الخبر وما وراء الخبر

مليشيا الإصلاح والقاعدة بتعز.. الحاضن الاجتماعي ينبذهم

217

 

إغلاق للمحال التجارية، تنامي أعمال البلطجة، إطلاق النار من الأحياء السكنية، تقطعات، نهب،  تفتيش على أساس مناطقي، أزمة قيادة، خلافات مالية

مليشيا الإصلاح والقاعدة بتعز.. الحاضن الاجتماعي ينبذهم

 

المسيرة- خاص

قواتُ الجيش واللجان الشعبية تسيطرُ على جبل صبر الاستراتيجي في تعز والمُطل على المدينة، إذ تمت استعاده موقع الدفاع الجوي في قمة العروس (العَروس) وتطهير كُلّ المناطق المجاورة له من مسلحي الإصلاح، والجماعات المُتطرفة، وفِرار زعيمهم المدعو عارف جامل.

المدينة تشهَدُ تحليقاً مستمراً وقصفاً للطيران العُـدْوَان السُّعُـوْديّ الأمريكي الذي لم يتوقف حتى أيام الهُدنة لمساندة المُسلحين التي تنحسر قوتُهم على الأرض.

وتُعد قلعة القاهرة التَّأريخية من أبرز المواقع التي يُمعن طيرانُ العدو في قصفها بشكل مُعتاد في أغلب غاراتهِ على المدينة، هذا وكان طيران العُـدْوَان قد قصف القلعة ودمّر جزاً منها، في أولى غاراتهِ عليها الأسبوع الذي سبق الهُدنة، وتأثر جراء القصف كثير من المنازل البسيطة والقديمة للمواطنين داخل المدينة القديم التي تقع أسفل القلعة.

وفي هذا الأسبوع تم استهدافُها إلى جانب مُنتزه زايد السياحي في جبل صبر، ويأتي قصفُها هذا بعد يوم من قصف الجيش منزل أحد قيادات الجماعات المُسلحة المدعو حمود المخلافي، فيما يبدو وكأن قصفَ القلعة انتقامٌ لقصف منزله، ويُعد منزله الكائن في حي الروضة ثكنة عسكرية. وعلى الصعيد الميداني، أحرز الجيش واللجان الشعبية تقدماً في أَطْـرَاف المَدينة وفي أوسطها حيث تمت السيطرة على شارع الستين، والذي كان يعتبر ساحة لتموين المُسلحين بالسلاح والمال عن طريق الإنزال المظلي للطيران السُّعُـوْديّ، وتمت السيطرة على شارع الخمسين، والأربعين، حتى مشارف سوق عصيفرة ومنطقة وادي جديد، وبذَلك تكون قوات الجيش واللجان الشعبية قد أحكمت السيطرة على كُلّ منافذ المدينة المؤدية إلى الريف، مُحاصرةٌ بذَلك الجماعات المُسلحة داخل المدينة، ومنع طُرق إمدادها.

وتَشهد المدينة اشتباكات من وقتِ لآخر في مناطق بالمدينة، حيث تحاول الجماعات المُسلحة التقدم في بعض الجبهات كالمرور والحَصب والحوض، ومنطقة مدرسة الشعب وفندق الأخوة الذي يقع تحت سيطرة الجماعات التكفيرية التي يُمكن معرفتها من خلال ملابسهم، وسبق أن رفعوا الأعلام السوداء في مدرسة الشعب.

شارع الستين  الذي كان أحد البؤر الساخنة تم تأمينه من قبل الجيش واللجان الشعبية ويتعرض لقصف عنيف من قبل طيران العُـدْوَان، في محاولة لمساعده المسلحين على استعادته.

وفي ذات السياق تواصلت شركة النفط مع طرفَي المواجهات في المدينة، محاولةً التوصل لاتفاق لتأمين طُرق إيصال الوقود، حيث تكفلت قيادةُ الجيش واللجان الشعبية بتأمين شارع الستين، لكن قيادة الإصلاح وما يُسمى بـ “المقاومة الشعبية” لم تتجاوب في تأمين شارع جمال العصب الاقتصَـادي للمدينة الذي يقع تحت سيطرتهم- وهذا ما أعاق وصول الوقود لمحطات المدينة من الحديدة ومن منطقة المخا التي يتوفر بها بكثرة.

إنْسَـانياً.. لم يعد يخفى على أبناء المدينة أن المناطق التي تسيطرُ عليها قواتُ الجيش واللجان الشعبية هي الأكثر أماناً وتجري بها الحياة بصورة طبيعة، على عكس المناطق المحدودة التي تسيطر عليها مليشيا الإصلاح والقاعدة التي تشهد شوارعها أَعْمَـال التقطعات والنهب وإغلاق للمحلات التجارية، وتنامي أَعْمَـال البلطجة، وإطلاق النار من الأحياء السكنية، وهو ما سيجعل قوات الجيش ترد عليهم فيكون المدنيين ضحية هؤلاء.

وهذا ما يجعل المواطنَ يعرف أَكْثَرَ زيفَ دعوى هذه الجماعات وأنها أبعد ما تكون عن المقاومة شعبية في مُمارساتها، التي تجعل الحاضنَ الاجتماعي ينبذهم كُلّ يوم، ولا تخفى حالة السخط عند المواطنين وحتى في أوساط من كانوا يؤيدونهم.

وفي موضوع متصل بهذا فإن مليشيا الإصلاح والقاعدة نفسها تشهد خلافاتٍ كبيرة فيما بينها لتعدد قياداتها، فهناك أزمات قيادة وسيطرة لا تخفى، وخلافات مالية، تصل حتى إلى صرف الذخيرة من قبل قيادات هذه المليشيا، وهذا ما يؤدي إلى انهيارات كبيره في صفوفهم.

كما أن ممارسات مليشيا الإصلاح والقاعدة تتصاعد في إجراميتها لتصل إلى جرائم ضد الإنْسَـانية، فإلى جانب تفتيشها للمواطنين في النقاط على أساس مناطقي واعتقال كُلِّ مَن هوَ من المناطق الشمالية كصنعاء وصعدة وعمران وذمار وغيرها للاشتباه بأنه “حوثي” أَوْ من الجيش، وأبرز هذه النقاط في منطقة كلابه، وحي الروضة، وزيد الموشكي.

ولم تكتفِ هذه المليشيا بالاعتداء على المراكز الحكومية والتعليمية، بل قامت بفتح مدرسة “باكثير، وزيد الموشكي في حي الروضة، ومدرسة الخليل في منطقة جبل جره كمعتقلات، واتخذت بعضَها كمعسكرات ومخازن سلاح مثل مدرسة خديجة في منطقة السلخانة ومدرسة النهضة في عصيفرة، ومدرسة الشهيد الحجري في وادي القاضي.

وفيما يتعلق بالوضع المعيشي فإن محافظة تعز تشهد نزوحاً كبيراً، فيما تتحسن قضية توفر المياه والقمح، وسط تزايد لارتفاع أسعار أسطوانات الغاز فمعظم المركبات والمواطير في المدينة أصبحت تعمل على هذه المادة وتنافس المطابخ المنزلية والمطاعم، كما أن التيار الكهربائي لا يزال مقطوعاً عن المدينة منذ شهر، وكان قد عاد هذا الأسبوع لمده يومين ثم انقطع، حيث تمثل عودة التيار الكهربائي للمحافظة من شأنه أن يُعيد تشغل المُستشفيات التي أغلقت معظم أقسامها، وبالتالي توفر الأَعْمَـال للمسرحين من أقسام المستشفيات والمجال الدوائي، وبقية قطاعات الخدمات والإنتاج في المدينة.