الخبر وما وراء الخبر

لماذا صمدنا ؟!

39

بقلم | سعاد الشامي

لماذا صمدنا ؟ سؤال يدور بكل العقول المناصرة والمعادية والخارجية والداخلية. لذلك سنجيب بغيض من فيض أسرار الصمود اليماني الاسطوري …

صمدنا …
لأنكم عندما تحالفتم مع الشيطان على قتلنا وسفك دمائنا تحالفنا نحن مع الله ولُذنا إليه من إجرامكم وأعتمدنا عليه في مواجهتكم فكان لنا خير حليف وأيدنا بعونه ونصره وتأييده وكانت العاقبة للمتقين والبشرى للصابرين والذل والعار للمعتدين.

صمدنا …
لأننا نحمل لواء قضية عادلة ومحقة ، نؤمن بها ونتيقن من صواب مسارها ونتمسك بمبادئها ، قضية دين ووطن ووشعب وهوية وكرامة وسيادة وإستقلال وحرية .

صمدنا….
لأن الله أكرمنا بقائد حكيم تميز بسمو غاياته وشريف مقاصده وعلو مراميه ورزانة أقواله وأفعاله ، قائد لم يساوم في مبادئه ولم يتاجر في وطنه ولم يتنازل عن كرامته ولم تهزه كل التهديدات ، قائد يمتلك القدرة الفائقة على تصريف أخطر الأمور الشائكة إلى حيث الضمانة الفعلية لكل مفردات الحرية والكرامةوالعزة والنهوض الحضاري من منطلق الإستقلال وبعيدا عن الوصاية الخارجية ، فجسّدنا تحت توجيهاته أجمل لوحة للصمود وأعظم علاقة تلاحمية بين الشعب والقائد .

صمدنا….
لأن دماء الشهداء الزكية سالت لتصون أرضنا وعرضنا ولتجرف كل أوهام الأعداء إلى مزبلة الهزيمة النكراء وتفشل كل مساعي المجرمين الحقيرة .

صمدنا …
لأن الجريح منا برغم معاناته نتيجة إنعدام العلاج وصعوبة الحصول عليه يتلهف إلى إستعادة عافيته بأسرع وقت ، ليس للتخلص من الوجع والألم وإنما ليعود إلى جبهات العزة ويستكمل مشواره الجهادي.

صمدنا …
لأننا نخجل أمام التضحيات المقدسة لأسر الشهداء والجرحى والمرابطين ، ونستحي من الظروف المأسآوية لأسر المنكوبين والنازحين وجميعهم يصدرون لنا أرقى وأعظم الصور السامية في دلائل الصبر والإحتساب والإحسان والبذل والعطاء.

صمدنا ….
لأنكم ضربت علينا الحصار الجائر و تأمرتم على نقل البنك المركزي إلى عدن ومنعتم عنا أسباب العيش الضروري وحلمتم بتركيعنا عبر تجويعنا …

صمدنا …
لأننا حافظنا على تماسك جبهتنا الداخلية وحميناها من كل مؤامرات التفكيك وفتن الخيانة فظلت مكوناتنا السياسية أكثر تماسكا وحرصا على وحدة الصف الداخلي .

صمدنا …
لأننا منذ أول يوم لم نخضع لكم وإنما أستشعرنا مسؤوليتنا الدينية والوطنية وتحركنا كلنا من جميع فئات المجتمع رجالا ونساء وسعينا لمواجهتكم ونحن كالأفواج المتدفقة لنا أرواح ثائرة جامحة تحلق في سماء الحرية ولاينطبق عليها قانون الإنكسار.

صمدنا …
لأن بلادنا تسمى ” مقبرة الغزاة” ورجالنا هم أولي البأس الشديد في ساح المعارك ، وشعبنا هو الشعب التواق إلى الحرية والكرامة والرافض لكل صور الذل والعبودية والمهانة، ورصيدنا التاريخي والإيماني يفرض علينا عدم القبول بالغزاة والمعتدين.

صمدنا…
لأن جرائمكم الوحشية ومجازركم الدامية بحق الأبرياء برهنت لنا أنكم وحوش البشرية وأعداء الإنسانية ، فأوقدت في صدورنا براكين الأسى ، فخلطنا الدم مع البارود وعزمنا على الثأر والإنتقام وأحترفنا الصمود.

صمدنا …
لاننا أدركنا بوعينا أبعاد مؤامراتكم وأهدافكم الإستعمارية الإنتهازية في الجنوب والساحل وبقية البلاد .

صمدنا …
لأنه لا هدف لنا سوى أن نحيا فوق الأرض احراراً أعزاءً كرماءً أو نسقط في ساحات القتال شهداء عظماء .

صمدنا ..
لأن الصمود يماني النسب والهوى.