الخبر وما وراء الخبر

( إن الإنسان لفي خسر )

55

كلمات الشاعر / محمدالقعمي

خطان نرى في عالمنا

خيرهما يجري كالنهر ِ

خطٌ للهِ يباركه

والآخر لطغاة العهر

فلتختر خطك وبوعي ٍ

إما عربيًا أو عبري

خط الأخلاق مع شيم ٍ

والآخر هو خط الكبر ِ

خط التطبيع معالمه

صارت واضحة للبصر ِ

شاهدَها العالم في (وارسو)

فاجرة في الحضن العِبر ِ

وتعاون أشرار الدنيا

أمريكا شيطان المكر ِ

قادَ الأعراب تحالفهم

واجتمع الفسق مع الكفر ِ

قصفوا صنعاء وكم قصفوا

يمنَ الإيمان وبالغدر ِ

فانتفض الشعب على الباغي

وتحدى طاغوت العصر ِ

وتحدى غضبة أمريكا

وعبيد النكسة والسُخر ِ

فإذاما ازدادوا طغيانا

شدّ َ الإيمان ُ عرى الصبر ِ

وتهاوى الغازي مدحورا

والنصر لنا حق حصري

وانكشف الباطل مفضوحا

وتجلى الحق لذي حجر ِ

ياشعب الحكمة من دمك

تروي للأمة ما تروي

وشمخت ثباتا وصمودا

واستلهم وثبتك المهري

وسموت وكلك أوجاعٌ

وجراحك فاحت بالعطر ِ

ومع الأعلام خطاك مضت

مقتديا بحليف الذكر

وبنور الله خطاك سعتْ

في درب العَلَم فتى البدر ِ

في درب الحق كتائبه

تمضي للفتح وللنصر ِ

وصراط الله يُوحدنا

لنزيل ثقافات الإصر ِ

والوطن الأغلى يجمعنا

والقيم الأسمى بالفكر ِ

وبنور الله تمسكنا

هو دين الفطرة والبشْر ِ

هو منهج عدل وسلام

لا يقبل أسباب القهر ِ

والفطرة تقبل صبغته

لا ترضى قطعان الوكر

من رحم التكفير الأعمى

تغزو كمسوخ ٍ تستشري

والملك الحق يحرضنا

لنقاوم غطرسة الشر ِ

والله دعانا لسلام ٍ

مرفوع الهامة والقدر ِ

( لاتهنوا ..) قال يُثبتنا

ويُشجع بعظيم الأجر ِ

يكسو الإنسان بصبغته

منسوج النبل مع البر ِ

فنسيج رذائل إبليس

تنحط بإنسان العصر ِ

تكسوه الخزي وتلقيه

في لجة ماخور ٍ قذر ِ

نِقمٌ تجتاح بني آدم

تجتاح السود مع السمر

كوباء ٍ تغزو عالمنا

تجتاح البيض مع الصفر ِ

لاترحم لونا أو جنسا

وكذلك تفعل بالحمر ِ

فالويلُ الويل ُ بني آدم

إن لم نستوعبْ ما يجري

صاغ الشيطان شياطينا

يربطها بالحبل السري

ويدٌ في الخلف تحركها

تكسو الإنسان بما يُزري

بخداع ٍ يملأ عالمنا

إعلامُ الفتنة والسحر ِ

بالدجل يقود إلى تيه ٍ

وضياع في سبل العسر ِ

ويُثير غرائز شهوات ٍ

ويُزينُ للمرء ويُغري

ويُخيل للناس مروجًا

جناتٍ ، أحلام العمر ِ

كم أوقع كم أغوى بشرًا

كم يَنزغ ، يَنزع كم يُعري

كم جيل ٍ صدّق خدعته

ويتاجر بالوهم ويَشري

يمنحه وعد تعاسته

ويثير هواه ولا يُثري

في بحر مناه يجرجره

ليهيم ويبقى في الأسر ِ

ويسيح بشاطئه العاتي

يسحبه الموج ولا يدري

بقفار الإثم يدور به

بخطى العدوان إلى القبر

زيّنها زخرفَ وحشتها

ليسوق الناس إلى الضر ِ

ويُضِل نساءً ورجالا

عن درب الحسنى واليُسر ِ

فإذا الإنسان تولاه

حمّله أثقال الوزر ِ

أمكبًا يمشي كالأعمى .. ؟!

( إن الإنسان لفي خسر ِ )

أربعة مرتْ وانصرمتْ

أعوام العدوان العبري

أعوامٌ نلوي أذرعها

ونطيح بهامات السُكر ِ

أربعة تستعرُ قتالا ً

بريًا جويًا بحري

زلزالا والتوشكا يعلو

والقاهر يفتك بالقهر ِ

وسلاح الجو بصماد ٍ

ترمي وتصلي للفجر ِ

والعام الخامس جعبته

ملأى بالهول على المكر ِ

جعبته فيها .. هل تدري

مافيها ؟ فيها .. لا تدري

لكن فلتحذر من غضب ٍ

إن صلى في يوم الشكر ِ

فالخامس يأتي ميلادي

قد ولى عمرك بالهجري