الخبر وما وراء الخبر

قراءة في خطاب قائد الثورة بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد.

41

ذمار نيوز.| خاص 26 رجب 1440هـ الموافق 2 ابريل، 2019م

أطل علينا قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله عصر اليوم وهو يتحدث إلى جماهير الشعب اليمني العظيم والأمتين العربية والإسلامية بخطاب ثري وغزير بما احتواه من موجهات ومحددات تشخص حال الأمة اليوم وسبل معالجتها بالعودة الصادقة إلى كتاب الله الحكيم وهدي رسوله الكريم صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله، ويأتي هذا الخطاب بعد اسبوع واحد من خطابه بمناسبة مرور أربعة أعوام من الصمود والثبات في وجه العدوان.

مناسبة ذكرى مؤلمة

يأتي خطاب قائد الثورة اليوم بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد، ويشرح فيه مواطن كثيرة من محطات المشروع القرآني، التي تأتي ذكرى استشهاد مؤسسه مع بداية العام الخامس من الصمود في وجه العدوان، وهو تأكيد أن السيد حسين بمشروعه القرآني العظيم حاضر في الساحة بما فيها من أحداث وتحديات وبما قدمه من نور وهداية، ومسار الأحداث منذ انطلاقة المشروع القرآني وإلى اليوم يقدم الشواهد تلو الشواهد على صوابية هذا المشروع والتحرك على أهميته والحاجة إليه.

محطة مهمة

يؤكد السيد القائد أن الذكرى السنوية للشهيد القائد محطة مهمة نستمد منها العزم والقوة ونستفيد منها الوعي ونكتسب البصيرة في ظل استمرار العدوان، مبينا أن الأمة بحاجة لرؤية حقيقية بالأحداث والواقع والتحديات والمخاطر ووعي صحيح عن العدو ومكائده، مشيرا إلى أن السيد حسين بدرالدين الحوثي تحرك على أساس مشروع قرآني عملي صحيح للتصدي للأخطار والتحديات وتوجهات الأعداء، وأن مرحلة ما بعد أحداث 11 سبتمبر تحركت فيها أمريكا وإسرائيل في هجمة استعمارية شاملة أدخلت أمتنا في مرحلة خطيرة وحساسة.

رفض الوصاية

يؤكد قائد الثورة أن تمكين العدو من ثروتنا وموقعنا وأنفسنا يفقدنا الكرامة والسيادة والاستقلال ويخرجنا عن طورنا الإنساني، وأن التوجه الصحيح بحكم الفطرة الإنسانية والدين الإسلامي هو أن نواجه التحديات والمخاطر لتحصين أنفسنا من الداخل، كاشفا أن العدو يستخدم بعض الأنظمة والكيانات والتيارات كأدوات لخدمة مشروعه ويستغل استسلام وخنوع الآخرين.

وأوضح السيد القائد أن التكفيرين والنظام السعودي والإماراتي ونحوهما يتحركون تحت نفس العناوين التي تريدها أمريكا ويواجهون كل من يناهض مشروع الهيمنة، مؤكدا أن أمريكا في نهاية المطاف لن تبقي لأدواتها أي مشروع في المستقبل  وستعمل على إعادة صياغة الأنظمة التابعة لها من جديد.

مخططات قذرة

يبين السيد القائد أن الهجمة الخطرة لاختراق الأمة من الداخل بمساراتها وعناوينها المختلفة يصاحبها حملة تشويه غير مسبوقة للإسلام المحمدي الأصيل، مشيرا إلى أن أمريكا تستغل بعض المحسوبين على الإسلام بهدف التشويه في ظل انعدام الرؤية الصحيحة، مضيفا: عندما تفقد الأمة عوامل المنعة والبناء والتماسك تتلاشى وتنهار وتتحول إلى مغنم كبير بيد العدو، موضحا أنه يراد للأمة أن تتحول إلى سوق استهلاكية ومتسولة تعتمد على المنظمات والهبات بهدف تطويعها واستغلالها في كل المجالات.

مشروع متكامل

يتحدث السيد القائد على المشروع القرآني الذي تحرك به السيد حسين بدر الدين الحوثي بأنه انطلق من قراءة واعية عن العدو والأحداث والمجالات التي يتحرك فيها، وأن المشروع القرآني يركز على تحصين الساحة الداخلية من خلال فهم صحيح عن العدو وأساليبه ومساراته وفق الهداية القرآنية، وهو يمتلك بخصائص القرآن الكريم وصلته بالاحداث والظروف مقومات عظيمة كتوفير الوعي أمام العناوين المضللة. وفي ذات السياق يصف السيد المعركة بأنها تحتاج إلى الوعي وزكاء النفوس والاحساس بالمسؤولية لمواجهة الظلم والاستعباد.

مسارات عملية

يؤكد قائد الثورة بأن المشروع القرآني يقوم على برامج عملية في كل المسارات الفكرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية لمواجهة مؤامرات العدو، وهذا التكامل وشمولية المشروع القرآني يحرر الأمة من الأطر الضيقة التي تكبلها ويركز على القضايا المركزية كفلسطين، مبينا أن أولوية المشروع القرآني التصدي لأعداء الأمة “أمريكا، وإسرائيل” من واقع المعركة الواسعة. وأوضح السيد القائد أن أمريكا تخوض معركتها ضد الأمة بوسائل وبأدوات داخلية وتستغل مشاكل الداخل وتعمل على تنميتها، لكن المشروع القرآني يتجه إلى الأمة جمعاء ويقدم خطابا مفهوما للجميع وخطوات عملية ممكنة في كل الاتجاهات، ويستنهض الشعوب ويشعرها بالمخاطر من حولها للارتقاء بمواجهة التحديات والمخاطر، مضيفا أن التحرك الشعبي من منطلق قرآني أثبت جدوائيته في مواجهة العدو الصهيوني كتحرك حزب الله والفصائل الفلسطينية، وأن تجربة استنهاض الجميع هي التي جعلت إيران في موقع القوة وهي التي حمت العراق وسوريا امام الهجمة التكفيرية.