيء يرتكبه، ويجب على أبناء عدن المطالبة بتحقيق دولي وليس تحقيق محلي، وفي المقابل ليس هناك أي دور فاعل للرئيس الفار هادي وفوق ذلك هو مقيد ومعتقل أيضا بعد أن منع من العودة إلى عدن، والسعودية هي من تتحكم في كل القرارات، يأتي ذلك في الوقت الذي تعمل فيه الإمارات والسعودية على تقاسم النفوذ بينهما، وهما غير جادتين في إنهاء الحرب أو أن يخرج اليمن من هذه الحرب كدولة مستقرة، فهذا في قاموسهما سيُفشل هذا المشروع، وهما تحاولان اليوم إفراغ اليمن من القوى الكبيرة والفاعلة باليمن، ولا توجد قوات أمنية حقيقة في اليمن إلا المليشيا التي تديرها الإمارات.

صحوة وانتفاضة

لا أحد ينكر أن هناك حالة من الخوف يعيشها أهالي من تعرضوا للاغتيال لكنهم يرفضون الحديث للمنظمات الحقوقية، لكن الحالة السقطرية والمهرية تكررت الآن في أكثر من محافظة وبدأ الناس يتجاوزون الخوف، ويرون أنه حان الوقت ليتخلص اليمن من الاحتلال والقوات الغازية، فإلى جانب الإنتفاضة التي شهدتها عدن العام الماضي، مازالت الإنتفاضة الشعبية الحرة في المهرة وشبوة في تزايد واتساع، وهي صحوة بدأت ولن تنتهي إلا بطرد الغزاة والمحتلين من كل شبر في الجنوب، وهذا ما تؤكده الوقائع والأحداث التي تتسارع تباعا في مدن ومحافظات الجنوب اليمني المحتل.