على خطى الشهيد القائد
محمد فايع
الذكرى السنوية للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه ليست عبارة عن ذكرى فئوية أو طائفية أو مذهبية كما إنها ليست ذكرى يمكن المرور عليها مرور الكرام بل إن إحيائها يمثل دعوة للامة كل الأمة إلى العودة إلى مسيرة خيرتها وريادتها وشهادتها على الأمم عبر العودة إلى المنهجية القرآنية المحمدية الأصيلة التي قدمها الشهيد القائد.،كما إن مخرجات المنهجية والمسيرة القرآنية التي خطها السيد حسين بدر الدين وأحياها بجهاده واستشهاده أصبحت واقعا معاشا في مسيرة شعب يقدم اليوم الشهادة للأمة على عظمة المسار والمنهجية وأنه الحل والمخرج لشعوب الأمة مما هي عليه من واقع يحكمه ويتحكم فيه ألد أعداء الإنسانية كلها ،لذلك فإن الذكرى وصاحبها ستبقى عبر الأجيال وإلى قيام الساعة منهجا ومسارا لشعوب الأمة وقبل ذلك منطلقا لتقديم هدي الله من جديد كما قدمه الله ورسوله بكماله وجماله وجاذبيته كما ستبقى محراب للشجاعة والإباء والعطاء الذي جسده الشهيد القائد والشهداء معه على أكمل وأعلى وأسمى مستوياته.
إن من نعم الله الكبرى ومن فضله العظيم علينا وعلى الأمة وعلى الناس أن نعيش مخرجات تلك المنهجية القرآنية المحمدية واقعا حيا تجسده مسيرة الشعب اليمني الثورية الجهادية، أسقط بقيادته وثورته ومشروعه القرآني ابتداء كل قواعد وأوكار قوى الاستكبار وسماسرتهم في الداخل والخارج ثم مضى بكل وعي وإيمان ليواصل بتلك المنهجية وبتلك القيادة القرآنية مسيرته التحررية في مواجهة أعتى قوى الشر والاستكبار العالمي ملحقا بها وبقواها الهزائم العسكرية والأخلاقية وعلى كل صعيد ومجال وبشكل مذهل وغير مسبوق.
إن العالم كله يرى اليوم وبشكل واضح انعكاس تلك المنهجية القرآنية في وعي شعب يمني فضح بوعيه وإيمانه وثقافته القرآنية كل مخططات ومكايد وخداع ودجل ومكر قوى الشيطان وبشكل سافر وغير مسبوق في تاريخ قوى الشيطان.
إن العالم كله يشاهد اليوم بأم عينيه النتائج المذهلة لتلك المنهجية ولتلك الثقافة والوعي القرآني في واقع شعب غدا اليوم بصموده ومشروعه وقياداته وانتصاراته محرابا لكل أحرار العالم وقدوة ومنارا للشعوب وأملأ للمستضعفين.
إن قوى الاستكبار حينما أعلنت حربها الإجرامية على النموذج والتجربة الشعوبية الثورية القرآنية اليمانية ذلك لأنها تنظر إلى التجربة الشعبية الثورية اليمانية ومشروعها باعتبارها تمثل خطرا وجوديا على كيانات وقواعد وأوكار قوى الاستكبار في المنطقة والعالم الإسلامي إضافة إلى أن شعوب الأمة وعلى رأسها قيادات الجهاد وقوى الأحرار تنظر بدورها إلى النموذج اليمني الثوري القرآني كنفس سيمتد سناه الثقافي إلى بقية شعوب الأمة حيث يصحح نظرتها الخاطئة ومفهومها الخاطئ عن الإسلام عبر تقديم الثقافة القرآنية للشعوب وصولا إلى إخراجها من واقع تخبطها وتيهها إلى واقع رشدها وهداها، وحينها ستبدأ شعوب الأمة التحرر من يأسها لتتجه بعد ذلك لتحرر نفسها من سجون استكانتها وخنوعها للطغاة فتسقط عروشهم وتسقط بها قواعد وأوكار الاستكبار في بلدانها وحينها يمكنها بعد ذلك التحرك كأمة تجمعها قيادة وثقافة ومنهجية قرآنية محمدية واحدة وفي مسار تحركها الموحد يحقق الله على يديها وعد الآخرة. والفرج للمستضعفين في هذا العالم.
لقد اقام الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين بما قدمه من منهج ثقافي قراني وباستشهاده مشروعا متكاملا لمسيرة أمة قرآنية محمدية أراد الله لها أن تكون خير أمة أخرجت للناس إلى قيام الساعة، فيما كشف الشهيد القائد رضوان الله عليه بمنهجه الثقافي كل مسارات ومسالك الضلال والتيه والضياع المعاصر للأمة في هذ الزمن وخاصة ما يتعلق بمسار الارتداد عن منهجية الله القرآنية وعن سنة الله في الهداية وكيف تم استبدال ذلك بمنهجية وسنة الولاء الشيطانية اليهودية النصرانية الأمريكية الصهيونية. حيث المسارعة فيمن كشف الله حقيقة عدائهم الشديد للإسلام منهجا ورسولا وأمة ومقدسات إلى قيام الساعة، لذلك حرص الشهيد القائد في كل محاضراته من هدي القرآن على توعية الأمة بشأن مقتضى نهى الله وتحذيره لكل مؤمن ومؤمنة من أبناء أمة الإسلام من مغبة حتى مجرد الميل القلبي البسيط إلى تحالف اليهود والنصارى أو إلى من يواليهم لما سيترتب بمقتضى ذلك الولاء من سقوط وتيه وضياع وخذلان ولما يترتب على ذلك في النتيجة من خسران في الدنيا والآخرة وهذا كشفه واقع الأمة اليوم على مستوى قياداتها وعلى مستوى فريق تم تجنيدهم على أنهم من نخب شعوب الأمة الثقافية والفكرية وحتى من يقدمون بانهم باسم كبار علماء الأمة فيما هم ممن انحرفوا في نظرتهم وفي فهمهم لمنهجية للإسلام القرآنية، لذلك شدد الشهيد القائد إلى العودة إلى القران واستخدامه في فهم وتقييم واقع الأمة وفي كل مجال مبينا بأن منهج الله وآياته وبياناته جلية واضحة ابتداء، وهل هناك أبين واكمل حجة من قول الله جل شأنه في سورة المائدة ۞ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52)وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ۙ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ ۚ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ(53) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ(55) وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ).