قصيدة الشاعر الكبير/ معاذ الجنيد في الذكرى الرابعة للصمود اليماني …….. نَفَسُ الرحمن………
عودوا بخيباتكم من أرضنا.. عودوا
ألم تروا أنّ ذكرى حربكم عِيدُ!!
قلتُم: سنفنى بأسبوعٍ!! وها هو ذا
أسبوعكم قد بَدت منهُ التجاعيدُ!!!
ماذا حزمتُم؟ سوى أكفانكم.. سَفَراً
إلى الجحيمِ.. فذوقُوا يا عرابيدُ
حبالُكم ضدنا صارت مشانقكم
وحبلنا في يد الرحمن مشدودُ
عودُوا بمن ظلّ حيّاً من عساكِركُم
عودُوا لأسيادكم فالبابُ موصودُ
قولوا لهم: نَفَسُ الرحمن حلّ هنا
وليس ينفعُ ضدّ الله تحشيدُ!
لو النجوم سلاحٌ في مخازِنكُم
ووِسْعكُم أن تزيدوا فوقها.. زِيدوا
لن يقرُبَ النصرُ منكم قيد أنمُلةٍ
ونحنُ شعبٌ بنصرِ الله موعودُ
ونحنُ قومٌ رسولُ الله في دمنا
وفي يدينا (سليمانٌ) و(داؤودُ)
عزمُ السلاحِ.. بعزمِ الحاملين لهُ
وعزمُنا في الوغى نارٌ وبارودُ
فسِرُّ آيةِ (موسى) كان في يدهِ
أما العصا.. فهي لولا كفّهُ عُودُ
لو لم يكُ الدينُ والقرآنُ دافِعنا
إلى الجهاد.. لشدّتنا التقاليدُ
* * *
لقد دنوتُم كثيراً من نهايتكُم
ونحنُ في البدء تسبيحٌ وتحميدُ
ومعنويّاتنا أعلى.. وقوّتنا
أنمى.. ولله في الأعماق تمجيدُ
قد كان (صمادُنا) في الأرض ينصحكم
وها هو الان في الأجواءِ تصعيدُ
نُصحي لكم: أن تزيدوا من تخبُّطكم
فعمر عدوانكم والله معدودُ
وابكوا من الآن.. فالأهوال يوم غدٍ
سينشفُ الدمع منها وهو مورودُ
والله إنّا إليكم قادمون ولن
يردّنا حينها شجبٌ وتنديدُ
كالموت أنّى فررتُم سوف نُدرِككم
أيردعُ الموتَ تحصينٌ وتشديدُ!؟
غداً نقولُ لمن أبدوا مخاوفَهم:
دعوا التخوّفَ.. نحنُ الآن تأكيدُ!
إنّ القيامة من ميعادها اقتربت
ولن تقومَ وفوق الأرض (نمرودُ)
ولن تقوم و(إسرائيلُ) باقيةٌ
وحول (مكّةَ) غير الله معبودُ!!
يا (صفقةَ القرن) ما نامَ الرجالُ لكي
يُدنّسَ (القدسَ) و(الجُولانَ) تهويدُ
نحنُ انتقامٌ إلهيٌّ يليقُ بكم
عن كلّ ثأرٍ بصدرِ الدهرِ موءودُ
أتى بنا الله.. والشيطانُ جاءَ بكم
فمكركُم ضدّكم لا شكّ مردودُ
ألم تحسّوا بعارٍ من هزائمكم!؟
أم أنّ إحساسكم كالعقلِ مفقودُ
لو صخرةٌ لاستحَت من فرط ما صُفعَت
فهل لديكم خدودٌ أم أخاديدُ؟
طيارُكم وهو فوق (الإفّ).. مُحتَقَرٌ
وشعبنا وهو تحت القصف.. محسودُ
أنتُم على الأرض أوهامٌ مزيفةٌ
ونحن للوهم ابطالٌ وتفنيدُ
لقد بنيتُم على (هوليود) حسبتكم
وهل تمُرُّ على (الأنصار) (هوليودُ)!؟
جئتُم بقوات نصف الأرض تسبقكم
من القنابلِ (فسفورٌ) و(عنقودُ)
مُدرّعاتٌ.. أساطيلٌ.. وألويةٌ
شُقرٌ.. وزرقٌ.. وبيضٌ.. زُمرةٌ سُودُ
مراكِزٌ.. خُبراءٌ.. عالَمٌ قذِرٌ
مُخطّطاتٌ.. وتدريبٌ.. وتجنيدُ
وحكمةُ الله شاءت أن نُطيحَ بكم
ليُدرِكَ الناسُ أنّ الله موجودُ!
بمن ستستنجدون الآن؟ أيّ قُوى
الدنيا.. هنا لم تذُق من جيشها الدُودُ!؟
هُم اليمانُون جاءوا من (لِيُظهِرَهُ)
بكفّهم نصرُ دين الله معقودُ
هُمُ اليمانون هُم أنصارُ حيدرةٍ
أفعالهم لهدى القرآن تجسيدُ
هُم اليمانون أهلُ الله صفوتُهُ
الغالبون الأشداءُ الصناديدُ
قومٌ إذا أنفقوا أعطوا جماجمهم
وما لهم غير وجه الله مقصودُ
تدافعوا في سبيل الله يُرشدهم
للحق من آل طه سادةٌ صِيْدُ
* * *
ويسألونكَ عنّا يا زمانُ.. فقُلْ:
إنّي بهم مثل باقي الناس (مبلودُ)
ويسألونكَ عن سِرّ الصمود؟ فقُل:
لهُم من الله تمكينٌ وتأييدُ
ويسألونكَ من دكَ الجيوشَ؟ فقُل:
قبائلٌ.. جودُها صلّى لهُ الجودُ
ويسألونكَ عن بأس الرجال؟ فقُل:
من بطشهم وجهُ (عزرائيل) مشهودُ
ويسألونكَ عن صبرِ النساءِ؟ فقُل:
صبرٌ تخِرُّ لهُ الصُمُّ الجلاميدُ
ويسألونكَ عن طول الحصار؟ فقل:
ما حاصرونا وظِلُّ الله ممدودُ
تنفّسَ النصرُ صُبحاً من متارسنا
وفوق (روضاتنا) اخضرّت مواعيدُ